الطالب السعودي طارق نصيف: حققوا معي 3 مرات وسألوني عن معرفتي بالحازمي

TT

يمثل الطالب السعودي طارق عماد نصيف الذي يدرس هندسة الطيران في كلية «سان دييغو فلايت ترينينغ»، والتي كان قد تدرب فيها الانتحاري نواف الحازمي، نموذجا لتحدي الظروف التي يواجهها عدد من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، واصرارهم على تحقيق احلامهم رغم المصاعب والعقبات التي تعرضوا لها، ورغم المواجهة مع مكتب المباحث الفيدرالي (إف.بي.آي)، ومراقبة منازلهم وهواتفهم.

ويؤكد الطالب عماد نصيف انه تعرض لمتاعب عديدة وملاحقة من قبل مسؤولي «اف.بي.آي»، اذ تعرض للتحقيق ثلاث مرات منذ الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي الذي يقول: «انه قلب مرحلة دراستي رأسا على عقب، لكنه لم يقلب حياتي لان الاصرار على اكمال الدراسة والوصول الى الهدف الذي وضعته امامي كان لا بد ان يتحقق بتوفيق من الله الذي هو بالتأكيد اقوى من كل الظروف والعقبات التي تعرضنا لها».

واوضح نصيف «انه وبعد التفجيرات الاخيرة في نيويورك توقفت دراستي في الكلية لمدة شهرين حيث تم منع اي طائرة من التحليق طوال هذه الفترة، كما زارني مسؤولو «إف.بي.آي» ثلاث مرات للتحقيق معي في شقتي، وكانت اسئلتهم في البداية تتعلق بمدى معرفتي بنواف الحازمي احد المشتبه في مشاركتهم بقيادة الطائرة التي ارتطمت بوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، ثم بدأوا في السؤال عن مدى معرفتي بالانتحاريين الآخرين او اي شخص يعرفهم او سبق له الالتقاء بهم، وتحولت اسئلتهم بعد ذلك الى حياتي الخاصة، واين كنت قبل وصولي الى الولايات المتحدة، وهل سبق لي زيارة افغانستان او باكستان، ولماذا اخترت دراسة الطيران».

واشار نصيف الى انهم عرضوا عليه عددا من الصور للمشبه في انهم الانتحاريون، بالاضافة الى صور آخرين يترددون على المركز الاسلامي في سان دييغو ولا علاقة لهم بالاحداث. وقال «سألني مسؤولو المكتب عن مدى معرفتي او مشاهدتي لاصحاب هذه الصور، فاكدت لهم انني شاهدت بعضهم في المركز، ولم اشاهد او اعرف عددا كبيرا منهم».

واضاف نصيف: «كنت اجيبهم بكل صراحة، فهم يعتبرون الاجابات الملتوية والكذب في الادلاء بمعلومات تهمة تتم محاكمة الشخص عليها، وهذا ما حدث لعدد من العرب والمسلمين الذين تم التحقيق معهم، ووقعوا في اخطاء ادت الى اعتقالهم ومحاكمتهم، رغم انه لا علاقة لهم بالاحداث».

وذكر ان السلطات الامنية الاميركية راقبت هاتف منزله لمدة ثلاثة اسابيع، «وهذا ما ابلغني به مسؤولو المكتب في ما بعد ولم يلحظو اي شبهة حولي سواء عبر التحقيق او مراقبة الهاتف، ولذلك توقفوا حاليا عن التحقيق معي او مراقبة هاتفي». وقال «ان عدم علاقتي بالمشتبه فيهم، وثقتي بنفسي هي التي كانت دافعا لي من اجل البقاء في الولايات المتحدة ومواصلة دراستي وتحقيق حلمي في الحصول على شهادة هندسة الطيران رغم المتاعب والعقبات التي تعرضت لها في البداية الا انها تلاشت تماما حاليا».

واكد ان حياته العادية في الولايات المتحدة تغيرت قليلا بعد الاحداث، الا انها بدأت تعود طبيعية هذه الايام، وقال «لم اتعرض لاي مضايقات في الشارع»، مشيرا الى ان مسؤولي الـ«اف.بي.آي» كانوا خلال تحقيقاتهم معه في منتهى الادب، و«قابلتهم من جهتي بمنتهى الصراحة، ولذلك لم يتم اعتقالي، وانا اعيش حياة عادية في الوقت الحالي، تدفعني بقوة الى الهدف الكبير الذي جئت من اجله الى الولايات المتحدة».

وقدم نصيف نصيحة الى الطلبة السعوديين والعرب المقيمين في الولايات المتحدة، وهي ان تكون اوراقهم ومستنداتهم الرسمية متكاملة ولا لبس فيها، وان يكونوا صريحين امام اي سؤال من الجهات الاميركية الرسمية حتى ولو ارتكبوا خطأ معينا، وان يحاولوا ان يعيشوا حياة طبيعية دون ان يدخلوا انفسهم في مشاكل من خلال تصرفات خاطئة».