قاعدة غوانتانامو: الأذان 5 مرات في اليوم ولحم خراف لأسرى القاعدة وطالبان بمناسبة العيد

TT

بات صوت الأذان يسمع الآن في «معسكر اكس ري» في قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية في كوبا خمس مرات في اليوم، كما يؤدي الكثير من نحو 300 من اسرى «القاعدة» وحركة طالبان المحتجزين فيه صلواتهم بانتظام. واعدت ادارة المعسكر اول من امس طعاما خاصا من لحم الخراف للمعتقلين احتفالا بعيد الاضحى المبارك، فيما اعتلى القناصة ابراج المراقبة المحيطة بالمعسكر. وقال قائد المعسكر، تيري كاريكو، ان الشيء الذي يثق فيه تماما هو «استحالة هرب أي سجين من المعسكر».

وتضيء «كامب اكس راي» اضواء كاشفة قوية حولت ليل المعسكر الى نهار، كما شيدت القوات الاميركية زنزانات جديدة وغرفا للاستجواب وخياما للعمل واحاطت المعسكر بكامله بالاسلاك الشائكة. وتمكن الجيش الاميركي خلال فترة تقل عن شهرين من تحويل معسكر الاعتقال المهجور الى مجمع تفرض فيه اجراءات امنية مشددة. الجدير بالذكر ان «كامب اكس ري» شيد أواخر عام 1994 لعزل المشاغبين وسط آلاف اللاجئين الكوبيين. ويقول الكوبي فيديريكو فالكون، الذي يقيم في ميامي حاليا، ان «ثمة اشخاصا سيئين في كامب اكس ري»، اذ قضى فالكون قرابة اربعة اشهر في هذا المعتقل عقب هروبه من جزيرة كوبا على ظهر طوافة من الخشب. واضاف فالكون ان المعتقل شيد خصيصا لعزل من تقرر السلطات الاميركية اعادتهم الى الاراضي الكوبية، اذ اعيد بالفعل معظم اللاجئين الكوبيين الذين انتهى بهم المطاف في غوانتانامو. ويعتقد فالكون ان القوات الاميركية شيدت هذا المعتقل لحبس اللاجئين الذين يميلون للعنف واولئك الذين يسرقون من الحراس او اصحاب السوابق الجنائية وسط اللاجئينِ، اذ ان بعض هؤلاء كانوا، حسبما ذكر فالكون، يتزعمون عصابات وقضوا فترات بالسجن.

ويصل اصحاب السوابق الجنائية مع آلاف اللاجئين الذين يتدفقون من كوبا صوب الولايات المتحدة، اذ وصل عدد مواطني كوبا وهاييتي في معسكرات الخيام التي تغطي هذه القاعدة البحرية الاميركية بنهاية عام 1994 الى حوالي 45 ألف شخص. وسميت هذه المعسكرات طبقا للحروف الابجدية الانجليزية. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن الجنرال مايكل لينيرت، مدير المعسكر، قوله انهم لم يتوصلوا الى عدد المعسكرات التي يراد تشييدها على وجه التحديد، لكنه أشار الى انهم كانوا يعتزمون فرز هذا المعسكر تحديدا من المعسكرات الاخرى لحبس من لا سبيل الى تقويمهم واصلاحهم، لذا قررت الجهات المسؤولة اختيار آخر حرف في الابجدية الانجليزية وهو حرف «اكس X» ومن هنا جاءت التسمية «معسكر اكس ري». ويقول فالكون وعدد من الذين زاروا هذا المعسكر انه استخدم في الاساس لحبس الكوبيين وليس الهايتيين. ويضم هذا المعسكر، المشيد وسط تلال مكسوة بالاعشاب والاغصان اليابسة، 40 زنزانة مربوطة ببعضها البعض بالسلاسل لحبس اخطر المعتقلين. وكان فالكون قد زار المعسكر في السابق لمقابلة شخصين يعتقد انهما حبسا عن طريق الخطأ. ويصف فالكون الزنزانات ذات السقف المعدني بأنها اشبه بمأوى الكلاب. وكانت بعض منظمات حقوق الانسان قد استخدمت نفس اللغة لوصف الزنزانات الجديدة المحاطة بسياج من السلاسل الحديدية فوق قاعدة اسمنتية وتحت سقف معدني. وفيما انتقدت المجموعات المعنية بحقوق الانسان معاملة المعتقلين، قال مسؤولون اميركيون ان المحبوسين يتلقون معاملة انسانية. وقال فالكون ان منظمات حقوق الانسان لم تنتقد ظروف الاعتقال عندما كان الكوبيون رهن الحبس في نفس المكان وتحت نفس الظروف، وتساءل: «هل يعتبر الكوبيون اقل انسانية؟».

الجدير بالذكر ان معظم الكوبيين الذين كانوا معتقلين في «معسكر اكس ري» سمح لهم في نهاية الامر بالدخول الى الولايات المتحدة، غير ان معظم الهايتيين اعيدوا الى بلادهم. وبترحيل آخر لاجئي القوارب الى الولايات المتحدة عام 1996 بات «معسكر اكس راي» خاويا. وطبقا لاتفاقيات الهجرة الموقعة خلال فترة منتصف التسعينات، فإن الكوبيين الذين تعثر عليهم القوات الاميركية في عرض البحر يعادون تلقائيا الى الاراضي الكوبية.