حزب العمل الإسرائيلي يبدأ مسيرته للانسحاب من حكومة شارون رغم معارضة رئيسه

TT

رغم المعارضة الشديدة من معظم الوزراء في مقدمتهم زير الخارجية شيمعون بيريس ونواب الوزراء في حكومة ارييل شارون، بدأ أعضاء الكنيست من حزب العمل الاسرائيلي مسيرة الانسحاب من الحكومة لأنها تسير على طريق الحرب معدومة الأمل كما يقولون.

وكما قال رئيس الكتلة البرلمانية في الحزب، ايفي اشعيا، فان الحكومة بكل احزابها تسير وراء افيغدور ليبرمن (رئيس الحزب اليميني المتطرف) ولا تفهم سوى لغة البطش والقوة ضد الفلسطينيين ولا تطرح أي بديل سياسي. وأردف قائلاً: «نحن لسنا حزباً حربياً، لكننا مكبلون بسياسة شارون وليبرمن. وبهذا نخون ناخبينا، ونساهم في التدهور الأمني الخطير».

وكان اشعيا قد حدد اليوم موعداً لعقد اجتماع تبحث فيه هذه القضية. وتبين من استطلاع رأي النواب (23 نائباً) انه باستثناء الوزراء ونوابهم، فان جميع أعضاء الكنيست من هذا الحزب يؤيدون الانسحاب من الحكومة، الأمر الذي أقلق شارون، فاتصل بنفسه مع النائب اشعيا وطلب ان يجتمع به على وجه السرعة «فهناك امور غير معروفة للشارع، اريد ان تسمعها مني، لعلها تقنعك بضرورة البقاء في الائتلاف الحاكم».

وقرر اشعيا تأجيل الجلسة الى الأسبوع المقبل، وادعى ان التأجيل تم بطلب من بعض النواب المرتبطين بمواعيد سابقة، وليس بناء على طلب شارون. وأكد ان مسيرة الانسحاب من الحكومة قد انطلقت ولا رجعة عنها. وأوضح ان عدداً من النواب البارزين في الحزب الذين دعوا الى حكومة الوحدة يقفون اليوم ضدها، وفي مقدمتهم حاييم رامون، وزير الداخلية السابق والمفاوض الرئيسي باسم الحزب للائتلاف، وشلومو بن عامي، وزير الخارجية السابق ورئيس اللجنة السياسية في الحزب.

وازاء الشعور بأن هناك خطراً جدياً لصدور قرار بهذا المعنى في قيادة حزب العمل، بدأ رئيس الحزب وزير الدفاع بنيامين بن اليعزر، حملة نشاط واتصالات محمومة مع الوزراء ونوابهم لتجنيدهم في معركة ضد الانسحاب من الحكومة. وادعى بن اليعزر ان هذا الانسحاب سيكون بمثابة انتحار جماعي للحزب «فالجمهور لن يفهم خطوة كهذه منا في هذه الظروف العصيبة». وادعى ان وجود حزب العمل في الحكومة هو الذي يلجم اليمين المتطرف «فلولا وجودنا هناك، لكانت الأمور قد تدهورت الى حرب جهنمية».

يذكر ان بيريس، اكثر المتمسكين بهذه الحكومة، قد صرح اول من امس بأنه لو كان يعرف ان وجهتها ستكون الى هذا الصدام وانها ستتخذ قرارات حربية كالتي اتخذتها في جلسات الأسابيع الأخيرة، لما كان قد انضم اليها. وقوبل تصريحه بصدمة في مكتب شارون. وانتقده اليسار بالقول: «كان على شخصية مثله ان يدرك هذا التطور من البداية. فهو ليس صبياً في السياسة. ولا يليق بمن يحمل جائزة نوبل للسلام وهذا الرصيد التاريخي الكبير من التجارب، ان يقع في حبائل شارون، إلا اذا كان تصريحه هذا هو لعبة جديدة هدفها البقاء في الحكومة بطريقة أخرى»، كما قال يوسي سريد، رئيس حزب «ميرتس» المعارض. وثبتت صحة هذا التوقع باعلان بيريس امس أنه لن ينسحب من هذه الحكومة الا حين يتوصل الى استنتاج انها لم تعد تحترم السلام.

وأعلنت وزيرة التجارة والصناعة، داليا ايتسيك، انها تؤيد الانسحاب من الحكومة، ولكن ليس بهذه الطريقة «فعلينا أولاً ان نطرح على الحكومة تحدياً سياسياً. ان نطرح مبادرة سلام خاصة بنا تكون مقنعة للجمهور، مثل الانسحاب من طرف واحد واقامة جدار فاصل على طول الحدود، ومن ثم بدء مفاوضات على اتفاق سلام. فاذا رفضت الحكومة، ننسحب. وهكذا نكون مفهومين للجمهور».

ولكن بيريس لا يؤيد الفصل. ويريد ان يكون التحدي السياسي بشكل آخر، مثل طرح اتفاقه مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، احمد قريع (ابو العلاء) للتصويت في الحكومة.

وفي الحالتين، يعني الأمر تأجيل الانسحاب من الحكومة، علماً بأن رئيس الحزب، بن اليعزر، قرر ممارسة صلاحياته لمنع التصويت على قرار الانسحاب في هذه المرحلة.