الأمير عبد الله يوجه بعلاج المصابات في حادث المدرسة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية

أمير مكة يزور الموقع المنكوب ويعود المصابات في المستشفى واستمرار التحقيق في أسباب الكارثة

TT

اصدر أمس الامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، توجيهاته باستقبال حالات اصابات الحروق الناشئة عن الحريق الذي وقع أول من امس في احدى مدارس مكة المكرمة، في مركز طبي متخصص تابع لمدينة الملك عبد العزيز الطبية في الرياض.

وقال الدكتور فهد بن عبد الله العبد الجبار، المدير التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني، ان ولي العهد وجه باستقبال حالات اصابات الحروق الناشئة عن حريق المدرسة المتوسطة الـ(31) في مكة المكرمة بصفة عاجلة، للعلاج في مبرة فهدة بنت العاصي بن شريم للعناية المركزة والحروق بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض. وافاد الدكتور العبد الجبار بأنه جرى التنسيق مع وزير الصحة لاستقبال الحروق التي تحتاج لعناية تخصيصية عالية وحالات العناية المركزة.

وشهدت مكة المكرمة صباح أول من امس وفاة 14 فتاة أغلبهن سعوديات دهسا بالاقدام واصابة 50 أخريات، اثر تزاحمهن للخروج من المدرسة، بعد انذار بوجود حريق محدود شب في مكان مخصص لاعداد الشاي.

وتفاعلت الجهات المختصة في المنطقة مع الحادث بشكل سريع، بداية بزيارة الامير عبد المجيد بن عبد العزيز امير منطقة مكة المكرمة الى مكان الحادث وعيادة المصابات في مستشفى الملك عبد العزيز في مكة، وانتهاء بتكوين لجنة تحقيق مؤلفه من: المباحث العامة والامن العام والدفاع المدني والرئاسة العامة لتعليم البنات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقالت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط»، تحدثت امس من مستشفى الملك عبد العزيز في مكة المكرمة، ان اغلب الحالات المصابة التي دخلت المستشفى تم انهاء جميع متطلباتها العلاجية، وخرجت المصابات من دون مشاكل صحية تذكر، واشارت الى أن المستشفى استقبل امس مصابتين جديدتين احداهما لمعلمة بسبب «رضة» في ساقها نتيجة التزاحم.

وفي الخصوص ذاته، استمرت لجنة التحقيق التي امر الامير عبد المجيد بن عبد العزيز بتشكيلها في اعمالها وبحث اسباب الحريق ومدى سلامة المبنى لاستقبال الاعداد الكبيرة من الطالبات واعضاء هيئة التدريس (يزيدون عن 815 طالبة ومعلمة).

وعزا اهالي المصابات والمتوفيات السبب الرئيسي في وقوع الحادث الى حالة المبنى القديم (يزيد عمره عن 17 عاما) والمقام على مساحة 500 متر مربع، ويرتفع بثلاثة ادوار في كل واحد منها شقتان، ومساحات الغرف 16 مترا مربعا. وتم تجديد عقد العمارة مع الرئاسة العامة لتعليم البنات بـ250 ألف ريال (الدولار 3.75 ريال) سنويا. ويفتقر المبنى لشروط السلامة، ويعاني من عدم وجود بوابات للطوارئ، وفقا لما قاله مسؤولون في الدفاع المدني الذين باشروا الحادث.

وتضاربت انباء تم تداولها امس ولم يتأكد منها حتى ساعة اعداد هذا الخبر عن صحتها مفادها ارتفاع عدد الوفيات الى 16 حالة، نتيجة تدهور بعض الحالات، ولم تؤكد المصادر الطبية التي تلقت كل الحالات المرضية والمصابة المعلومة، مبينة ان أغلب الجثث تم تسلمها من قبل ذويها تمهيدا لدفنها.

وماتت في الحادث 14 فتاة هن: امل احمد سعيد، وليلى علي الزياني، وصفاء عثمان هارون، وصفاء شايب هارون، ومروة فتحي عباس، وفايزة عايش الشنبري، واسماء وهبي الشنقيطي، وشروق فيصل الشريف، واسماء ادريس عثمان، وسماح علي عقلان، وفوزية عابد المقاطي، ومروة محمد المقاطي، وحنان محمد الشهري، وفاطمة سعيد الشمراني.

وبدأت الكارثة في الساعة الثامنة صباحا، حين اندلع حريق محدود في مكان مخصص لعمل الشاي في الدور الثالث من مبنى المدرسة، التي تزدحم بـ750 طالبة، ونحو 50 معلمة ومشرفة، وبمجرد ذيوع الخبر تدافعت الطالبات للخروج من بوابة المدرسة وبشكل عشوائي خلف معه حالات الاغماء والدهس بين الطالبات. وقال احد الاطباء المشرفين على الحالات لـ«الشرق الأوسط» أول من امس ان جميع حالات الوفاة لم تكن بسبب الحريق بل بسبب الدهس وتدافع الطالبات للخروج. وبدا وصول الحالات المرضية في مستشفى الملك عبد العزيز في مكة المكرمة بعد الساعة الثامنة وعشر دقائق، وتصاعدت ارقام الحالات المصابة والمتوفاة، بعد تلك الساعة وبشكل متزايد، مبينا أن أغلب المصابات كن في حالة اغماء وضيق في التنفس بسبب التزاحم، ودخلت احدى المصابات في الحادث غرفة العناية المركزة بسبب معاناتها من ارتجاج في المخ ولا تزال فيها حتى اليوم، وتم في البدء تطبيب اغلب المصابات في عدة مستشفيات هي: ام القرى، والرفيع، والشفاء، ثم تم تحويل الجزء الاكبر من المصابات الى مستشفى الملك عبد العزيز.

وقام امير منطقة مكة المكرمة بزيارة المستشفى في الساعة 11 صباحا وتم الاطمئنان على المصابات والتأكد من توفر جميع المتطلبات لانهاء معاناة الاهالي، وزار الامير عددا من الطالبات المصابات، ثم توجه الى موقع الحادث وشاهد المدرسة ومحتويات المبنى.

وفي بيانه الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه حول الحادث، قال اللواء التويجري انه «في تمام الساعة الثامنة والدقيقة الواحدة من صباح اليوم (أول من أمس) والطالبات في فصولهن الدراسية حدث أن شب حريق محدود جدا في مكان لعمل الشاي، وتم اخماد هذا الحريق فور وصول فرقة الدفاع المدني القريبة من الموقع، الا انه واثناء مشاهدة الطالبات للدخان المتصاعد اصبن بالهلع والخوف الشديد فاخذن بالاندفاع الشديد ومحاولة الهرب من خلال البوابة الخارجية، الامر الذي ادى معه هذا التزاحم والاندفاع الشديد الى سقوط عدد منهن تحت الاقدام المندفعة وهو ما تسبب في وفاة 14 طالبة منهن واصابة 50 باصابات مختلفة غادر المستشفى منهن 12 طالبة بعد تحسن حالتهن».

وافاد اللواء التويجري الى أن الدفاع المدني شارك باربع فرق اطفاء وثلاث فرق انقاذ وفرقة اخلاء واطفاء سنوركل وفرقة اخلاء واطفاء سلالم، كما شاركت ادارات الامن العام والشؤون الصحية والهلال الاحمر بعدد من سيارات الاسعاف والاطباء والمسعفين لاسعاف الحالات المصابة ونقلها للمستشفى.