عملية فدائية فلسطينية جريئة في الجليل تقتل 7 إسرائيليين وتجرح 7 آخرين

منفذا العملية حضرا بسيارة إسرائيلية مرتديين زي جيش الاحتلال

TT

نفذ فدائيون فلسطينيون عملية جريئة للغاية، امس في العمق الاسرائيلي شمالاً على مقربة من الحدود مع لبنان، واشتبكوا مع القوات الاسرائيلية لساعات طويلة جداً، وهم يواجهونها بتبادل اطلاق الرصاص والتهرب من القصف الجوي.

انتهت العملية بمقتل منفذيها وقتل 7 اسرائيليين على الأقل، وأصيب سبعة آخرون بجراح.

وكانت قوات الجيش الاسرائيلي قد توقعت ان يقوم الفلسطينيون بالرد على العدوان الشرس الذي تقوم به ضد 22 مدينة وقرية ومخيماً فلسطينياً، وان يكون الرد بعملية فدائية كبيرة داخل اسرائيل.

لكنها لم تتوقع ان يتمكن الفدائيون من قطع مسافة طويلة كهذه والوصول الى أقصى حدود الشمال، بعد ان عبروا عشرات الحواجز والدوريات العسكرية الاسرائيلية.

والمنطقة التي وصلوا اليها، على طريق صفد ـ نهاريا (رأس الناقورة)، كانت ملأى بقوات الجيش، إذ ان الاستخبارات العسكرية رصدت «نوايا جدية» لدى حزب الله اللبناني لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل في سبيل مناصرة الانتفاضة «وتخفيف الضغط الاحتلالي على الأشقاء الفلسطينيين». ومع ذلك وصل الفدائيون اليها، وتمركزوا في موقع استراتيجي عسكرياً.

وحسب المعلومات فان عدداً من الفدائيين الفلسطينيين»، انطلقوا من احدى مدن الضفة الغربية بسيارة اسرائيلية وهم يرتدون زي الجنود الاسرائيليين ولم يعرف موعد وصولهم. إلا ان مواطناً يهودياً كبير السن يدعى اسحق فريدمن روى انه شاهد اثنين منهم في الصباح، داخل مستوطنة «بيتسات» القريبة، وطرحا عليه السلام، وان احدهما كان يحمل رشاشاً، ولم يبد عليهما أي شيء غريب.

وفي الثانية عشرة ظهراً، أبلغ عن اطلاق رصاص على شاحنة اسرائيلية ثم على سيارات أخرى في الشارع المذكور. فهرعت الى المكان قوات كبيرة من الجيش. واذا بالفدائيين يتمركزون في منطقة تم اختيارها بدقة، على التلال والصخور المرتفعة، وسط غابة كثيفة من الاشجار والنباتات البرية العالية. وراحوا يطلقون الرصاص، وهم ينتقلون من مكان الى آخر بسرعة. وتمكنوا من الافلات عدة مرات من الرصاص والقذائف التي وجهت نحوهم من البر والجو.

وأعلنت حالة الاستنفار الشامل في كل مناطق الشمال. وجندت ثلاث طائرات مروحية مقاتلة حامت في السماء طيلة ساعات المواجهة. وهرعت قوات سلاح البحرية في الشواطئ المقابلة وأعلنت المنطقة عسكرية مغلقة وأغلقت المدارس، ومنع المواطنون من مغادرة البيوت.

وتواصل الاشتباك بين الجنود والفدائيين، وقتل ستة اسرائيليين، بينهم شرطيان. وأصيب سبعة بجراح أحدهم جراحه قاسية. كما قتل فدائيان وتمكن المواطن اسحق فريدمن من تشخيصهما على انهما «الجنديان» اللذان ألقيا عليه السلام في الصباح.

ورأت اسرائيل في هذه العملية الجريئة خطوة نوعية في عمل الفدائيين، لأنها فتحت عملياً جبهة أخرى في منطقة الشمال. وأعربت عن مخاوفها من ان تكون هذه اشارة الى توسع القتال في هذه الجبهة وضم حزب الله او فدائيين فلسطينيين من لبنان اليها.

وكان الجيش قد حسب، بداية، ان الفدائيين حضروا من لبنان. لكن هذا الاحتمال سقط، بعد ان أجري مسح للمناطق الحدودية ولم تلاحظ آثار اختراق للحدود.