العثور على مصنع قنابل لـ «القاعدة» في أفغانستان

مصادرة مكونات للرسائل البريدية الملغومة وساعات رقمية وكتيبات إلكترونية

TT

قالت القوات الاميركية ان منزلا هجره مقاتلو القاعدة وهم يفرون من ميادين القتال في شاهي كوت بشرق افغانستان كان مليئا بمكونات تصنع منها القنابل البريدية والمتفجرات القاتلة. وقال السرجنت روبرت بوند انه كان ضمن دورية تفتيش في الرابع من مارس (آذار) عندما دخل منزلا في الجزء الشمالي من قرية سيرخان خيل. وقال انه وجد داخل المنزل عشرات من ساعات كاسيو الرقمية واكثر من 50 من رؤوس التفجير والساعات المنبهة والادلة الالكترونية باللغات الانجليزية والالمانية والروسية.

واضاف بوند، المهندس بالفرقة الجبلية العاشرة «اصبت بالصدمة والاشمئزاز، واجتاحنى غضب شديد». وتوصل الى ان مقاتلي القاعدة كانوا يصنعون قنابل يعتزمون ارسالها الى اعدائهم، او ربما يستخدمونها كشراك مموهة او يفخخون بها السيارات. وجنبا لجنب مع القنابل وجد بوند ورفاقه لفافات من الشرائط الحمراء المزينة برسوم قلوب صغيرة مكتوب عليها عبارة «حظ سعيد» باللغة الانجليزية.

والاوصاف التي قدمها بوند ورفاقه لما وجدوه في ذلك البيت كانت اول تقارير مفصلة عن المعارك التي خاضها الجنود الاميركيون اخيرا. وقد ترك مقاتلو القاعدة شواهد اضافية على ما كانوا يعتزمون عمله. هناك اقنعة واقية واجهزة تنفس، ومخصبات يمكن استخدامها في القنابل وتعليمات حول كيفية تعطيل اجهزة الانذار وفتح خزائن المصارف. وذكر بوند الذي عاد اول من امس الى القاعدة الاميركية ان التركيبة المعقدة والمتقدمة لهذه الكتيبات الارشادية، اثارت دهشته. وقال «اصبت بدهشة لا تعبر عنها الكلمات من جراء التفاصيل الدقيقة وروح الابتكار» لما عثر عليه في قرية افغانية بائسة. وتابع «هؤلاء قوم اذكياء جدا ومتعلمون تعليما عاليا».

وقال ويزلي سيسيل، المهندس الذي يعمل مع بوند انه اصيب بالذعر نتيجة لهذا الاكتشاف. وقال ان كتيبات التعليمات عن الالكترونيات الدقيقة والتقنيات الرقمية التى تركت بذلك المنزل كانت اكثر مما يحصيه العد، واضاف «اننى سعيد لاننا استطعنا اخراج هذه الاشياء من المنزل». ويتفق سيسيل وبوند على ان موقع تنظيم القاعدة في وادي شاهي كوت كان مركزا متطورا. واكتشفت القوة كذلك قطع غيار ونقطة لاصلاح السيارات. وكانت القوة الاميركية المؤلفة من حوالي 30 جنديا، قد قامت بتدمير بعض المواد ولكنها سلمت مواد واجهزة اخرى الى الجهات الاستخباراتية لتحليلها. وقال سيسيل ان مصنع المتفجرات عزز كراهيته للعدو الذي يحاربه. واضاف «امثال هؤلاء يستحقون الموت. تظن انهم يقضون وقتهم في البناء لكنهم كانوا يقضونه في الهدم».

* خدمة «يو اس ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»