تشيني: عرفات لم يقم بعد بكل ما يقدر عليه ومشاركته في القمة أفضل من غيابه عنها

نائب الرئيس الأميركي شدد على أن واشنطن لن تسمح لصدام حسين بإعادة امتلاك أسلحة الدمار الشامل

TT

أعلن ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي انه ليست لديه حالياً خطط للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات او العودة الى المنطقة قبل موعد انعقاد القمة العربية في بيروت، وأوضح في مقابلات تلفزيونية امس ان سبب ذلك يعود الى ان الشروط المطلوبة لعقد الاجتماع لم تتم تلبيتها «ولم يقم عرفات بكل ما يقدر عليه لتنفيذ خطة تينيت».

وقال تشيني ان الولايات المتحدة تنتظر من عرفات ان يقوم بأكثر مما يقوم به حالياً للتحرك بفعالية. وأعرب عن اعتقاده بأن مشاركة عرفات في القمة العربية افضل من عدم مشاركته لكنه قال ان القرار في ذلك يعود الى رئيس الوزراء الاسرائيلي، وكرر القول عن اجتماعه مع عرفات ان ذلك غير وارد قبل القمة، لأن «الشروط على الأرض لم تلبّ» ولا تطورات ايجابية حتى الآن، وقال: ان ما يقرره المبعوث الخاص انتوني زيني هو الذي سيحكم اتخاذ القرار للاجتماع بعرفات او عدم الاجتماع به.

ووصف تشيني الوضع في المنطقة بناء على ما خرج به من جولته فيها الأسبوع الماضي بأنه وضع معقد في منطقة مهمة جداً للولايات المتحدة، وقال في مقابلة مع شبكة (ان. بي. سي) ان الوضع معقد وخطير، وان الولايات المتحدة تقوم بكل جهد وعمل تقدر عليه وتشارك بفعالية لحل المشاكل القائمة هناك، وفي مقدمتها حل الصراع العربي الاسرائيلي والتوصل الى تسوية شاملة في المنطقة. ورفض الانتقادات الموجهة للرئيس جورج بوش وادارته بأن الادارة لا تشارك ولا تقوم بجهد فعال لحل الصراع. وأشار الى جهود الرئيس شخصياً ووزير الخارجية كولن باول والمبعوث زيني.

وشدد على انه في انتظار ما سيقوله زيني، فاذا قرر بأن الشروط توفرت فانه مستعد للعودة الى المنطقة ولقاء عرفات.

وقال ان واشنطن واثقة من ان عرفات يمكنه القيام بأكثر مما يقوم به حالياً لتطبيق خطة تينيت، وقال ان عليه ان يصدر التوجيهات والتعليمات لقوات الأمن لديه للقيام بكل ما تقدر عليه لوقف العنف. وان على عرفات ان يصدر بياناً واضحاً بالعربية لشعبه بأنه يجب وضع نهاية للهجمات على الاسرائيليين.

وأعرب نائب الرئيس الأميركي عن اعتقاده بأن القمة العربية «ستركز على العرض الذي طرحه ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وان هذا العرض سيكون محور أعمال القمة، وهو العرض الذي دعا بشكل أساسي الى الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي التي احتلتها عام 1967 مقابل التطبيع بين الدول العربية واسرائيل».

وأضاف: «اننا نعتقد بأن القمة العربية ستكون مساهمة ايجابية، اذا ركزت على هذا (العرض)... واننا نعتقد انه من الأفضل ان يكون عرفات هناك (مشاركاً في القمة».

وقال ان انعدام الأمل هو الذي يدفع الشباب الفلسطيني الى القيام بالعمليات الانتحارية، التي يضحون فيها بأرواحهم. وشدد على القول: ان «الخاسر الوحيد من هذه الحالة هو الشعب الاسرائيلي والشعب الفلسطيني اللذين يعانيان يوماً بعد يوم، وتقع الخسائر في صفوف المدنيين من الطرفين بشكل مأساوي».

ووصف تشيني مبادرة الأمير عبد الله بأنها «خطوة مهمة الى الأمام» وقال انه أمضى وقتاً كبيراً مع ولي العهد السعودي في جدة الأسبوع الماضي، وأنه يعرف الأمير عبد الله منذ سنوات عديدة، وأكد ان الخطوة التي أقدم عليها هي «خطوة شجاعة». وأشاد بالجهد الذي تقوم به السعودية وقال «ان السعوديين يعملون بجد منذ مدة، ويحاولون توفير الدعم من الدول العربية» الأخرى للعرض السعودي. وقال «اذا دعمت الدول العربية التي ستجتمع في بيروت العرض فان ذلك سيكون اسهاماً كبيراً».

وحول احتمال ان ترسل الولايات المتحدة قوات اميركية لضمان امن اسرائيل على الحدود مع الأراضي الفلسطينية حال التوصل الى تسوية سلمية أكد تشيني ان بلاده «ستعمل كل ما تقدر عليه للمساعدة»، لكنه استدرك قائلاً انه في ما يتعلق تحديداً بهذه الحالة وهي ارسال قوات اميركية فان الأمر لم يطرح ولم يناقش بعد، وقال ان الحل في النهاية يجب ان يكون «حلاً سياسياً» وتسوية يتم التفاوض عليها. وقال ان هذه الفكرة اذا طرحت، «فاننا سنناقشها في حينه»، وان الولايات المتحدة ستساعد الأطراف للتوصل الى الحل والترتيبات اللازمة.

وفي ردوده على اسئلة حول موضوع العراق قال تشيني ان الرئيس العراقي ونظامه يشكلان خطراً عظيماً على المنطقة وعلى شعبه خصوصاً في ما يتعلق بمساعيه للحصول على الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

وفي ما يتصل بعلاقة النظام العراقي مع القاعدة قال: «اننا لم نتمكن حتى الآن من اثبات أي صلة له بها» وأشار الى التقارير التي أفادت في وقت سابق عن اجتماع تم في براغ بين محمد عطا ابرز الانتحاريين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر وضابط استخبارات عراقي وقال: «اننا لم نتمكن من اثبات علاقة بين منظمة القاعدة وصدام حسين، ولكننا سنظل ننظر في الموضوع».

وحول قول رئيس الاستخبارات الألمانية ان العراق ستكون لديه قنبلة نووية خلال 3 سنوات قال انه «يتردد» في الموافقة على هذا القول. وأضاف «لكننا نعرف انهم كانوا يعملون على ذلك، عندما قامت اسرائيل بتدمير المفاعل النووي العراقي، ونعلم انه (صدام حسين) كان يعمل من اجل ذلك قبل حرب الخليج (الثانية)، وبعد حرب الخليج كشف صهره عندما فر الى الأردن ان لديه برنامجاً نووياً يعمل من اجل انجازه».

وأشار تشيني الى ان صدام استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ولذلك «فانها ستكون مأساة عظيمة اذا سمح له بالحصول على الأسلحة النووية». وقال: «اننا سنفعل كل شيء نحتاجه للتأكد من ان ذلك لن يحدث».

ورداً على سؤال عن ان القمة العربية ستصدر تحذيراً تدعو فيه الى عدم القيام بعمل عسكري ضد العراق، وعما سمع من القادة الذين اجتمع معهم بخصوص هذا الموضوع وهل الولايات المتحدة ستعلن إما ان يكون المرء مع الولايات المتحدة أو مع صدام حسين قال تشيني: انه لا يصف الوضع بهذه الطريقة. وأضاف: «انه كانت له اجتماعات خاصة مع القادة، وسيظل ما دار فيها سراً غير معلن حتى الآن، وان كل من اجتمع معهم أعربوا عن القلق من صدام حسين ونظامه، وانه كانت له «مناقشات عظيمة» معهم، تناولت أفضل السبل للتعامل مع هذه المشكلة، وان الأصدقاء في المنطقة يشاركون في تقديم النصيحة والمشورة في المناقشات المشتركة، وهي مناقشات ستتواصل.