السلطات الأميركية تفتش 16 منزلا ومكتبا في فرجينيا للتحقيق في أوضاع جمعيات خيرية إسلامية

TT

وجه الموظفون الفيدراليون الاميركيون اهتمامهم منذ الاسبوع الماضي الى امبراطورية مالية خاصة، تتسم ببنيتها المعقدة وعلاقاتها الممعنة في السرية وانتشارها العالمي. وقام الموظفون بتفتيش 16 منزلا ومكتبا في فيرجينيا في اطار التحقيق في اعمال هذه الامبراطورية التي ظلت تثير شكوك المحققين خلال السنوات السبع الماضية.

جاء المحققون وهم يحملون تصاريح التفتيش ويشهرون اسلحتهم ليستولوا على الكومبيوترات والسجلات والوثائق المختلفة التي تخص اكثر المؤسسات الاسلامية احتراما في الولايات المتحدة، مما اثار غضب كثير من المسلمين.

وتتعلق هذه التحقيقات بمجموعة من الشركات والجمعيات الخيرية التي انشأتها في السبعينات احدى اشهر العائلات السعودية العاملة في مجال الصرافة، وهي عائلة الراجحي. وقد ظلت هذه المجموعة تستثمر في عدد كبير من المؤسسات العالمية، من مزارع الالبان في زيمبابوي الى مزارع الدواجن في جورجيا. وتملك هذه المجموعة مكاتب فخمة وسط واشنطن.

وقد ظلت اغلب الشركات التي تم تفتيشها تدخل في عمليات شديدة التعقيد مع بعضها البعض. وظلت السلطات الفيدرالية تحاول منذ منتصف التسعينات الوصول الى مبلغ 1.7 مليار دولار تبخر بين هذه الشركات المختلفة. وقد ارسلت ملايين الدولارات الى شركات ذات علاقة مع المجموعة ولكنها تعمل في عرض البحر في واحات لا تصل اليها سياط جباة الضرائب. ومن ضمنها شركات تعمل في جزيرة «آيل. اوف. مان»، واخرى يجري التحقيق معها حاليا للاشتباه في علاقات تربطها مع منظمات ارهابية.

الشخصية التي تتقاطع عندها جميع الخيوط هو م. يعقوب ميرزا، رجل المال المشهور بعبقريته في هذا المجال الذي نال رسالة الدكتوراه من جامعة تكساس قبل ان يرأس مؤسسة (اس. ايه. ايه. آر) بمدينة هيمدون، والتي استثمر اموالها في نيل اسهم في عشرات الشركات حول العالم. وتقوم مؤسسة (اس. ايه. ايه. آر) وشركتان مرتبطتان بها، هما مؤسسة الصفا والمعهد العالمي للفكر الاسلامي، بالتبرع لعدد من المشاريع الخيرية الاسلامية، مثل نشر الكتب الاسلامية وتدريب الدعاة الاسلاميين. وقد فتشت مكاتب كل هذه المؤسسات.

وقال ميرزا الذي يدير في نفس الوقت صندوقا باسم الامانة: «نحن نعرف اننا لم نرتكب خطأ او مخالفة، وسنعمل مع المؤسسات الحكومية ونوفر لها كل ما تريده».

واضاف ان المحامين نصحوه بالا يرد على اسئلة الصحافيين. وقال ناطق باسم مؤسسات الراجحي في السعودية ان مؤسساتهم المالية لم ترتكب خطأ. ومع ان هذه المؤسسات معروفة بصورة واسعة في العالم الاسلامي الا انها كانت تتعامل بتحفظ شديد مع المجتمع المالي هنا، وتبتعد عن الاضواء ما وسعها الابتعاد. ويقيم خمسة من المديرين التنفيذيين التابعين لها في منازل متواضعة من طابقين بالقرب من مكاتب مؤسسة الصفا في هيمدون. وقد بنيت هذه المنازل على 22 فدانا كانت احدى الشركات التابعة للمجموعة قد اشترتها وقامت ببنائها عام .1987

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»