المغرب ينفي أنباء استعداده لاستقبال عرفات بطلب أميركي ومشاروات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب

مشروع عراقي يدعو لدعم الانتفاضة بالأسلحة من مصر وسورية والأردن ولبنان وليبيا تدعو إلى اجتماع لمجلس الدفاع العربي

TT

في الوقت الذي يبذل فيه عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية جهودا مضنية لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في اقرب وقت ممكن بطلب من فلسطين، نفى المغرب الانباء التي ترددت حول استعداده استقبال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بناء على طلب من الولايات المتحدة إذا ما ارغم على مغادرة اراضي السلطة الفلسطينية. وقال مصدر مغربي مأذون في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن المغرب لم يطلب، ولم يطلب منه القيام بذلك، مشيرا الى أن القرار هو قرار فلسطيني محض. وبينما اعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اليوم في القاهرة اجتماعا طارئا لمناقشة اجراءات «التصدي للعدوان الاسرائيلي» على رئيس السلطة الفلسطينية، استبعدت مصادر دبلوماسية وثيقة الاطلاع ذلك، نظرا لصعوبة وصول جميع وزراء الخارجية العرب اليوم. وعلمت «الشرق الأوسط» أن بعض وزراء الخارجية العرب طلبوا ارجاء الاجتماع الى يوم السبت المقبل لارتباطهم بالتزامات مبرمجة من قبل. وعقد المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا امس لبحث الاوضاع المتدهورة في الاراضي الفلسطينية. وطرحت ليبيا والعراق مشروعين جديدين على الاجتماع تضمنا الانسحاب من كافة مبادرات السلام الموقعة مع اسرائيل، وكذلك سحب المبادرات المطروحة والانسحاب من التحالف الدولي ضد الارهاب، ودعم الانتفاضة بكل انواع الاسلحة عبر الاراضي المصرية والاردنية والسورية واللبنانية. وفي غضون ذلك، أكد مسؤول عربي رفيع المستوى ان القاهرة وعمان ابلغتا تل ابيب بضرورة رفع الحصار عن الرئيس عرفات وسحب قواتها من المدن والمخيمات الفلسطينية خلال ثلاثة ايام. واشار المسؤول العربي الى ان القاهرة وعمان ابلغتا تل ابيب بانه في حالة عدم تنفيذ هذين المطلبين فان سفيري اسرائيل في مصر والاردن سيكونان غير مرغوب فيهما. وعقب اجتماع للمندوبين الدائمين للدول الاعضاء بالجامعة العربية استمر نحو 5 ساعات قال عمرو موسى في مؤتمر صحافي انه في حالة التوصل الى اتفاق سيتم عقده اليوم او في اقرب وقت ممكن. وردا على سؤال حول اي الدول سيلجأ اليها عرفات. في حالة خروجه من رام الله، قال موسى ان جميع الاوطان العربية وطن لياسر عرفات. الا انه شدد على ضرورة بقاء عرفات في مكانه وان اي اجراء تعسفي ضده يصبح من الضرورة الرد عليه. وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية السفير محسن خليل انه بجانب الطلب الفلسطيني فقد ناقش الاجتماع مشروعا عراقيا يدعو الدول العربية الى الانسحاب مما يسمى بـ«التحالف الدولي ضد الارهاب»، والمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الاميركية، واغلاق السفارات الاسرائيلية في الدول العربية، ودعم الانتفاضة بكل انواع الاسلحة عبر الاراضي المصرية والاردنية والسورية واللبنانية، والتهيئة للمواجهة وتقديم دعم مالي سخي للفلسطينيين تعويضا لما خسروه والسماح للمتطوعين العرب بالذهاب الى الاراضي الفلسطينية. وطالبت ليبيا في ورقة عمل رسمية عرضها مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني، بدعوة مجلس الدفاع العربي المشترك الى الاجتماع لبحث التهديدات الاسرائيلية المستمرة للأمن القومي العربي. وتضمنت ورقة العمل الليبية التي حصلت «الشرق الأوسط» على نصها، ثمانية مطالب محددة قالت ليبيا انه يتعين على الدول العربية الالتزام بها وتنفيذها اذا ما رفضت اسرائيل الانصياع لارادة المجتمع الدولي ووقف عملياتها الاجرامية والدموية ضد الشعب الفلسطيني. وحضت ليبيا على سحب كل مبادرات السلام العربية التي تم الاعلان عنها اخيرا في حالة عدم انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية فورا. وطالبت بالاعادة الفورية للعلاقات العربية ـ العربية في مقابل قطع العلاقات العربية مع اسرائيل، ودعوة اجهزة المقاطعة العربية للبدء فورا في استئناف المقاطعة بمختلف درجاتها، وقفل المياه الاقليمية والممرات الجوية امام العدو الاسرائىلي. كما طالبت بتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الدول المؤيدة لرئيس الوزراء الاسرائيلي خاصة الولايات المتحدة، وتنفيذ قرارات القمة المتعلقة بدعم الانتفاضة الفلسطينية الباسلة والسلطة الوطنية الفلسطينية، وتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة فورا والاعلان عن توقف العرب عن تنفيذ قرارات اصدرها ويصدرها مجلس الامن ما لم ينفذها الاسرائيليون. وفي السياق نفسه، يعقد الاتحاد البرلماني العربي دورة طارئة في القاهرة يوم السبت المقبل لمناقشة الأحداث على الساحة الفلسطينية، فيما كشفت مصادر المجلس الوطني الفلسطيني النقاب عن مخططات إسرائيلية لتهجير آلاف الفلسطينيين من أرضهم. وفي عمان، قالت الملكة رانيا قرينة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، ان استهداف اسرائيل للمدنيين الفلسطينيين وخاصة النساء والاطفال فى حملتها العسكرية فى الاراضي الفلسطينية انتهاك لحقوق الانسان الاساسية. وذكرت الملكة رانيا امس اثناء افتتاح مقر المجلس الوطني لشؤون الاسرة ان «ما يحدث في الاراضي الفلسطينية وما تتعرض له الاسر هناك وخاصة الفئات الاكثر ضعفا من النساء والاطفال من حصار وتجويع وتدمير للبنى التحتية ما هو الا انتهاك لحقوق الانسان». ومن جهته، صرح محمد العدوان وزير الاعلام الاردني لوكالة الصحافة الفرنسية أمس ان الاردن «يدرس كافة الخيارات» لخدمة القضية الفلسطينية. وقال العدوان وهو ايضا المتحدث باسم الحكومة «معيارنا الان كيف نوظف علاقاتنا واتصالاتنا وامكاناتنا مع العالم لخدمة القضية الفلسطينية». وردا على سؤال عن «الاجراءات» التي قد يتخذها الاردن ضد اسرائيل الذي تربطه بها معاهدة سلام منذ عام 1994، قال العدوان «ندرس كافة الخيارات». وكثفت مصر اتصالاتها عبر سفارتها في باريس مع المسؤولين الفرنسيين لحث فرنسا على سرعة التحرك بأسرع ما يمكن لتخفيف ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني. وأجرى سفير مصر في فرنسا علي ماهر السيد عميد السلك الدبلوماسي العربي في باريس، اتصالات بقصرالاليزيه ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية للتأكيد على ضرورة تدخل فرنسا على المستوى المنفرد ومستوى الاتحاد الاوروبي لايجاد حل لقضية الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه وعدم الاكتفاء بالتركيز على المعاناة التي يكابدها الرئيس الفلسطيني. وقال السفير ماهر في تصريحات صحافية أمس في باريس إنه كثف في الايام الثلاثة الاخيرة من اتصالاته بمكتب رئيس الجمهورية جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان ووزير الخارجية هوبير فيدرين لاطلاعهم على الاوضاع الخطيرة والاتصالات التي تجريها مصر من أجل وقف العدوان الشاروني على الشعب الفلسطيني. الى ذلك، طالب نواب الاخوان المسلمين في البرلمان المصري الأمين العام لجامعة الدول العربية التدخل لدى الحكومات العربية لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على الشعب الفلسطيني وقياداته. وأكد النواب السبعة عشر خلال لقائهم أمس بعمرو موسى تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في محنته. ووجهت صحيفة «الاخبار» الحكومية المصرية الصادرة امس انتقادات حادة الى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح و«بعض الرؤساء العرب» الذين اتهمتهم باطلاق «شعارات فارغة ويمارسون التشهير ببعض الدول العربية». وفي المنامة، دعت مملكة البحرين امس الدول العربية التي ترتبط بعلاقات مع اسرائيل الى قطعها احتجاجا على «الاعتداءات» على الشعب الفلسطيني. وجاءت الدعوة في تصريح لوزير الدفاع البحريني الفريق اول ركن خليفة بن حمد آل خليفة اوردته وكالة انباء البحرين (حكومية). وحث الوزير البحريني الدول العربية التي لها علاقات مع اسرائيل على ان «تجمد تلك العلاقة وقطعها في مرحلة متقدمة ردا على الجرائم والاجراءات التعسفية التي يقوم بها العدو الصهيوني في الاراضي المحتلة». وفي ابو ظبي، اكدت حكومة الامارات العربية المتحدة في بيان صدر أمس، ان الولايات المتحدة ستعتبر شريكا كاملا في «العدوان» الاسرائيلي على الفلسطينيين اذا لم توقفه.

واكد بيان لمجلس الوزراء الاماراتي «ان عدم قيام مجلس الامن بتحمل مسؤولياته كاملة وبشكل فوري يضع الدول دائمة العضوية فيه خصوصا الولايات المتحدة في موقع الشريك الكامل لاسرائيل في عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني». وطالب بيان مجلس الوزراء الاماراتي مجلس الامن «بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة (اللجوء الى القوة) على اسرائيل اذا واصلت اصرارها على رفض تنفيذ هذا القرار». وذكرت وكالة انباء الامارات الرسمية أمس ان ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تبرع بـ20 مليون درهم (5.4 مليون دولار) للفلسطينيين. وجاءت المنحة ضمن حملة تبرعات اطلقت في الامارة مساندة للفلسطينيين. وفي دمشق، دانت صحيفة «الثورة» السورية أمس «الدعم الاميركي للحرب الاجرامية السافرة» التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين، مؤكدة ان الولايات المتحدة «مشاركة فعليا» في هذه الحرب. وفي انقرة، دعا حزب «السعادة» الاسلامي التركي امس الحكومة التركية الى «تجميد» العلاقات مع اسرائيل واستدعاء السفير طالما استمرت في «اعتدائها» على الاراضي الفلسطينية. وشدد رئيس الحزب رجائي قوطان بحسب ما اوردت وكالة الاناضول امام المجموعة البرلمانية التابعة لحزبه على «ان اسرائيل لا تخوض حربا لانه لا بد من وجود طرفين لذلك. ان اسرائيل ترتكب مجازر وتسعى للقضاء على شعب». ودعا حكومة رئيس الوزراء بولند اجاويد الى تجميد علاقاتها مع اسرائيل التي وصفها بـ«الدولة الارهابية»، والى استدعاء السفير التركي في تل ابيب فورا. وقال قوطان «ادعو الجميع الى الخروج الى الشوارع وادانة الظلم» الذي يتعرض له الفلسطينيون وزعيمهم عرفات الذي «يواجه الموت». واكد قوطان مجددا ان على تركيا الغاء مشروع تحديث 170 دبابة اميركية من نوع «ام ـ 60» الذي عهد به الى شركة «اسرائيلي ميليتاري انديستري» الاسرائيلية العامة، مقابل 668 مليون دولار. ولحزب «السعادة» 48 نائبا في البرلمان التركي الذي يضم 550 نائبا. وفي باريس، وجه نحو ثلاثين مثقفا عربيا وفرنسيا اول من أمس «نداء عاجلا» الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان «لتتخذ فرنسا مبادرة فورية تهدف الى وقف الهجوم العسكري» الاسرائيلي في الضفة الغربية. ويوجد بين الموقعين صلاح ستيتية الكاتب اللبناني الحائز جائزة الفرانكوفونية الكبرى، وفينوس خوري غاتا الشاعرة اللبنانية، وطاهر بكري الاستاذ الجامعي التونسي، ومارسيل خليفة المغني والموسيقي اللبناني. ويحمل كل الموقعين من اصل عربي، الجنسية الفرنسية. وفي بروكسل، نددت رابطة الائمة في بلجيكا وهيئة اتحاد مساجد بلجيكا بالاحداث الجارية على ارض فلسطين. ونوهت الهيئتان بالموقف الانساني الذي عبرت عنه كل من الحكومة والبرلمان في بلجيكا إزاء الاحداث المأساوية في فلسطين.