أنصار سلام إسرائيليون سيحاولون اليوم دخول رام الله تضامنا مع عرفات

TT

قرر العديد من انصار السلام اليهود والعرب في اسرائيل القيام بمسيرة من الحاجز العسكري الاحتلالي الاول شمال القدس المحتلة وحتى مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، للاعراب عن التضامن معه في حصاره والاحتجاج على الحرب العدوانية الاسرائيلية الشرسة ضد الفلسطينيين.

واطلق منظمو المسيرة على مسيرتهم اسم «الامر ـ 8»، وهو الاسم نفسه الذي يطلق على اوامر وزير الدفاع الاسرائيلي لتجنيد جيش الاحتياط في حالات الطوارئ، وبموجبه تم تجنيد 30 ألف جندي احتياطي في الحرب العدوانية الحالية. والمقصود بذلك هو الرد على اوامر الحرب بأوامر معادية للحرب. وسيقوم المتظاهرون بارتداء اللباس الابيض الناصع، رمزا للسلام. وستتقدم المسيرة مجموعة من النساء، وذلك بهدف محاولة اقتحام الحواجز العسكرية بأقل ما يمكن من البطش. اذ ان قوات الاحتلال تمنع بالقوة دخول اي اسرائيلي الى المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، خصوصا حيثما تدور الحرب، وبالذات في رام الله.

من جهة ثانية، تستعد قوى السلام الاسرائيلية للقيام بمسيرة كبرى يوم السبت المقبل من ساحة رابين في تل ابيب الى مقر وزارة الدفاع في المدينة، حيث يقام مهرجان احتجاجي ترتفع فيه الشعارات: «الحرب التي تديرها الحكومة لن تحل مشكلة الارهاب» و«بدلاً من الدفاع عن اسرائيل، الجيش منتشر في العمق الفلسطيني» و«لا أمن بلا حدود» و«لا حدود بلا ازالة المستوطنات» و«مطلب الساعة هو الانسحاب من المناطق والعودة الى المفاوضات».

وكان العشرات من الشباب اليهودي قد تظاهروا امس امام السجن العسكري «سجن ـ 6» قرب بلدة عتليت شمالي حيفا، وذلك للتضامن مع الجنود والضباط الرافضين للخدمة العسكرية لأسباب ضميرية.

يذكر ان حوالي 30 من الرافضين يقبعون حاليا في السجن، لرفضهم المشاركة في جرائم الحرب المرتكبة ضد الفلسطينيين. علماً بأن الحكومة تحاول التقليل من اهمية هذه الظاهرة والزعم بأنها ظاهرة هامشية. وتنشر الانباء عن تطوع الكثير من الجنود، الذين لم يتم استدعاؤهم للخدمة الاحتياطية. وفي يوم امس، زعمت مصادر عسكرية ان عشرات الرجال اليهود ممن هاجروا من اسرائيل ويستقرون في الخارج، توجهوا الى السفارات والقنصليات الاسرائيلية في اوروبا والولايات المتحدة طالبين ان يتم استدعاؤهم للخدمة.

وكان رئيس القوى البشرية في الجيش قد اعترف بأن هناك ظاهرة رفض الخدمة. وان 5 ـ 15% من جنود الاحتياط لا يستجيبون للأوامر واعتبر هذه النسبة قليلة جدا.

وتجدر الاشارة الى ان الحكومة تحاول وتنجح في تعبئة الجمهور اليهودي في اسرائيل بالغضب وبالكراهية للفلسطينيين. وتنعكس هذه بمختلف المظاهر، مثل الاعتداء على عمال عرب من فلسطينيي 48 في المناطق اليهودية. وانتظام عمال مستشفى هداسا في القدس ضد معالجة تسعة رجال شرطة فلسطينيين في المستشفى، كانوا قد اصيبوا برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي واخذوا كمعتقلين للعلاج من جراحهم.

وخرج وزير القضاء في حكومة شارون، مئير شطريت، بتصريح امس، قال فيه ان على عرفات ان يشكر اسرائيل لأنها أبقته حيا. والمعروف عن شطريت انه كان من المعتدلين القلائل في الليكود وقد اشركه رئيس الوزراء السابق، ايهود باراك، في وفد المفاوضات في كامب ديفيد. لكنه يشتهر بتصريحات عدائية عنصرية فظة، منذ عدة اشهر، كما يبدو، تمهيدا للانتخابات المقبلة.

وتغذي هذه الاجواء العدائية حقيقة ان الحرب العدوانية والعمليات الفلسطينية الفدائية تخلق اجواء توتر شامل في اسرائيل. اذ تم الغاء معظم احتفالات عيد الفصح وعيد الميمونة (لليهود الشرقيين). وتخلو الشوارع في اسرائيل من المارة. وتخلو المطاعم والمتنزهات من الرواد. وامام كل مطعم يقف اليوم حارس مسلح. وفي بعض المطاعم في تل ابيب تم وضع حارس قناص يستحكم في موقع مقابل لمدخل المطعم.