باول: الإسرائيليون يقومون باقتلاع جذور الإرهاب ونحن نتفهم ذلك

TT

أكد الرئيس الاميركي جورج بوش وكبار أركان ادارته، ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو القائد الفلسطيني الذي يجب التعامل والتفاوض معه لحل الازمة، وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مقابلات تلفزيونية امس ان اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون نفي عرفات من الاراضي الفلسطينية أمر غير مقبول.

واضاف: «اننا نعتقد أن عرفات يمكن ان يساهم اكثر في تهدئة عواطف شعبه، وان نفيه الى الخارج سيوفر له منبرا آخر لمواصلة نفس نشاطاته».

وقال ان عرفات نفسه هو من بيده القرار لترك البلد، ولكن «الولايات المتحدة ستعمل معه حيث هو موجود الآن في رام الله».

وعبر الوزير باول «عن سروره» باستمرار «التزام اسرائيل بعدم قتل عرفات او ايذائه»، قائلا «ان الولايات المتحدة تواصل الضغط على عرفات ليبذل جهدا اكثر مما يقوم به لوقف العنف».

وردا على سؤال حول موقف الولايات المتحدة من استمرار اسرائيل في محاصرة عرفات في غرفته قال: «انه ليس محاصرا في غرفة، ولديه امكانية التحرك». وقال: «انه تحدث مع شارون عن وضع عرفات، الذي ابلغه انه يتوفر لعرفات الاكل والشراب والدواء وقادر على الاتصال بالخارج».

وقال الوزير الاميركي: انه غير متأكد بالنسبة للفترة التي ستستغرقها العملية الاسرائيلية، الا انه قال: ان شارون وبيريس ومسؤولين اسرائيليين آخرين ابلغوه ان القوات الاسرائيلية لن تبقى في مناطق السلطة الفلسطينية الى الابد.

وأشار الى ان العملية قد تستغرق بضعة اسابيع، وان الامر في النهاية متروك للاسرائيليين.

وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة لا تمانع في ان تستغرق العملية وقتا طويلة قال باول: «انهم يقومون باقتلاع جذور الارهاب، ونحن نتفهم ذلك».

وكرر الوزير باول ما قاله وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اول من امس حول ارسال قوات اميركية لحفظ السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهو ان الولايات المتحدة لم تتلق طلبا بارسال جنود اميركيين، و«اننا لم يسبق ان قلنا اننا سنرسل جنودا أميركيين لحفظ السلام».

وكان وزير الدفاع الاميركي رامسفيلد قد قال انه يمكن ارسال مراقبين اميركيين بعدد محدود، ولكنه لن يكون للولايات المتحدة وجود عسكري هناك».

وناشد الوزير باول الرئيس عرفات بأن «يوافق على خطة تينيت، قبل فوات الاوان».

وقال: «اننا نعرف ان الذين ينفذون العمليات الانتحارية، لن يحققوا هدف الشعب الفلسطيني. كما نعرف ايضا ان اسرائيل ستنجز اهدافها، ويجب عليها ان تنسحب من الاراضي الفلسطينية، لتمهد الطريق نحو استئناف مفاوضات السلام».

وعن الرسالة التي يوجهها الى شارون قال باول «ان عليه اتباع الحذر وهو يتعقب المنظمات الارهابية، وفي النهاية يتوجب علينا البحث عن حل سلمي، ولكنه (شارون) يواجه مشكلة صعبة، وهي مواجهة العمليات الانتحارية اليومية».

وردا على سؤال عن سبب عدم تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الاخير الذي يدعو اسرائيل الى سحب قواتها من اراضي السلطة الفلسطينية قال باول: ان الادارة الاميركية ابلغت شارون ان له الحق في الدفاع عن النفس، ولكن «يتوجب عليه بعد انتهاء المهمة بأسرع وقت ممكن لتبدأ بعدها العملية السلمية».

ولمح الى ان اي تحرك نحو استئناف المفاوضات يتوقف على نهاية العمليات العسكرية التي تقوم بها اسرائيل.

وعما اذا كانت واشنطن قد اعطت شارون الضوء الاخضر لبدء العمليات العسكرية نفى الوزير باول ذلك، وقال: «اننا لم نعطه الضوء الاخضر ولم نوفر له شيكا مفتوحا، وقد ابلغناه (شارون) ان الحل لن يكون الا حلا سياسيا والعودة الى خطة تينيت».

ورفض وصف الرئيس عرفات بأنه ارهابي، وقال: «لان عرفات هو رئيس السلطة الفلسطينية، التي ساهمت الولايات المتحدة في اقامتها، وان عرفات ظل يعمل مع الولايات المتحدة لتطبيق خطة تينيت».

وعن احتمال عودته الى المنطقة، قال باول: «انه مستعد»، ولكنه اضاف: «ان ريتشارد تشيني (نائب الرئيس) زار المنطقة اخيرا، كما ان المبعوث الاميركي الخاص الجنرال انتوني زيني موجود هناك».

من جهته جدد الرئيس جورج بوش القول: انه ما يزال مستمرا في اعتقاده ان «خطة تينيت» تمثل الخطوة الاساسية الاولى، نحو العودة الى المفاوضات. كما أكد في تصريحات اول من امس ان توصيات ميتشل تشكل المدخل والطريق الصحيح نحو التوصل الى تسوية سلمية في نهاية المطاف.

وأكد الرئيس الاميركي «ان الرئيس الفلسطيني لا تنطبق عليه مواصفات الارهاب الذي تقود بلاده حربا شاملة ضد الارهاب. واشار بوش الى ان لديه خطة ستفضي في النهاية الى السلام».

وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر، انه لا يمكن تشبيه الرئيس الفلسطيني عرفات بالارهابي. وان تشبيه الرئيس عرفات بتنظيم «القاعدة» امر «لا يمكن ان يقبل به الرئيس بوش». وقال: ان الرئيس عرفات في نظر الرئيس الاميركي هو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وبحكم قدرته على التأثير على الاحداث على الارض، فانه ما يزال قادرا على اتخاذ الخطوات وفقا للتعهدات التي التزم بها. وهذا ليس بالحال الذي عليه تنظيم القاعدة.

وأكد فلايشر ان الرئيس بوش يعتقد «ان طريق السلام «يمر عبر قناة عرفات الذي يتحدث باسم الشعب الفلسطيني».