اتساع الاحتجاجات في مصر ومظاهرات في مسقط والحكومة الأردنية تطلب من أحزاب المعارضة التدخل لتهدئة الشارع

TT

ارتفعت حدة المواجهات أمس بين قوات الأمن المصرية والطلبة المتظاهرين احتجاجا على العدوان الوحشي الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وحصار الرئيس ياسر عرفات داخل مقره، مما أدى الى اصابة 56 طالبا بجامعة القاهرة و4 ضباط شرطة بينهم ضابط اصابته خطيرة هو النقيب أحمد عبد الفتاح من قوات الأمن المركزي بالجيزة وتم نقله الى العناية المركزة، كما أصيب 19جندياً وتم نقل بقية المصابين الى المستشفيات القريبة. وألقت قوات الأمن القبض على نحو 70 طالبا وأحالتهم الى النيابة للتحقيق.

وكان طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس في مصر قد واصلوا أمس ولليوم الرابع على التوالي مظاهراتهم الاحتجاجية على الاعتداءات الاسرائيلية مطالبين بفتح باب الجهاد وطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة ومساندة الشعب الفلسطيني بالدم والمال والسلاح.

وفي تطور مثير لحركة الاحتجاجات الشعبية في مصر قام عدد من المثقفين بالتظاهر أمس أمام مقر وزارة الخارجية المصرية وسلموا مذكرة الى مساعد وزير الخارجية السفير مخلص قطب يطالبون فيها بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة وتجميد كل أشكال العلاقات مع اسرائىل.

وقد عمت المظاهرات جميع الجامعات والمدارس في شتى انحاء مصر، وأصدرت المنظمات النقابية والمهنية والحقوقية بيانات نددت فيها بالاعتداءات الاسرائيلية.

وفي عمان انطلقت تحت المطر مسيرة شعبية حاشدة مساء امس من مجمع النقابات المهنية باتجاه البرلمان احتجاجاً على الاجتياح الاسرائيلي لمناطق السلطة الفلسطينية والاعتقالات والاعدامات التي تنفذها القوات الاسرائيلية بحق ناشطي المقاومة والقادة الميدانيين للانتفاضة.

ورافقت المسيرة التي نظمتها المعارضة الأردنية وسمحت الحكومة بها قوات امن اردنية محدودة بلا هراوات لتنظيم حركة المرور في الشوارع التي اخترقتها المسيرة فيما رفع المشاركون يافطات تطالب بفتح الحدود امام المتطوعين العرب الراغبين بأداء فريضة الجهاد ووضع حد للغطرسة الاسرائيلية. كما طالبت بقطع كل اشكال العلاقات مع اسرائيل واغلاق سفاراتها في الدول العربية.

وطلبت الحكومة الأردنية من أحزاب المعارضة تهدئة الشارع الأردني ووضع حد للمظاهرات والاعتصامات والاضرابات التي تجتاح البلاد منذ أسبوع، فيما تدخلت القوى السياسية في مخيم البقعة لإنهاء الصدامات والمناوشات بين قوات الأمن والشبان المتظاهرين في المخيم.

وخلال اجتماع بين وزير الداخلية قفطان المجالي والأمناء العامين لأحزاب المعارضة ورؤساء النقابات المهنية طلب الوزير من الأحزاب والنقابات والحركة الاسلامية التدخل لتهدئة الشارع الأردني ووقف حالة الغليان التي يعيشها منذ أسبوع على شكل مظاهرات واعتصامات وإضرابات، الأمر الذي أدى الى زعزعة الأمن والاستقرار.

وأوضح وزير الداخلية الاردني ان هناك تجاوزات كثيرة على الأوضاع الأمنية واعتداءات كبيرة على المرافق العامة والممتلكات الخاصة، بالإضافة الى الاعتداءات على أفراد الشرطة وقوات الأمن العام وخاصة في المخيمات، حيث يتعرض ضباط وأفراد الشرطة للقذف بالحجارة وينهال عليهم المتظاهرون بالسب والشتائم، مؤكدا ان الحكومة لن تسمح بمثل هذه التجاوزات والاعتداءات على المرافق العامة والممتلكات الخاصة وستعيد النظر بالسماح للمسيرات في حال تكرار هذه الاعتداءات.

من جانبهم، أكد الأمناء العامون لأحزاب المعارضة ورؤساء النقابات المهنية حرصهم على المحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد والمحافظة على المرافق العامة والممتلكات الخاصة، الا انهم أوضحوا ان معالجة ذلك يتطلب اتخاذ قرارات سياسية على جانب كبير من الأهمية تتمثل في اغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان والسماح بحرية التعبير عن الآراء والمواقف.

وعلى هذا الصعيد تدخلت القوى السياسية في مخيم البقعة اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن لوضع حد للصدامات بين قوات الشرطة ومجموعات من الشبان المتظاهرين في المخيم الذين كانوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة، فيما كانت قوات الأمن تلقي القنابل المسيلة للدموع.

وقال الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية (معارضة) الدكتور سعيد ذياب، ان وفدا من القوى السياسية في المخيم حاور الشبان المتظاهرين وطلب منهم الهدوء والكف عن القاء الحجارة على أفراد الشرطة والابتعاد عن الشارع الرئيسي الذي يصل عمان بدمشق عبر المخيم وتنظيم المظاهرات والمسيرات والاعتصامات داخل المخيم فقط.

وفي لبنان، تواصلت امس المسيرات والاعتصامات الجماهيرية في مختلف مناطق البلاد. وفيما دعت نقابة الصحافة في لبنان الى اعتصام في مقرها ببيروت شارك فيه وزير الاعلام غازي العريضي والنقيب محمد البعلبكي، شهد مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين اعتصاماً حاشداً القى خلاله امين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان ابو العينين كلمة دعا فيها الى فتح الحدود، محذراً من ان كل المصالح الاميركية في العواصم العربية والاجنبية ستكون هدفاً.

واستنكر وزير الاعلام اللبناني اقفال المؤسسات الاعلامية في فلسطين والاعتداءات على الصحافيين. وطالب بـ«انشاء محطة تلفزيونية تبث باللغات الاجنبية لمواجهة الاعلام الصهيوني والاميركي».

وفي الجامعة الاميركية في بيروت حاول الطلاب بدعوة من النادي الثقافي الفلسطيني تنفيذ اعتصام امام مطعم «ماكدونالدز» للوجبات السريعة مطالبين بمقاطعة البضائع والمأكولات الاميركية، الا ان القوى الامنية اللبنانية اقفلت ابواب الجامعة مانعة الطلاب من الخروج او الدخول الى حرمها.

وفي منطقة صور نفذت الفصائل الفلسطينية في مخيم الرشيدية اعتصاماً حاشداً دعت اليه منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي طرابلس (شمال لبنان) عقد 56 نائباً لبنانياً حالياً وسابقاً وعدد من اعضاء النقابات المهنية والتربوية والعمالية ورجال الدين المسلمين والمسيحيين ورؤساء البلديات والاتحادات والروابط الثقافية والاجتماعية اجتماعاً طارئاً اصدروا في ختامه بياناً اعلنوا فيه تأييد الانتفاضة والعمليات الاستشهادية، موجهين التحية الى «صمود الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والشعب الفلسطيني».

وفي الرياض، يعقد الفلسطينيون المقيمون في العاصمة السعودية مساء يوم غد لقاء تضامنياً حاشداً في مقر سفارة دولة فلسطين للتعبير عن مساندتهم ودعمهم وتضامنهم مع ابناء الشعب الفلسطيني.

واعلن ذلك سفير دولة فلسطين لدى السعودية مصطفى هاشم الشيخ ديب، الذي اكد ان ابناء الشعب الفلسطيني المقيمين في الرياض سيعبرون أيضاً من خلال هذا اللقاء عن تجديد بيعتهم وولائهم للرئيس عرفات. من جانب آخر تتلقى سفارة دولة فلسطين في الرياض والقنصلية العامة في جدة تبرعات دعم الشعب الفلسطيني المحاصر.

واهابت السفارة في بيان صحافي لها امس بأصحاب الضمائر الحية وجميع من يرغب في مشاركة ابناء الشعب الصامد في جهادهم ودعمهم ان يقدموا تبرعاتهم المادية والعينية او ايداعاً في الحساب رقم 713463 في جميع فروع البنك العربي .

وفي الرباط، تظاهر مئات من التلاميذ والطلبة أمام مقر السفارة الفلسطينية خلال اليومين الماضيين. ورفع الشباب المغاربة الأعلام الفلسطينية وصور الرئيس عرفات.

وأضرب التلاميذ في عدة إعداديات وثانويات في مدن مغربية مختلفة، ونظموا وقفات احتجاجية داخل مؤسساتهم الدراسية.

وبادرت عدة هيئات سياسية وحقوقية واعلامية بتسليم رسائل إلى السفارة الأميركية في الرباط للتعبير عن موقف الشعب المغربي، بمختلف شرائحه، من الاعتداء الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية.

ودعت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني الى مسيرة تضامنية تنظمها صباح الأحد المقبل في مركز الرباط العاصمة. وفي الدار البيضاء، أعلن صحافيون مغاربة عاملون في صحيفة «كازابلانكا» الاسبوعية، الدخول في اضراب عن الطعام بداية من منتصف نهار امس حتى ظهر يوم الجمعة المقبل، «تعبيرا عن غضب انساني صرف، ومطالبة برفع الحصار عن رمز المقاومة الفلسطينية القائد ابو عمار».

ودعا نداء باسم هيئة تحرير الصحيفة موجه لكل الاسرة الصحافية المغربية الى «فتح كوة صغيرة في جدار هذه الخيبة دون انتظار ودون تردد لان ما يقع يمس جوهر الحرية وجوهر الديمقراطية التي هي المادة الحية لوجودنا كصحافيين وكحملة قلم دفاعا عن الحق والحقيقية».

وفي صنعاء نصب 400 شخص ينتمون الى المنظمات المدنية غير الحكومية، الخيام أمام مبنى السفارة الأميركية ومكتب الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية في احتجاجات على الجرائم التي تقترفها القوات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» ان ممثلي منظمات المجتمع المدني في هذه الاحتجاجات اعدوا برنامجاً احتجاجياً لمدة ثلاثة أيام كتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقيادته وادانة في ذات الوقت للموقف الأميركي المنحاز والمؤيد للجرائم التي تنفذها حكومة شارون.

وقال مصدر من ممثلي النقابات والمنظمات غير الحكومية انهم سيعتصمون على مدار الساعة على فترتين أمام السفارة الأميركية ومكتب الأمم المتحدة في صنعاء احتجاجاً على الصمت الدولي والعربي الرسمي تجاه ما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني واحتجاجاً ايضاَ على الانحياز الصارخ الى جانب ارهاب الدولة الذي تمارسه القوات الاسرائيلية.

وفي نفس الاتجاه انتقد السفير الروسي في صنعاء الكسندر كالوجين الموقف العربي ازاء ما تواجهه السلطات الفلسطينية. وقال في مؤتمر صحافي امس ان هذا الموقف أقل من المستوى المطلوب، وزعم ان الاختلافات العربية ـ العربية كانت ماثلة في القمة العربية في بيروت.

وفي مسقط، شهدت شوارع العاصمة العمانية امس مظاهرات حاشدة خرجت للتنديد بالمجازر الاسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

فقد خرج المواطنون العمانيون امس الى شوارع مسقط في مسيرة تأييد للانتفاضة الفلسطينية. وأعرب المتظاهرون عن استنكارهم لما تقوم به آلة الحرب الاسرائيلية من قتل بين ابناء الشعب الفلسطيني وحصار للقيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس عرفات وتدميراً للبنى التحتية والمؤسسات التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالصمت العربي والانحياز الأميركي الكامل والداعم لاسرائيل.

واتجه المتظاهرون الى مبنى السفارة الأميركية في مسقط وسلموا السفير الأميركي مذكرة موجهة الى الادارة الأميركية يطالبون فيها بالتدخل الفوري لوقف الحرب الاسرائيلية والعمل العاجل من اجل تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير الذي دعا اسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية. ووعد السفير بنقل المذكرة الى المسؤولين بالادارة الأميركية.