رئيس الوزراء الفرنسي يدعو لتغيير سياسي في إسرائيل

TT

ما كان يقوله المسؤولون الفرنسيون في مجالسهم ووراء الابواب المغلقة، حول رغبتهم في إقصاء ارييل شارون عن رئاسة الحكومة الاسرائيلية لانه «رجل خطير»، ولا فائدة ترتجى معه في وقف التصعيد والعودة الى مفاوضات سلام، خرج به رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان صباح امس وهو المعروف بتحفظه في تناول الملف الفلسطيني ـ الاسرائيلي والذي يصف نفسه بأنه «صديق اسرائيل».

فقد اعلن جوسبان، في اطار مقابلة مع صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية الصادرة امس انه «يتمنى حصول تغيير سياسي في اسرائيل»، مما يعني الدعوة الى اسقاط ارييل شارون. وقال جوسبان «لا حل للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني الا بالبحث من جديد عن مخرج سياسي. والحال ان حكومة شارون لا تسلك هذا الطريق، ولم يسبق ان سقط هذا العدد الكبير من القتلى الاسرائيليين الا منذ اخذ شارون يطبق سياسته». وخلص جوسبان الى القول «ان النقاش حول هذه السياسة قائم في اسرائيل نفسها وانا اتمنى ان يبدأ التحضير لتغيير سياسي (في اسرائيل)».

وهاجم جوسبان، من غير ان يسميهم «عددا من رجال السياسة في اسرائيل» الذين يروّجون لمقولة ان فرنسا معادية لليهود وللسامية، بسبب الاعتداءات التي تعرّض لها عدد من اماكن العبادة اليهودية في فرنسا، «لغرض التنديد بالمواقف الفرنسية في الشرق الأوسط»، ويرى جوسبان، المرشح لرئاسة الجمهورية، ان التركيز على ان فرنسا معادية للسامية، يراد منه منع باريس من التحرك في شأن ملف النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وكان شارون قد اعلن قبل اسابيع انه يخطط لاستقدام اليهود الفرنسيين الذين لم يعودوا آمنين في بلادهم.

وانتقد جوسبان بشدة الولايات المتحدة الاميركية وسياستها في الشرق الأوسط. وقال «ان الدبلوماسية الاميركية، اكثر مما نتصور، محكومة باعتبارات السياسة الداخلية»، في اشارة الى نفوذ مجموعات الضغط الفاعلة داخل الكونغرس والادارة وإلى الاستحقاق الانتخابية القادمة في الخريف.

ووفق مصادر فرنسية، فان جورج بوش الاب، الرئيس الاميركي السابق، ابلغ قبل ايام وزير الخارجية الفرنسي الاسبق رولان دوما ان «جورج بوش الابن يريد ان يتفادى تجربة والده» الذي يلوم الاوساط اليهودية في خسارته الانتخابات الرئاسية بوجه بيل كلينتون.

ووفق ما يراه رئيس الوزراء الفرنسي، فان «التخوف وحده من فقدان السيطرة على الوضع (في الشرق الأوسط) يدفع الولايات المتحدة للتدخل بين فترة واخرى من اجل خفض التوتر، ولكن من غير ان يصل ذلك الى حد الرغبة في الضغط كفاية على الحكومة الاسرائيلية». ووصل جوسبان الى نتيجة متشائمة مفادها ان «لا احد قادر على التأثير حقيقة على المنطقة، لا الدول العربية ولا الولايات المتحدة التي لا تريد ذلك ولا الدول الاوروبية التي لا تريد لها اسرائيل ان تمارس نفوذا».