العاهل المغربي يؤكد لباول الإجماع العربي على عرفات وتكذيب مغربي لأن يكون المسؤول الأميركي بحث استضافة الرباط للرئيس الفلسطيني

TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس امس بالقصر الملكي في أغادير وزير الخارجية الاميركي كولن باول، الذي وصل الى المغرب في مستهل جولة ستقوده إلى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط. وبينما قال محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب لـ«الشرق الأوسط» إن الملك محمد السادس تمنى لباول ان ينجح في تفعيل قرارات مجلس الامن التي تطلب الانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية.وطلب منه أن يجتمع في اقرب الاجال مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات،وان يزور المنطقة في اقرب الاجال ايضا، وقبل فوات الاوان، نسب مصدر مغربي مسؤول، فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط»، للعاهل المغربي قوله لباول «اتمنى لكم حظا طيبا خلال جولتكم في منطقة الشرق الاوسط لأن الامر سيكون صعبا». وأضاف المصدر المأذون أن الملك محمد السادس قال ايضا لباول «الم يكن من الاهم التوجه الى منطقة الشرق الاوسط أولا قبل القدوم الى المغرب؟».

الى ذلك، كذب عميد الدبلوماسية المغربية تكذيبا قاطعا ما تداولته وسائل اعلام غربية من انباء اخيرا مفادها ان باول كان سيبحث مع الملك محمد السادس امكانية استضافة المغرب للرئيس الفلسطيني في حال مغادرته الاراضي الفلسطينية تحت اي ظرف او تطور محتمل.

وقال بن عيسى إن هذا الموضوع لم يرد إطلاقا خلال مباحثات الملك محمد السادس مع وزير الخارجية الاميركي ولا مع اي مسؤول مغربي.

وذكر بن عيسى أن مباحثات الملك محمد السادس تركزت في الاساس على التدهور الخطير الذي تعرفه الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، نتيجة الاجتياح الاسرائيلي وعملية التقتيل والدمار التي تشنها الحكومة الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وقائدهم الرئيس ياسر عرفات.

واوضح عميد الدبلوماسية المغربية ان الملك محمد السادس أكد لوزير الخارجية الاميركي على الاجماع العربي حول اعتبار الرئيس عرفات هو المخول الوحيد للتفاوض باسم الشعب الفلسطيني، كما أكد العاهل المغربي له قلق بلاده من الاوضاع المزرية والمتنافية مع كل الاعراف، التي يوجد فيها الرئيس عرفات. مشددا على ضرورة أن تعمل الولايات المتحدة على الحفاظ على كرامة الرئيس الفلسطيني والشعب الفلسطيني، والعمل على أن تبدأ المفاوضات بدون قيد ولا شرط بعد انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك نظرا لما لواشنطن من وسائل وقدرات للقيام بذلك.

وأشار بن عيسى الى أن المغرب سجل بارتياح التحرك الاميركي لوضع حد لهذه الاوضاع وخاصة الالتزام الشخصي الذي اتخده الرئيس الاميركي جورج بوش،والمتعلق بالانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية.

وعبر بن عيسى عن خيبة امله إزاء التحدي المتواصل الذي يظهره ارييل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية، لكل الجهود العربية والاميركية لوقف سفك الدماء والعودة الى الحوار، في اشارة الى الخطاب الذي القاه شارون امس امام الكنيست (البرلمان).

وحضر لقاء العاهل المغربي ـ باول عن الجانب الأميركي مارغريت تتوايلر سفيرة الولايات المتحدة بالرباط ووليم بيرنز مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وديفيد ساترفيلد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وريتشارد باوتشر الناطق باسم وزير الخارجية.

كما حضرها عن الجانب المغربي وزير الخارجية والتعاون وأندري أزولاي مستشار العاهل المغربي ومحمد رشدي الشرايبي مدير ديوان العاهل المغربي والطيب الفاسي الفهري كاتب الدولة (وزير دولة) في الشؤون الخارجية والتعاون.

وكان الملك محمد السادس قد أجرى مساء أول من أمس مكالمة هاتفية مع الرئيس عرفات. وجدد العاهل المغربي لعرفات تضامن المغرب الكامل واللامشروط ملكا وحكومة وشعبا مع الشعب الفلسطيني وقيادته المجاهدة في المحنة التي يمر بها جراء الاجتياح الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الاميركي أمس ان على اسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية «الان»، محذرا من ان عملياتها تخلق مشاكل «كبرى وخطيرة».

وقال باول في تصريحات للصحافيين،عقب لقائه بالملك محمد السادس، في اشارة الى الدعوات السابقة التي وجهها الرئيس الاميركي لانسحاب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية التي اجتاحتها يوم 29 مارس (اذار) الماضي، إن الرئيس كان يعني الانسحاب «الان». واضاف ان «المشاكل الاستراتيجية التي تخلقها هذه العملية كبرى وخطيرة». وأردف قائلا: «نعتقد جميعا انه آن الاوان لكي يبدأوا انسحابهم» وذلك بعد ان اعلن شارون امام الكنيست ان قواته لم تنجز مهمتها بعد وستبقى في المناطق الفلسطينية الى حين انتهائها.