إسرائيل تعترف بمقتل جنديين وجرح 3 في جنين والفلسطينيون يحذرون من أعمال تدمير للمخيمات على رؤوس السكان

موفاز يؤكد قتل أكثر من 200 فلسطيني وجرح المئات واعتقال أكثر من 1500 آخرين

TT

اعترفت قوات الاحتلال الاسرائيلية بتكبدها في اليوم العاشر لحربها على الشعب الفلسطيني واليوم السادس لحصار مخيم جنين، قتيلين و3 اصابات احداها خطيرة، وذلك على ايدي المقاومين الفلسطينيين الصامدين في المخيم رغم القصف الجوي والبري الوحشي الذي يتعرض اليه.

وصد المقاتلون في مخيم جنين وكذلك مخيمات مدينة نابلس والبلدة القديمة فيها جميع المحاولات الاسرائيلية لاقتحامها. واكدت مصادر فلسطينية في مخيم بلاطة لـ«الشرق الأوسط» ان المقاومين صدوا جميع محاولات الاقتحام في بلاطة وكذلك في البلدة القديمة في نابلس. ونفى المصدر ادعاءات قوات الاحتلال بانها احكمت سيطرتها على حي القصبة في البلدة القديمة، مذكرا بان الجيش الاسرائيلي زعم ذلك يوم السبت الماضي وثبت كذب ادعائه.

واعترف القادة الميدانيون الاسرائيليون ببسالة المقاومة الفلسطينية، وقال احدهم امس «ان المعارك مع الفلسطينيين كانت عنيفة ومفاجئة، وتدور المواجهات عن قرب ولم ننجح على مدى الأيام الستة الماضية في احتلال 500 متر مربع».

وحسب الاحصائيات الاسرائيلية فان الحرب التي تشنها اسرائيل اسفرت عن مقتل اكثر من 200 فلسطيني وجرح المئات، اضافة الى اعتقال اكثر من الف و500 اخرين تزعم ان لـ 500 منهم علاقة مباشرة بعمليات فدائية.

واعترفت اسرائيل بالمقابل بمقتل 13 جنديا وجرح 157 اخرين. لكن الفلسطينيين يعتقدون ان الخسائر الاسرائيلية اكبر بكثير وان سلطات الاحتلال تتعمد اخفاء الحقيقة حفاظا على معنويات الجيش والشارع الاسرائيلي. كذلك يتحدث الفلسطينيون عن خسائر اكبر في صفوف المدنيين الفلسطينيين بسبب الجثث التي لا تزال موجودة في الشوارع لصعوبة الوصول اليها من قبل سيارات الاسعاف التي يمنعها جنود الاحتلال من القيام بواجباتها كما قال حسام خضر عضو المجلس التشريعي من مخيم بلاطة لـ«الشرق الأوسط». واضاف خضر انه في حال النجاح في نقل المصابين فانه ليس هناك الدواء لعلاجهم خاصة في مخيم بلاطة.

وتحدث خضر عن توجيه الطائرات والدبابات الاسرائيلية حممها الى منازل المدنيين بعد احباط المقاتلين لكل محاولات القوات المحاصرة للمخيم في اقتحامه. وقال ان الطائرات الاسرائيلية دمرت في بلاطة اكثر من 60 شقة سكنية وحوالي 20 محلا تجاريا.

يذكر ان منزل خضر في قلب المخيم قد تعرض يوم السبت الماضي لقصف صاروخي اتى على جزء منه بينما كان اطفاله ووالدته المريضة وشقيقته فيه. لكن احدا لم يتعرض للاذى، كما ان خضر نفسه كان غير موجود في المنزل.

ويحذر الفلسطينيون من ان قوات الاحتلال التي تحاصر مخيم جنين بدأت تستخدم الجرافات لهدم منازل المخيم على اهلها، كما طالب بذلك رئيس الاركان الاسرائيلي شاؤول موفاز بعد ان استعصى عليه دخول المخيم واضطر الى اقصاء القائد الميداني ومن ثم ادارة المعركة من طائرة هليكوبتر. ويتخوف الفلسطينيون من امكانية ان يكون الجيش الإسرائيلي يخطط لتنفيذ عملية قتل جماعي في المخيم.

ووصل حنق موفاز على المقاومة الباسلة التي يبديها المقاتلون الفلسطينيون حسب اعترافه، الى حد الضرب بعرض الحائط كل الضجة العالمية والعربية ضد الحرب. وقال «نحن ماضون في تنفيذ خطتنا كما هي ولن يردعنا شيء عن الاستمرار فيها حتى تحقيق النصر». واضاف «ليس سرا اننا نحتاج المزيد من الوقت لتنفيذ كل مهام هذه العملية ولكن الاتجاه اصبح واضحا وهو النصر». وتابع القول «صحيح اننا نتقدم الى اهدافنا ببطء ولكن ذلك بهدف التقليل الى الحد الادنى من الاصابات في صفوف جنودنا. وصحيح ان الفلسطينيين يواصلون مقاومتهم الشرسة واللاانسانية ضدنا حيث ما يزالون يفجرون انفسهم بجنودنا، الا ان عدد القتلى والجرحى والمعتقلين في صفوف الفلسطينيين، يؤكد اننا بدأنا في تحقيق الانتصار».

ونفى خضر ان يكون الجيش الاسرائيلي قد دخل حي القصبة في البلدة القديمة. وكانت مصادر عسكرية اسرائيلية قد ذكرت ان الحي قد سقط.

الى ذلك واصل الجيش الاسرائيلي حملة التعتيم الاعلامي على المجازر التي يرتكبها في المدن الفلسطينية لا سيما نابلس وجنين ومخيماتهما. فقام الجيش حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية امس بمنع ممثلي الصحافة الدولية من الخروج الى الشوارع في نابلس. وبرر الضابط الذي يقود الدورية موقفه هذا بـ«ان نابلس منطقة عسكرية مغلقة». وقال «امامكم خياران: اما ان تغادروا المدينة الان او ان تبقوا داخل الفندق. فلا يمكن ان نضمن ما قد يحدث لكم اذا ما خرجتم من هذا المبنى».

وتجري العمليات العسكرية الاسرائيلية في نابلس منذ اجتياحها يوم الاربعاء الماضي بعيدا تماما تقريبا عن انظار الصحافة الدولية وحتى الاسرائيلية، ولم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من الصحافيين فقط من التنقل بتكتم في المدينة.

وقرر الجيش منع اي صحافي من التحرك في نابلس بعد ان انتقل عدد كبير منهم الى المدينة. وقال الضابط الاسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم ذكر اسمه «كنا نعلم بوجود صحافيين في هذا الفندق منذ اسبوع، ولكن عددهم ارتفع ولا يجوز لهم ان يخرجوا».

وقالت مصادر عسكرية صباح امس إن اشتباكات مسلحة وقعت بين مسلحين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي التي تطوق كنيسة المهد في بيت لحم. وحسب أقوال هذه المصادر فقد نشب حريق في مبنى يقع بالقرب من كنيسة المهد، أضرمه الفلسطينيون، وعندما دخل الجنود الإسرائيليون الى المكان لاخماد الحريق، فتح الفلسطينيون النار باتجاههم. ورد الجنود الاسرائيليون باطلاق النار مما أسفر عن مقتل شرطي فلسطيني واصابة آخرين. وقال محافظ بيت لحم، محمد المدني، ان الحريق نشب في أعقاب اطلاق نار قام به الجنود الإسرائيليون باتجاه الفلسطينيين المسلحين المتحصنين في المكان.