نظام منع التجول يدخل أنماطا جديدة في حياة سكان مدن الضفة الغربية

TT

فرض نظام منع التجول الصارم الذي فرضته القوات الاسرائيلية وما اعقبه من انقطاع وصول المواد الغذائية للفلسطينيين في المدن التي اعيد احتلالها في الضفة الغربية، انماطا جديدة من الحياة في الضفة الغربية. ولعل الصوم هو احد انماط السلوك اليومي لكثير من العائلات الفلسطينية وذلك لتوفير ما تبقى من المواد الغذائية التي نجحت هذه العائلات في تخزينها قبيل اعادة احتلال هذه المدن.

والمواطنون الذين يتوقعون ان تستمر هذه الضائقة وقتا طويلا يقبلون على الصوم. ومعظم هذه العائلات تتناول وجبة الافطار فقط ولا تعمد الى تناول وجبة السحور. وعلم ان سكان حي القصبة المحاصر في البلدة القديمة في مدينة نابلس، يضطرون في كثير من الاحيان الى تقليص حجم حتى وجبة الافطار التي يتناولونها من اجل تزويد المقاومين الذين يقطعون الليل بالنهار مدافعين عن الحي بما تيسر من الطعام.

ومن الملاحظ ان جميع المواد التموينية التي يستهلكها الفلسطينيون تحت نظام منع التجول هي الفول والعدس والحمص والحبوب المجففة، وهذا ينطبق عن الفقراء والاغنياء على حد سواء. فالاغنياء وميسورو الحال يعلمون ان تخزين اللحوم والاسماك لن يكون ذا جدوى في ظل تعمد الاحتلال قطع التيار الكهربائي عن المدن. وقد جربوا ذلك في عملية الاحتلال الاخير، اذ فسد كل المخزونات بسرعة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وتعلم المواطنون ايضا من التجارب السابقة، فكثير من العائلات الفلسطينية تغلبت على النقص في الخبز عبر بناء افران طين على اسطح البنايات في المدن وذلك قبيل الاجتياح. وحسب الشهادات الواردة من مدن نابلس وطولكرم وجنين فان المرء بامكانه ان يشاهد اعمدة الدخان تتصاعد من افران الطين التي على اسطح البنايات، وهو ما لم تشهد مدن الضفة له مثيلا من قبل. وتقوم العائلات الفلسطينية بتقسيم الخبز المعد على افران الطين عبر قذفه من على اسطح المنازل من بيت الى اخر. ولما حرص الاحتلال على قطع مياه الشرب عن المدن التي اعيد احتلالها فقد تم التغلب على ذلك عبر الابار الارتوازية التي اقامتها بعض العائلات في اطراف المدن، حيث يتم توصيل المياه عبر القاء زجاجاته من سطح الى سطح. التكافل الاجتماعي بين الفلسطينيين في ظل نظام منع التجول وتحت هذه الهجمة الاجرامية غير المسبوقة من الاحتلال، وصل افاقا لم يصلها من قبل. ومن الانماط التي برزت في مدن الضفة المحتلة هو التخاطب بين العائلات من على اسطح المنازل، حيث يقضي السكان معظم الوقت على اسطح المنازل حيث يتناولون في الحديث اوضاع مدنهم تحت الاحتلال وما جد على قوة المقاومة.