محامو متهم بتفجير سفارتي واشنطن في نيروبي ودار السلام يطلبون من القضاء الأميركي تجاهل إفاداته للمحققين الألمان

TT

أفاد مسؤول شرطة ألماني ان ممدوح محمد سالم، المتهم بالضلوع في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، التمس من المحققين الألمان إطلاق الرصاص عليه وذلك خلال إجراءات الاستجواب المطولة التي أجريت في ألمانيا قبل تسليمه إلى السلطات الأميركية.

وأضاف المسؤول الألماني ان سالم، الذي القي القبض عليه في ميونخ عقب تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، بدأ يضرب رأسه بالحائط وسأل المحققين: «لماذا لا تستخدمون المسدس لإطلاق الرصاص عليّ حتى تنتهي المسألة كلها». ويقول المدعون الأميركيون ان سالم، وهو سوداني الجنسية، كان أحد مساعدي أسامة بن لادن وانه حاول الحصول نيابة عنه على مواد تستخدم لتطوير الأسلحة الكيماوية. وأكد مسوؤل الشرطة الألماني، روبرت فولجر، ان سالم خضع خلال حبسه في ميونخ إلى مراقبة مستمرة خوفاً من إقدامه على الانتحار.

وجاءت شهادة فولجر في جلسة تحقيق قضائية تسبق المحاكمة. وطلب محامو سالم من القاضي الفيدرالي عدم نشر إفادات مطولة أدلى بها موكلهم غداة توقيفه. وطبقاً لإفادة فولجر فان سالم ادلى بافادته للمحققين من 16 سبتمبر (أيلول) 1998 حتى 28 من نفس الشهر. وقال فولجر ان سالم قال له: «سأخبرك بكل ما تريد ان تعرف. سأثبت براءتي». وبدا سالم مضطرباً في جلسة التحقيق الممهدة لمحاكمته اول من امس وقاطع مكرراً سير الإجراءات طالباً الاستماع إليه. وعندما رفض القاضي طلبه أدخل سالم قطنا في أذنيه ووضع رأسه بين يديه.

ويأتي الجدل حول مدى قبول إفادته للشرطة الالمانية في وقت اصبح فيه محققو جرائم الإرهاب في الولايات المتحدة أكثر اعتماداً على شرطة الدول الأخرى. ويقول محامو سالم ان الإفادات التي أدلى بها في وقت سابق يجب عدم الأخذ بها لأنه لم يدل بها طواعية، إذ ذكر انه حرم من الطعام والعلاج والنوم وان طلباته بتوكيل محام قوبلت بالرفض. لكن فولجر نفى ادعاءات سالم، مؤكداً انه اطلع مكرراً على حقوقه في ألمانيا كما انه اطلع كذلك بواسطة مدع أميركي وضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي على حقوقه في الولايات المتحدة، بما في ذلك حقه في الاستعانة بمحام والاتصال بسفارة بلاده. وأضاف فولجر ان سالم هو الذي كان يصر دائماً على استمرار الاستجواب وانه كان يريد ان يثبت ان التهم الموجهة إليه غير صحيحة. واستطرد فولجر قائلاً ان سالم كان «يأكل البيتزا وسمح له بالاتصال هاتفياً بأسرته كما سمح له بالصلاة. وعندما كان يشعر بالتعب يتوقف التحقيق ليلاً».

وأجاب فولجر بالنفي عن سؤال المدعي الفيدرالي، مايكل جارسيا، حول ما إذا كان سالم قد شكا له شخصياً في ما يتعلق بالطريقة التي كان يعامل بها. وبدأ انفعال سالم مع بداية جلسة التحقيق الإجرائية الأخيرة عندما رفض القاضي طلبه إعطاءه فرصة للحديث. كما ابدى سالم الاستياء من محاميه ومن إجراءات الجلسة. وخلال سير الإجراءات قال سالم للمحكمة انه سحب ما أدلى به في السابق، ووجه حديثه للقاضي الفيدرالي ليونارد ساند قائلاً ان «المحكمة لا تعدو ان تكون إضاعة للوقت ولمال الحكومة». ورد عليه القاضي: «لديك فهم مغلوط لما هو في نطاق سلطتك وما هو من صلاحيات المحكمة». وأكد القاضي بلهجة صارمة ان الإجراءات ستمضي قدماً.

وفي وقت لاحق خلال الجلسة طلب سالم توجيه أسئلة إلى فولجر نفسه، غير أن القاضي رفض طلبه مما أدى الى احتجاج المتهم، ليحذره القاضي طالبا منه التزام الهدوء. وعقد القاضي جلسة مغلقة مع سالم ودفاعه لتناول المخاوف التي أبداها المتهم.

وعقب انتهاء الإجراء امتنع محامو سالم عن الإدلاء بأي تعليق وقال أحد اعضاء فريق الدفاع ان المحكمة فرضت قواعد صارمة في ما يتعلق بمناقشاتهم مع الصحافة، مؤكداً انهم سيلتزمون بها.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»