رفض أوروبي وروسي لمؤتمر دولي يستثنيهم والفلسطينيون يصفون فكرة شارون بالسخيفة

TT

استقبل اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عقد مؤتمر دولي بشأن الشرق الاوسط يستثني الاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية الى جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بالرفض الاوروبي والروسي والفلسطيني.

فقد اعتبر رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي امس في طهران ان الاقتراح «سخيف». وقال القدومي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «انه اقتراح سخيف. على اسرائيل ان تنسحب من الاراضي المحتلة. بعد ذلك فقط يمكن التحدث عن مفاوضات، وليس الان مع المجازر الحاصلة». كما اعتبر ان ابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والاتحاد الاوروبي عن المفاوضات «لا معنى له».

ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الفكرة بانها اضاعة للوقت، الا ان الرئيس عرفات قال في وقت لاحق انه سيوافق على مقترح المؤتمر اذا سانده الرئيس الاميركي جورج بوش واذا انسحبت القوات الاسرائيلية من المناطق الفلسطينية.

وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس ان اي مؤتمر دولي يعقد حول السلام في الشرق الاوسط لا بد ان يشمل ممثلين من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا. واضاف شيراك الذي كان يتحدث لاذاعة «فرانس انتير»: «من وجهة نظري فان اي مؤتمر دولي لابد ان يشمل الاتحاد الاوروبي خاصة السيد (خافيير) سولانا (ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي) والامم المتحدة... اي مؤتمر دولي لا بد ان يجمع كل الذين لهم دور وانا ارى اشراك روسيا».

واتهم هوبير فيدرين وزير خارجية فرنسا شارون بأنه يسعى «لكسب الوقت» من خلال اقتراح عقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط.

وشدد فيدرين في لوكسمبورغ على هامش بحث رؤساء الدبلوماسية الاوروبيين الوضع الراهن في الشرق الاوسط على ان شارون يريد من وراء هذا المقترح فقط كسب الوقت لانهاء تدمير البنية التحتية للسلطة الفلسطينية وابعاد امكانيات التوصل الى حل عادل ودائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وحذر الاتحاد من خطر الوقوع في فخ المقترح الاسرائيلي الذي قال دبلوماسيون انه يريد اعطاء المزيد من الوقت للجيش الاسرائيلي لانهاء حربه القذرة في الاراضي الفلسطينية.

واعرب رئيس المجلس الاوروبي جوزيب بيكيه وزير خارجية اسبانيا عن اسفه لاستبعاد الاتحاد الاوروبي من طرف شارون للمشاركة في مثل ذلك المؤتمر، مؤكدا «اذا كان شارون يريد فقط ان يتكلم الى الذين يوافقونه الرأي فانه سيجد نفسه بسرعة بدون محاور له» في اشارة الى استبعاد الرئيس عرفات عن قائمة المدعوين لذلك المؤتمر الذي تروج اسرائيل انه سيعقد في الولايات المتحدة خلال الاسبوعين المقبلين.

واعتبر رئيس الحكومة الايطالية سلفيو برلسكوني الذي يتولى ايضا بالانابة حقيبة الخارجية في حكومته على ان استثناء الرئيس عرفات هو انطلاقة خاطئة لذلك المؤتمر الذي لا يمكن له ان ينعقد بدون حضوره.

وفي موسكو اكد جينادي سيليزنيوف رئيس مجلس الدوما على اعتراض بلاده على عقد مؤتمر جديد لبحث التسوية السلمية في الشرق الاوسط بدون روسيا. وقال في لقائه مع عدد من السفراء العرب بناء على طلبهم بضرورة الاهتمام اليوم بالقضية الاكثر اهمية وهي مشكلة الدولة الفلسطينية، التي اكد على ضرورة قيامها وانسحاب القوات الاسرائيلية. وأدان المسؤول الروسي الفكرة التي تقدمت بها القيادة الاسرائيلية لعقد مؤتمر جديد على غرار «مدريد 1991»، مشيرا الى ضرورة الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الامن حول الشرق الاوسط، وكذلك الاعلان الرباعي الاخير الصادر عن وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا واسبانيا ومبعوثي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في مدريد.

وقال سيليزنيوف بضرورة ارسال قوات دولية تحت رعاية الامم المتحدة، معربا عن دهشته ازاء التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول.