الخرطوم تسخر من إعلان واشنطن ولندن عزمهما محاكمة 4 مسؤولين عن جرائم حرب

وسط تقدم في مفاوضات أبوجا حول مشكلة دارفور

TT

اكتفت الحكومة السودانية بالسخرية من اعلان الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، عزمهما عرض 4 أسماء على مجلس الأمن الدولي باعتبارهم مسؤولين عن جرائم في دارفور.

وعلق وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول ردا على اسئلة الصحافيين حول الاعلان «انهم كانوا يتحدثون عن اكثر من ذلك»، في اشارة الى قائمة مجلس الأمن الدولي التي تضم 51 متهما سودانيا في جرائم دارفور، بينهم 10 مسؤولين، في يد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد أعلنتا ان 4 سودانيين من المنتظر ان تستهدفهم عقوبات مجلس الأمن بسبب جرائم حرب في دارفور، لكن روسيا والصين اشارتا الى عدم موافقتهما.

وقال دبلوماسيون إن الاربعة الذين تم اختيارهم من قائمة بريطانية تضم آخرين هم مسؤول بالحكومة السودانية وواحد من أفراد ميليشيا مؤيدة للحكومة واثنان من زعماء المتمردين، ولم يتم الإفصاح عن أسماء هذه الشخصيات. وتوقعت المصادر معارضة شديدة للقرار من الصين وروسيا وقطر الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن، ويتعين على أعضاء مجلس الأمن الـ15 الموافقة أو عدمها على قائمة أميركا وبريطانيا الرباعية قبل يوم الاثنين. وفي موقف واضح شدد سفير روسيا على ضرورة أن تكون هناك أحكام قضائية في ما يتعلق بحقوق الإنسان ضد الاربعة المعنيين.

في نفس السياق، توقع وزير الخارجية السوداني اكول ان يتجاوز توقيع اتفاق سلام نهائي في دارفور، من خلال المفاوضات الجارية حاليا في أبوجا بين الحكومة السودانية والمسلحين في دارفور المهلة التي حددها الاتحاد الافريقي في الثلاثين من الشهر الجاري.

وقال ان المفاوضات تسير على قدم وساق، حاصرا الخلافات بين الحكومة والحركات المسلحة في المشاركة في السلطة وتقاسم الثروة والأمن.

واتهم اكول ايادٍ خارجية ـ لم يسمها ـ قال انها تساهم في عرقلة التوصل لاتفاق ينهي مشكلة دارفور، مجددا رفض الحكومة لإرسال أية قوات دولية للاقليم ما لم يتم التوصل لاتفاق سلام في أبوجا.

الى ذلك، أبدت الوساطة الافريقية في مفاوضات ابوجا تفاؤلاً واسعاً بامكانية حدوث اختراق لافت لجميع ملفات التفاوض خلال الساعات المقبلة.

وقالت الوساطة الافريقة إن كبير وسطاء الاتحاد الافريقي الدكتور سالم احمد سالم سيتوجه إلى نيويورك الاسبوع المقبل لمخاطبة مجلس الأمن يوم الثلاثاء ببشرى التقدم الذي سيتم احرازه في غرف التفاوض. وكشفت الوساطة عزمها طرح مسودات توفيقية توقعت أن تجد رضا الأطراف. وأعلن نور الدين المازني، الناطق باسم الاتحاد الافريقي في تصريحات، ان الوساطة الافريقية في مفاوضات ابوجا تسعى لإنهاء ملف الترتيبات الأمنية في أقرب وقت ممكن، وقال ان الوساطة تستعد في الايام المقبلة لتقديم حزمة من المقترحات التوفيقية في الملفات الثلاثة.

وأكد ان الوساطة جاهزة لإنجاز الملف الأمني في أي وقت «اننا في الوساطة الافريقية نريد ان ننجز هذا الملف حتى تكتمل الصورة»، ومضى «اننا تعرفنا على رأي الأطراف حول هذا الملف»، وتابع «نحن نعول على ان هذا الملف سيحدث اختراقاً في بقية الملفات الأخرى». وحسب المازني، فان المشاورات التي تجريها الاطراف السودانية على مستوى عالٍ في مقر التفاوض، تشجع الوسطاء والشركاء والمسهلين الدوليين على ضرورة المضي قدماً باتجاه استكمال ملف الترتيبات الأمنية قريباً.

وكشف المازني أن كبير الوسطاء الدكتور سالم احمد سالم سيتوجه نهاية الاسبوع الحالي الى نيويورك لتقديم تقرير لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل حول سير المفاوضات. وقال مصدر مطلع بمقر المفاوضات، ان كبير الوسطاء سيتناول أمام مجلس الأمن التطورات الايجابية بعد القمة المصغرة التي عقدت اخيراً بنيجيريا بجانب انه يطالب المجتمع الدولي بضرورة دعم بعثة الاتحاد الأفريقي في دارفور لإتمام مهمتها.