موساوي غير نادم ويتمنى تكرار هجمات سبتمبر على أميركا

كلامه يتراوح بين «العقل» و«الجنون» في إفادته الثانية أمام المحكمة

TT

أدلى زكريا موساوي المتهم الوحيد، الذي تجري محاكمته في هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، بأجوبة متناقضة أمام المحكمة الفيدرالية في فرجينيا اول من أمس، عندما استمعت الى إفادته للمرة الثانية أمام المحلفين، وبدا موساوي من خلال أجوبته تارة في منتهى الجدية، وتارة أخرى كان بعض اجوبته يؤشر الى حالة «اضطراب عقلي»، وفي بعض الاحيان كان يقدم أجوبة مضللة. ولعب الموساوي مع محاميه لعبة القط والفأر، محاولا إثبات جنونه، لكنه أجاب على المدعي العام بدقة. وكانت أكثر أجوبته استفزاراً لمشاعر اسر الضحايا قوله «كنت أتمنى ان يكون عدد الاميركيين الذين قتلوا (في هجمات سبتمبر) أكثر». ووصف موساوي الاميركي تيموثي ماكفي الذي فجر المبنى التجاري في مانهاتن عام 1995 وقتل 167 بأنه «أعظم رجل أميركي». وسئل حول ما إذا كان يقبل القيام بمهمة انتحارية بتكليف من اسامة بن لادن رد قائلاً «سأكون سعيداً بهذا التكليف».

وتولى موساوي، الذي يواجه عقوبة الاعدام بتهمة بتهمة التواطؤ مع منفذي اعتداءات 11 سبتمبر الكلام مجددا اول من امس، خلال محاكمته، مؤكدا حقده على الولايات المتحدة ورغبته في ان يراها تعاني اكثر.

وبعد عدة ايام مرهقة عرض خلالها الادعاء فظاعة الهجمات والمعاناة التي خلفتها، لم يعرب المتهم الفرنسي عن اي ندم، لا بل العكس.

واوضح موساوي «كنت اتمنى ان تتكرر (هجمات 11 سبتمبر 2001 في 12 و13 و14 و15 و16 و17). مضيفا «لست نادما او اسفا».

ومضى يقول، ارى من المقزز ان يأتي اشخاص الى هنا ليعرضوا مآسيهم، بهدف التوصل الى انزال عقوبة القتل بشخص ما. موضحا «لقد قمنا بذلك لهذا الهدف. اردنا التسبب بمعاناة. واتمنى حصول معاناة اكبر».

وبطلب منه استجوبته هيئة الدفاع حول سبب الحقد الذي يكنه للاميركيين، فرد موساوي، «انتم رأس الافعى. اذا اردنا تدمير الدولة اليهودية في فلسطين علينا ان ندمركم قبل ذلك».

واعطى موساوي تفسيره الخاص لاحدى آيات القرآن، وهو يحمل المصحف، موضحا ان المسلمين لديهم واجب القتال من اجل نصرة الله، يجب ان نكون نحن السلطة المطلقة ويجب ان تكون لنا الغلبة عليكم.

وخلال استجواب، سأل الإدعاء موساوي، ما إذا كان يرغب بالمشاركة مرة ثانية، لو استطاع، في مؤامرة اختطاف الطائرات التي راح ضحيتها ثلاثة آلاف شخص يوم 11 سبتمبر، رد موساوي عليه بالإيجاب. وأقر موساوي للادعاء بأن الالتحاق بتنظيم «القاعدة» كان من اختياره، وقال إنه كان يرحب بتكليفه تنفيذ عملية انتحارية لمهاجمة أي من معالم أميركا البارزة.  وبلغة انجليزية طغت عليها اللكنة فرنسية تحدث الفرنسي عن «الحلم»، الذي يؤمن به «مائة في المائة»، وهو ان يطلق سراحه الرئيس الاميركي جورج بوش في نهاية ولايته. وشدد موساوي «اعرف ان ذلك سيحصل»، مجددا القول امام جمهور مذهول وهيئة محلفين كان ترتسم على افواه بعض اعضائها بسمة ساخرة «لا اريد ان اموت اريد ان اكافح».

وكثفت هيئة الدفاع الاسئلة في محاولة لاثبات انه يعاني من انفصام في الشخصية. ورد موساوي قائلا «احمد الله لاني لست مجنونا»، مشددا على ان محاميه يمارسون منذ اربع سنوات، عدم التعاون الجنائي. وقال انه لو حصل على محام مسلم يدافع عنه ويمكنه الوثوق به، لكان تمنى عليه ان يركز على حجتين اساسيتين لتجنيبه الاعدام بحقنة قاتلة. واوضح ان الحجة الاولى هي ان هيئة المحلفين ليس من مصلحتها تحويله الى «شهيد»، لكن عليها جعله «يتعفن» مدى الحياة في سجن فيدرالي. اما الحجة الثانية فترتكز على انه في حال سجنه مدى الحياة يمكنه في المستقبل ربما انقاذ ارواح اميركيين، من خلال مبادلته بجنود اميركيين يخطفون في العراق او افغانستان. وقد يطلب من هيئة المحلفين التوصل الى قرار، اعتبارا من الاسبوع المقبل. واوضحت القاضية المكلفة هذه القضية ليوني برينكما، عند رفعها الجلسة حتى صباح الاثنين، ان هذا القرار «قد يحصل بداية الاسبوع على الارجح».