رئيس الوزراء الفلسطيني يؤكد أن وزارته ستبقى حتى انتهاء ولايتها القانونية

هنية رداً على قرارات بتجريد الحكومة من صلاحياتها: لن نكون طراطير

TT

في أول تحد من نوعه، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية رفضه المطلق لقرارات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسحب المزيد من الصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة. وقال هنية امام آلاف المصلين الذين احتشدوا في مسجد «الخلفاء الراشدين»، في مخيم جباليا للاجئين، لسماع خطبة الجمعة التي القاها والغضب باد على وجهه قائلاً «نحن حريصون على مصالح شعبنا ومع تكامل البرامج، ونحن كذلك نلتزم بما قال عمر بن الخطاب ... لست بالخب ولا الخب يخدعني.. أنا مش طرطور ولا الوزراء ولا الحكومة. هذا شعب اختار حكومته وعلى الجميع أن يحترم إرادة الشعب». وحول الحصار الخانق الذي تفرضه اسرائيل والولايات المتحدة والدول الاروبية على الحكومة الفلسطينية، قال هنية «سنأكل الزعتر والملح والزيتون ولن نطأطئ الهامات إلا لله رب العالمين، ولن نهون ولن نتراجع..»، مشدداً على «أن الحكومة الفلسطينية لم يمض عليها إلا أسبوعان من تسلم الحكم، وإذا بالعالم يقوم قومة واحدة... حصار وتهديدات وقطع مساعدات ومحاولات إفشال ووضع عراقيل وسحب صلاحيات ومراسيم».

واشار هنية الى أن حكومته أصبحت معلقة في الهواء بعد أن تم تجريدها من الكثير من الصلاحيات. واضاف «بسحب الصلاحيات ستصبح الحكومة الفلسطينية معلقة في الهواء ولامسؤولة عن سلطات وتصبح هكذا فقط مسؤولة أمام الشعب عن دفع الرواتب وما دون ذلك يوجه إلى هذه الجهة أو تلك»، في إشارة واضحة إلى مؤسسة الرئاسة الفلسطينية». واكد هنية أن حكومته «ستمضي في وجه كل الضغوط ولن تتراجع ولن تخون او تهون». وقال «لن تسقط القلاع ولن تسقط الحصون ولن ينزعوا منا الأوراق والمواقف التي تتعارض مع ثوابت الشعب الفلسطيني، لن نستسلم ولن تنجح كل محاولات عزل الحكومة، أقولها لكل الأطراف، لن تنجح محاولات عزل الحكومة، لان الخيارات البديلة خطيرة... الخيارات البديلة خطيرة وعلى كل الأطراف أن تعي ذلك». واضاف «إن هذه الحكومة هي حكومة الشعب وهي من رحم الشعب، ولم تأت على ظهور الدبابات ولا بانقلاب عسكري بل عبر انتخابات ديمقراطية». واشار هنية الى ان حكومته قامت بعدة اتصالات بغية توفير الدعم المالي والسياسي، موضحا أنه أوفد عددا من الوزراء لبعض الدول العربية والإسلامية في سبيل تحقيق هذا الغرض. وطالب هنية بمنح الحكومة فرصة لمعالجة الاوضاع قائلا «تريثوا ولا تتعجلوا»، مشيراً الى ان بعض دول الاتحاد الأوربي أجرت اتصالات مع الحكومة الفلسطينية، مشيدا في الوقت ذاته بموقف رئيس الوزراء الايطالي المنتخب الجديد رومانو برودي على مواقفه الداعمة لخيار الشعب الفلسطيني. واكد أن «كل من يراهن على اسقاط الحكومة، عليه أن يعلم أن هذه الحكومة ستنهي مدتها القانونية».

يذكر أن ابو مازن اصدر العديد من المراسيم التي جرد بموجبها حكومة هنية من العديد من الصلاحيات، منها الاشراف على المعابر الحدودية وهيئة الاذاعة والتلفزيون والأمن الداخلي، الى جانب قيامه بنقل العديد من وكلاء الوزارات من دون التنسيق مع الوزراء الجدد، وثمة مؤشرات الى أنه ينوي سحب مزيد من الصلاحيات من الحكومة.

وحظي هنية باستقبال جماهيري من قبل الالاف من سكان المخيم الذين التفوا حول سيارته وهتفوا ضد ما اسموه «المؤامرة» التي تحاك ضد الحكومة. ورفع المئات من السكان صور هنية وقد كتب عليها «كلنا معك يا أبو العبد» كما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة «حماس» الخضراء. في نفس الوقت شارك مئات الالاف من الفلسطينيين في مسيرات حاشدة جابت شوارع مدن ومخيمات قطاع غزة والضفة الغربية تأييدا للحكومة ورفضا للحصار. وانطلقت المسيرات التي نظمت تحت شعار «مسيرة الاحرار لدعم الحكومة ورفض الحصار»، من المساجد في اعقاب انتهاء صلاة الجمعة. وانطلقت اكبر مسيرتين في مدينة غزة وشمال القطاع والتقتا عند شارع الوحدة في المدينة. وفي مدينة خان يونس حذر النائب عن الحركة يونس الاسطل في كلمة في المسيرة التي شارك فيها اكثر من 10 الاف شخص من ان محاولة إفشال الحكومة تعني «قلب الطاولة والعودة إلى سياسة العمليات الاستشهادية والسيارات المفخخة في قلب الكيان الصهيوني». وتوقع أن يؤدي افشال الحكومة الى ظهور «نماذج اسلامية متطرفة»، متوقعاً ظهور «زرقاوي في فلسطين».