قوات الاحتلال تهدد بالعودة إلى احتلال غزة بعد اختراق الحدود لأول مرة منذ الانسحاب

وزارة الداخلية الفلسطينية تنفي وجود قوات إسرائيلية خاصة في القطاع

TT

هدد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، دان حالوتس، ونائبه موشيه كابلينسكي، بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل وتقطيع أوصاله الى ثلاثة كانتونات، إذا استمر اطلاق صواريخ «قسام» باتجاه البلدات الاسرائيلية. وجاء هذا التهديد بعد أن كانت دوريات من الجيش الإسرائيلي قد اخترقت حدود قطاع غزة وتوغلت الى الداخل وأجرت مسحا على طول الحدود بدعوى البحث عن عبوات ناسفة قد يكون فلسطينيان مسلحان قد زرعاها في الأيام الأخيرة.

وكان هذا أول اقتحام لقوات الاحتلال لقطاع غزة منذ الانسحاب منه في نهاية السنة الماضية. وفي اطار تبرير هذا الاختراق، قال حالوتس، انه اجراء ضروري ينسجم مع السياسة الإسرائيلية الجديدة تجاه السلطة الفلسطينية. فقد توقف التنسيق الأمني الذي كان سائدا حتى الآن بين الطرفين. وفي الماضي كان رجال الشرطة والجيش الفلسطينيان يقومان بهذه الدوريات وبعمليات المسح، لكن اسرائيل قررت قطع أية علاقات مع السلطة وأجهزتها، لذلك اضطرت وستضطر في المستقبل أيضا الى دخول مناطق السلطة في قطاع غزة أو في الضفة الغربية. وقال كابلينسكي من جهته أن قواته مستعدة أيضا لتنفيذ عملية اجتياح كبرى في قطاع غزة تعيد فيه اسرائيل احتلالها وتبقى في المكان الى حين تتمكن من القضاء تماما على الخلايا الفلسطينية المسلحة التي تطلق الصواريخ البدائية باتجاه اسرائيل. وتطرق الى هذا الموضوع ناطق بلسان الحكومة الاسرائيلية، أمس، عندما رد على سؤال صحافي عما إذا كان الجيش نادما على انسحابه من غزة ويفتش عن أية حجة للعودة لاحتلالها، فقال «الجيش الإسرائيلي كان جادا في انسحابه وليس صحيحا أنه نادم. لكن ما حصل هو ان الحكومة الاسرائيلية قررت قطع الاتصالات مع السلطة الفلسطينية بعدما تحولت الى سلطة ارهاب. فعندما كانت كيانا سلطويا تعاملت اسرائيل معها باحترام، لكن بعد فوز حركة «حماس» في الانتخابات وتشكيل حكومة «ارهابية»، لم يعد ممكنا الاستمرار في العلاقات كما في الماضي».

وكرر التهديد بالاجتياح نائب قائد أركان جيش الاحتلال موشيه كابلينسكي. وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية امس، قال كابلينسكي «نحن مجبرون على تفعيل المزيد من الضغط. وثمة علامات تشير إلى أنَّ الضغط يؤثر في مثل هذه الحالات».

وتوقع كابلينسكي أن تستهدف الحملة البرية الحكومة والسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن هذه الحملة ستكون مختلفة عن حملة «السور الواقي»، في ابريل (نيسان) من عام 2002 التي اعيد فيها احتلال الضفة الغربية. واضاف ان العدو في قطاع غزة مختلف «ومن المكن ان تكون ايضاً ضد السلطة والحكومة الفلسطينية». وقال « عندما تكون سلطة «حماس» ضالعة بالارهاب كما نتوقع أن تكون، عندها سنتعامل مع أجهزة السلطة الأمنية على أنّها اطراف ارهابية بكل معنى الكلمة».

من جهة أخرى، تحدثت المخابرات الاسرائيلية عن التخطيط لعمليات عسكرية من نوع آخر ضد التنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، من دون أن تفصل ما هي هذه العمليات. فقد ادعت ان التنظيمات الفلسطينية انتقلت الى أسلوب ناجع في تنفيذ العمليات المسلحة ضد اسرائيل والاسرائيليين وذلك بواسطة الطعن بالسكين. وقالت ان هناك ارتفاعا كبيرا في المحاولات لتنفيذ عمليات طعن. وانها اعتقلت في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية 102 شاب فلسطيني وهم يحملون السكاكين، 35 منهم اعترفوا بأنهم استهدفوا تنفيذ عمليات طعن جماعية بالسكين في مراكز المدن الاسرائيلية. وأضافت ان 4 فلسطينيين نجحوا في تحقيق مآربهم خلال هذه الفترة، إذ نفذوا أربع عمليات أسفرت عن مقتل امرأة يهودية في مدينة بيتح تكفا بطعنة سكين فلسطيني، وجرح ثلاثة إسرائيليين آخرين في العملية نفسها وجرح أربعة اسرائيليين آخرين في ثلاث عمليات أخرى تمت احداها في تل أبيب والاثنتان الأخريان في القدس.