حبيب: لا مانع لدينا من الاعتذار للشعب المصري عن تصريحات المرشد إذا ثبت أنه قالها بالشكل الذي تم نشره

القبض على 5 من رموز الإخوان على رأسهم مسؤول اللجنة الإعلامية

TT

وجهت أجهزة الأمن ضربة مفاجئة فجر أمس لجماعة الإخوان المسلمين بالقبض على 5 من رموزها، على رأسهم مسؤول اللجنة الإعلامية بالجماعة المهندس عاصم شلبي، عضو اتحاد الناشرين المصريين، وصاحب دار الوفاء للنشر، وحسن خفاجى مدير دار التوزيع والنشر المملوكة للجماعة.

وجاءت الحملة ضد الجماعة، استمرارا لحملة مداهمات شنتها السلطات المصرية ضد رموز ونشطاء اخوانيين، ارتفع عددهم إلى 27 اخوانيا، على رأسهم عضو مكتب الإرشاد الدكتور رشاد البيومي الذي ستنظر نيابة أمن الدولة اليوم في تجديد حبسه.

وأرجعت مصادر بالإخوان الحملة الأمنية ضد الجماعة إلى احتمالين، الأول انها تأتي في إطار الحملة ضد مطابع ودور نشر والمؤسسات التابعة للجماعة، والثاني إلى نية اثنين من المقبوض عليهم هما شلبي وخفاجي، خوض انتخابات اتحاد الناشرين المقرر إجراؤها في شهر مايو (ايار) القادم.

في غضون ذلك، لم تهدأ الأزمة المتفاعلة بين الجماعة وصحيفة «روز اليوسف» اليومية القريبة من النظام الحاكم في مصر، بسبب الحوار الذي نشر قبل أيام مع المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف، وتضمن عبارات نسبت لعاكف منها «طز في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر»، حيث أعادت الصحيفة أمس نشر نص الحوار على صفحتين في وقت سبق وأن قدم فيه محام مصري بلاغا للنائب العام ضد عاكف وأقام دعوى قضائية ضده بتهمة السب والقذف.

وفيما لا تزال تداعيات الحوار والأزمة مستمرة داخل الجماعة وخارجها، أعلن النائب الأول للمرشد العام، الدكتور محمد حبيب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ان الجماعة ليس لديها مانع من تقديم اعتذار للشعب المصري إذا ثبت صحة كلام عاكف بالشكل الذي نشر عليه، غير أنه عاد ليقول: «لكن نحن نراجع الموقف للتأكد، وان كنا نعتقد أن هناك عبارات اجتزأت من الحوار، وتم ترتيب الأمر بحيث يبدو على نحو مختلف غير الذي قيل عليه، وسوف نراجع الشريط، وان كنا نعتقد أن الحوار لا يسير بشكل منسجم مع كل تفاصيله».

ونفى حبيب أن تكون الجماعة تواجه أزمة داخلية بسبب الحوار، وقال: «نحن نختلف ونتفق. ومرشد الجماعة نفسه حريص على مراجعة الأمور والمواقف والتصريحات مع قيادات الجماعة، ونحن سألنا المرشد عن هذه العبارات فأخبرنا بأنه ليس واثق أنه قالها». مشيرا إلى أن «هذا الأمر اهتمت به الجماعة، كما اهتم به كثير من الناس. وان الإخوان يعملون من أجل الوطن، ويعتبرون أن حب الوطن من الإيمان، وبالتالي لا يمكن بأي شكل أو بحال من الأحوال، أن يتحدثوا بغير ذلك، سواء كان المرشد أو جميع أعضاء الجماعة».

على جانب آخر، كشفت مصادر قريبة من الجماعة، أن الحوار أحدث أزمة داخلية، وأن البعض طالب بكشف حقيقة ما جاء في الحوار على قواعد الجماعة، وأن البعض طالب عاكف بتقديم اعتذار علني لعدم تصعيد الموقف، وأن قلة أخرى داخل الجماعة طالبت على استحياء إما باعتزال عاكف، أو بتعيين متحدث رسمي باسم الجماعة، على أن يتجنب المرشد خلال الفترة القادمة التصريحات العامة والحوارات الصحافية خوفا من الحملة الإعلامية التي يتعرض لها، وأن ردوده العنيفة قد تزيد الأمور تأزما في وقت قررت فيه الجماعة بدء حملة إعلامية مضادة لمواجهة ما وصفته بالصحافة الأمنية.