القرضاوي يهاجم فتوى الترابي بشأن زواج المسلمات من غير المسلمين

TT

قال د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن فتوى د. حسن الترابي الزعيم الإسلامي السوداني، التي أباح فيها زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي (من اليهود والنصارى) باطلة، ولا يجوز العمل بها لأنها مخالفة لاجماع المذاهب الإسلامية وما استقر عليه الفقه الإسلامي.

وقال القرضاوي لـ«الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للقاهرة في الملتقى العالمي لخريجي الأزهر: إننا نرفض هذه الفتوى، لأنها ضد إجماع الأمة وأن جميع المذاهب الإسلامية السنية والشيعية والزيدية، سواء المتبوع منها أو المنقرض، تستنكر هذه الفتوى وتؤكد مخالفتها للشرع الإسلامي، لأن كل اتباع في هذه المذاهب متصل بالعمل. وأضاف القرضاوي: لا يجوز شرعا أن تتزوج المرأة المسلمة ابتداء من رجل كتابي (يهوديا كان أم مسيحيا)، لان تحريم زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي من الأمور التي استقر عليها الإسلام، منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.

وتابع القرضاوي قائلا: في الحقيقة ان فتوى الترابي هذه قديمة متجددة سمعتها منه وهو في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1975، وراجعته فيها وفسرها لي في ذلك الوقت، بأنه لا يقول إن المسلمة لا تتزوج ابتداء من رجل كتابي، ولكنه يقصد المرأة غير المسلمة التي تعتنق الإسلام وهي متزوجة من رجل كتابي يجوز لها البقاء مع زوجها غير المسلم، ولكنه لم يقصد أن تتزوج المرأة المسلمة من غير المسلم ابتداء ولم أوافقه على هذه الفتوى، ولكن بعد ذلك قرأت أن الإمام ابن القيم الجوزية ذكر في مثل هذه المسألة تسعة أقوال في أحكام أهل الذمة، ومنها أقوال تجيز للمرأة أن تبقى مع زوجها الكتابي، ومنها من قال أن نكاحهما يبقى حتى يفرق بينهما السلطان.