هجمات بالأسلحة البيضاء على مصلين في ثلاث كنائس بالإسكندرية

مقتل قبطي.. والأمن أعلن أن المهاجم مختل عقليا.. وراعي كنيسة يستغيث بنائب الإخوان

TT

لقي قبطي مصري مصرعه وأصيب عدد من الأقباط اثر عملية طعن بالأسلحة البيضاء تعرض لها مسيحيون مصريون في ثلاث كنائس بالإسكندرية أمس.

وأكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي أن شخصا واحد هو الذي قام بالهجمات ووصفته بأنه مضطرب نفسيا، لكن شهود عيان قالوا إن ثلاثة أشخاص هاجموا في وقت متزامن ثلاث كنائس في مناطق سيدي بشر والحضرة وجناكليس.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن آلاف المسيحيين الذين توافدوا على الكنائس فجر أمس للصلاة استعدادا لإنهاء صومهم الكبير الذي استمر 40 يوما، تعرضوا للطعن من مجهولين يرتدون ملابس رثة ويحملون سيوفا، حيث لقي شخص مصرعه وأصيب آخرون قالت الشرطة إنهم 5 فيما قال شهود عيان إن 17 شخصا أصيبوا خرج 12 منهم من المستشفيات، فيما لا يزال خمسة يتلقون العلاج من جروح نافذة. وحسب البيانات الرسمية أصيب ثلاثة في كنيسة مار مرقص بسيدي بشر وتوفي آخر يدعى نصحي عطا جرجس ويبلغ 80 عاما، فيما اصيب 3 آخرون في كنيسة بمنطقة الحضرة، فيما لم يصب أحد في الهجوم الذي تعرض له المصلون في كنيسة ثالثة بمنطقة جناكليس.

وقال محافظ الإسكندرية اللواء عبد السلام محجوب إن شخصا واحدا يدعى محمود صلاح الدين عبد الرازق ويعمل في سوبر ماركت، هو الذي اعتدى على المصلين في كنيسة مارجرجس بالحضرة وأصاب ثلاثة قبل أن يجري مندفعا نحو كنيسة القديسين بالمنتزه ليصيب ثلاثة آخرين قبل أن تلقي أجهزة الأمن القبض عليه، مشيرا إلى استقرار الأوضاع في الإسكندرية، حيث فرضت الأجهزة الأمنية طوقا أمنيا حول الكنائس التي تعرضت للاعتداء. وهو ما أكده أيضا رئيس مباحث الاسكندرية اللواء محمد ثعلب لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن قوات الأمن ضبطت المتهم أثناء محاولته اقتحام الكنيسة الثالثة.

وقال مراسل «الشرق الأوسط» في الإسكندرية إن عدة آلاف من المسيحيين احتشدوا في الشارع المواجه لكنيسة القديسين في سيدي بشر وافترشوا الشوارع، وحاول نائبان من الحزب الوطني الحاكم والإخوان المسلمين هما علي سيف ومصطفى محمد تهدئة المحتجين وفض اعتصامهم، لكن محاولاتهم باءت بالفشل.

وقال صابر أبو الفتوح نائب جماعة الاخوان المسلمين بدائرة الحضرة لـ«الشرق الأوسط» إنه تلقى اتصالا هاتفيا في الثامنة من صباح أمس من الأنبا صليب راعي كنيسة المستشفى الروماني أبلغه خلاله أن أحد الأشخاص اقتحم الكنيسة حاملا سيفا وقام بالاعتداء على المصلين من الأقباط. وأشار نائب الإخوان الذي كان موجودا بموقع الحادث الى أنه توجه على الفور إلى موقع الكنيسة وفوجئ بالشخص المعتدي يخرج من الباب بصحبه ثلاثة آخرين يحملون أسلحة بيضاء. موضحا أن ما حدث كان أمام قوات الأمن المسؤولة عن تأمين الكنيسة التي لم تتدخل.

من جهتها، أدانت منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان الحادث وقالت في بيان أصدرته أمس إن ما حدث من اعتداءات على المصلين الأقباط يعد انتهاكا لحقوق الإنسان والمواطنة، ويأتي في إطار ما وصفه البيان بمخطط ضرب الوحدة الوطنية بين نسيج المجتمع المصري مسلمين وأقباطا.

واتهم نجيب جبرائيل، المحامي ومدير المنظمة، الأمن بالتواطؤ مع منفذي الحادث وقال لـ«الشرق الأوسط» انهم أبلغونا أن من قام بالاعتداء شخص مختل عقليا، وهي أكذوبة لم يعد يصدقها الرأي العام. واشار جبرائيل إلى أن مرتكب الحادث خرج وسط قوات الأمن المكلفة حراسة الكنيسة، دون أن يتعرضوا له.

وقالت وزارة الداخلية المصرية إنه تبين قيام محمود عبد الرازق صلاح الدين حسين بسابقة تعدي بالسب على بعض المواطنين أمام كنيسة ماري جرجس بالحضرة والمترددين عليها، كما يشار إلى انه مشهور عنه عدم الاتزان النفسي وانه تلقى العلاج لدى العديد من الأطباء النفسيين.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن أجهزة الأمن في محافظة الإسكندرية قامت بإجراءات احترازية لتأمين الكنائس ومنع وقوع أية صدامات بين المسلمين والمسيحيين في المدينة.

وقتل ثلاثة مسلمين وجرح أكثر من 80 من بينهم 20 شرطيا في أكتوبر(تشرين الاول) من العام الماضي، إثر تظاهرات قام بها مسلمون احتجاجا على عرض مسرحية داخل كنيسة مارجرجس في حي محرم بك بالإسكندرية، احتجاجا على ما قالوا إنها تسيء إلى الإسلام، كما طعن شاب مسلم في نفس التوقيت راهبا أمام الكنيسة وأصاب رجل الأمن الذي حاول مطاردته قبل أن تلقي أجهزة الأمن القبض عليه.