أشهر المدن الكوزوموبوليتانية تسقط في فخ الفتنة الطائفية

بداية دموية لأسبوع الآلام في الإسكندرية

TT

في عام 332 قبل الميلاد بنى الإسكندر المقدوني مدينة الإسكندرية لتكون عاصمته التي لا تغرب عنها الشمس، لكن شمس الاسكندر غربت وهو في ريعان الشباب ليترك مدينة أصبحت فيما بعد، ولعدة قرون، أشهر المدن الكوزموبوليتانية التي تعيش فيها حضارات مختلفة ومنفتحة على كافة الثقافات والأجناس.. لكن هذه الصيغة بدأت في التراجع تحت معاول التطرف الذي جعل الإسكندرية وخلال خمسة أشهر مسرحا لصدامات بين مسلمين وأقباط على غير طبيعة المدينة التي بدأ منها الكرسي البابوي المصري.

ويرجع أقباط في الإسكندرية حالة الاحتقان إلى المد الذي تعيشه جماعة الاخوان المسلمين في المدينة وحصولها على 8 مقاعد من مقاعدها النيابية في الانتخابات الأخيرة، غير أن مسلمين يرون أن الاحتقان سببه إجراء الصلوات في الكنائس يوم الجمعة مع صلاة المسلمين بدون مبرر. ويرد الأقباط بأن صلاة الجمعة الحالية في الكنيسة تنهي الصيام الأكبر الذي استمر 40 يوما يبدأ بعده أسبوع الآلام الذي مر به السيد المسيح في آخر أسبوع في حياته وينتهي بعيد القيامة الذي يعد العيد الأكبر عند المسيحيين. النائب الأول للمرشد العام للجماعة الدكتور محمد حبيب استنكر الاعتداء على كنائس الإسكندرية وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هذا العمل مدان وهو ضد قيم ومبادئ الإسلام ويصب في خانة ضرب استقرار وأمن الوطن، وهو لا يخدم سوى اعداء وخصوم الوطن.

ونفى حبيب تحول الإسكندرية إلى بؤرة فتنة طائفية وقال «إنها من القديم موطن مستقر وهادئ للجميع ولم نعهد عليها مثل هذا التوتر إلا في حالات عارضة» نافيا أن يكون الصعود والتنامي الأخير للإخوان هو سبب التوتر، وقال «هذا تفسير جاهل ويعبر عن عدم فهم أو وعي لأن تنامي دور الإخوان يؤدي إلى الاستقرار أو الاطمئنان لأنهم أصحاب فكر وسطي معتدل ومن شأنه انتزاع أي حالة توتر أو احتقان».

وكان الدكتور جرجس كامل، أحد النشطاء والكتاب الاقباط، قد أرجع توتر الأوضاع في الإسكندرية إلى تنامي دور ووضع التيار الإسلامي بعد فوز الإخوان بـ 8 مقاعد برلمانية في الإسكندرية، وقال ان هناك حالة من القلق والترقب والخوف داخل الأوساط القبطية من هذا الوضع، كما ان أكبر تمثيل للإخوان المسلمين هو في الإسكندرية حيث أصبحت هناك مناطق توتر مثل السيوف والحضرة وغيط العنب.

ونفى كامل أن يكون ضمن الاسباب تنامي الدور التنصيري في الإسكندرية وقال «الإسكندرية لا يوجد فيها تنصير» وأضاف «يوجد في اماكن اخرى منها القاهرة، ولكن الإسكندرية بعيدة عن ذلك» لافتا إلى ان «صلاة الجمعة لدى الأقباط موجودة مع نشأة الكنيسة وليست حديثة كما يدعي البعض»، مشيرا إلى أن صلاة الاقباط تنتهي قبل بدء صلاة الجمعة لدى المسلمين.

واعتبر الأنبا اغطونيوس فؤاد، أحد رعاة الكنيسة في الإسكندرية، أن ما حدث تصرف فردي لا يمثل اتجاها عاما، وقال «نحن نعيش في الإسكندرية وعهدناها هادئة ومستقرة وليس بها نعرات طائفية» مؤكدا أنه يجب الانتظار حتى تكشف التحقيقات الحقائق الكاملة.