الأديب لـ«الشرق الأوسط»: ترشيحي بديلا للجعفري اقترح من خارج «حزب الدعوة»

فؤاد معصوم: سنرضى بأي مرشح.. والنفق يقترب من نهايته

TT

دخلت العملية السياسية في العراق نفقا آخر وصراعات جديدة حول المناصب السيادية. وقبل ان يحسم الائتلاف العراقي الموحد بزعامة عبد العزيز الحكيم معركة رئيس الحكومة، اشتعلت معركة أخرى هي معركة المناصب الرئاسية ونوابهم، خاصة بعد ان كانت جبهة التوافق العراقية برئاسة عدنان الدليمي قد فجرت أولى المفاجآت أول من امس بالاعتراض على ترشيح الدكتور أياد علاوي رئيس القائمة العراقية الوطنية لمنصب نائب رئيس الجمهورية، لا سيما ان التوافق كانت قد دخلت قبل أشهر في ائتلاف استراتيجي مع العراقية الوطنية.

وإذا كان مشهد الجولة الاولى من الصراع على المناصب قد احتل واجهتها ابراهيم الجعفري باعتباره مرشح الائتلاف لمنصب رئاسة الحكومة، فان رواد واجهة المشهد الثاني من هذا الصراع كثر، يأتي في مقدمتهم علي الاديب المرشح البديل عن الجعفري لرئاسة الحكومة، والدكتور اياد علاوي الذي رشحته قائمته العراقية الوطنية لإشغال منصب نائب رئيس الجمهورية، وطارق الهاشمي مرشح التوافق لمنصب رئاسة مجلس النواب وعدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق المرشح لمنصب نائب رئيس الجمهورية.

ويبدو الدكتور فؤاد معصوم من التحالف الكردستاني أكثر تفاؤلا بهذه المرحلة وبدخولها الى هذا النفق الذي وصفه بـ«النفق غير الطويل»، لكن على حد تعبير قيادي في الائتلاف من المستقلين، فان الامور حتى الآن باقية على حالها طالما ان الجعفري لم ينسحب او لم يتم سحب ترشيحه كرئيس للحكومة الجديدة.

التأكيدات التي رشحت القيادي في حزب الدعوة علي الأديب لم ينفها أحد، كما أن أحدا لم يؤكدها، حتى هو نفسه (الأديب) اعتبرها «غير رسمية».

وقال الأديب في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه ببغداد أمس، ان «ما ورد عن ترشيحي لرئاسة الحكومة الجديدة هو مجرد مقترحات جاءت من خارج حزب الدعوة، والائتلاف ما يزال يبحث عن اسماء بديلة لرئيس الحكومة في حالة انسحاب الجعفري من تلقاء نفسه او في حالة سحب ترشيحه من قبل الائتلاف»، مشيرا الى ان «الجعفري ومن الناحية الرسمية هو ما يزال المرشح الوحيد لمنصب رئيس الحكومة».

وأضاف الأديب أن «هناك اسماء مقترحة كثيرة مثل جواد المالكي او غيره، لكنها تبقى مجرد آراء ما لم يتم ترشيحها رسميا»، مشيرا الى اننا «يجب ان نتحدث عن البدائل في حال انسحاب الجعفري، وما دام انه لم ينسحب فكل ما قيل ويقال غير رسمي».

وأوضح الأديب أن مسألة ترشيح رئيس للحكومة القادمة يحتاج الى اجماع في الائتلاف، وإذا لم يتم الاتفاق فسوف يعقد اجتماع قيادي في الائتلاف لإجراء التصويت على المرشحين».

يذكر أن الأديب خريج جامعة بغداد ضمن الاختصاصات الانسانية، درس الاعدادية في مدينة كربلاء وتعين مدرسا في نفس المدينة.

وقال عدنان الدليمي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه أمس «بخصوص ترشيح الاديب فلا اعتراض لنا عليه ولن نعترض على أية شخصية أخرى تثبت وطنيتها».

وحول عدم موافقتهم على ترشيح علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية، قال الدليمي ان «منصب نائب رئيس الجمهورية للسنة العرب وعلاوي ليس من السنة العرب، بل هو لا يمثل الشيعة ولا السنة ولا الاكراد، ونحن استغربنا ان تتجرأ العراقية وتطلب هذا المنصب، وهم يعرفون انه ليس من حقهم بل من حقنا نحن».

واعترف الدليمي بمبدأ المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب وقال «نعم هذا المبدأ هو السائد الآن فلماذا لا نتمتع بهذا الحق».

من جهته، قال معصوم ان «التحالف الكردستاني سيقبل بأي مرشح عن الائتلاف بدلا عن الجعفري، ونحن موافقون على كل الترشيحات للمناصب الرئاسية بمن فيهم علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية».

وأضاف معصوم «أن الأمور بدأت تمضي قدما في الآونة الاخيرة، ولم يبق أمامنا سوى أن يسحب الجعفري نفسه ليعلن الائتلاف عن اسم المرشح الجديد»، مشيرا الى ان «جلسة مجلس النواب ستعقد اما يوم الخميس او الأحد القادم».