رفسنجاني: الخليج لن يساند هجوما أميركياً علينا.. والتخصيب مستمر

الخرافي: شخصيا لا أشعر بقلق من البرنامج النووي الإيراني

TT

اعلن الرئيس الايراني الأسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني في الكويت ان الدول الخليجية لن تساند واشنطن في حال قررت شن «هجوم» على ايران لوضع حد لبرنامجها النووي، واستبعد «ان يدخل الأميركيون في مثل هذه الورطة». كما شدد على ان بلاده لن توقف برامج تخصيب اليورانيوم التي بدأتها الاسبوع الماضي. وقال رفسنجاني الذي يرأس ايضا مجمع تشخيص مصلحة النظام، وهو من الهيئات الاكثر نفوذا في نظام الجمهورية الايرانية في تصريحات للصحافيين امس ان «الدول الخليجية لن تساند الولايات المتحدة في شن هجوم على ايران». وأضاف رفسنجاني وهو في طريقه الى البرلمان الكويتي «ان الكلام عن الهجوم الاميركي على ايران هو كلام عار عن الصحة، واننا على يقين بان الاميركيين لن يدخلوا مثل هذه الورطة». وقال رفسنجاني الذي كان يتحدث عبر مترجم «لكن اذا تعرضت ايران لأي اعتداء.. فان للحرب عواقبها». كما شدد على ان بلاده ستستمر في تخصيب اليورانيوم. وأضاف ردا على سؤال بشأن نجاح ايران في تخصيب اليورانيوم ان «الجمهورية الايرانية لا تنوي التوقف.. الجمهورية الايرانية تريد أن تستمر في طريقها».

وفي مسعى لتهدئة المخاوف من النشاطات النووية لبلاده، قال رفسنجاني ان البرنامج النووي لايران سيلتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي وسيخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف «هذه معاهدة شاملة والطرق لاي انتهاك مسدودة». والتقى رفسنجاني امس امير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح. ثم توجه الى البرلمان حيث التقى رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي الذي قال انه لا يشعر بالقلق إزاء البرنامج النووي الايراني وازاء التوتر بين طهران والغرب. وقال الخرافي «شخصيا لا اشعر بقلق» من البرنامج النووي الايراني «لأنني اعتقد ان الجهد الذي يبذل هو لاشياء سلمية». وأضاف «اتكلم من منطلق شخصي. لا ارى حتى هذه اللحظة ما يخيف». لكنه طالب الايرانيين بان يكون برنامجهم النووي شفافا وباعطاء تطمينات لدول المنطقة. اما النائب النافذ، محمد جاسم الصقر، فأعرب عن مزيد من القلق لدى الخليجيين، معتبرا ان «التطمينات الشفهية لا تكفي». وقال الصقر الذي يرئس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الكويتي «لا شك ان هناك قلقا ليس في الكويت فقط بل في الخليج. رغم ان الايرانيين يطمئنوننا إلا ان هذا القلق مشروع». وأضاف ان «التطمينات الشفهية لا تعني شيئا، يجب ان تكون على ارض الواقع. الايرانيون يصعدون يوميا، وهذا أمر مرعب ليس فقط بالنسبة للمجتمع الدولي لكن ايضا اقليمياً». وقد بدأ رفسنجاني اول من امس زيارة الى الكويت في مسعى لتبديد مخاوف دول الخليج العربية ازاء البرنامج النووي الايراني، وذلك اثر اعلان طهران البدء في تخصيب اليورانيوم. ومن ناحيته، قال عبد الرحمن العطية، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، للصحافيين في اليمن امس ان الخليجيين يشعرون بالقلق من برنامج ايران النووي. وجدد العطية ثوابت الموقف الخليجي المعلن في حق أي دولة في استخدام الطاقة النووية في الاغراض السلمية، منوها بأن القلق الخليجي في هذا الصدد يرتكز على اعتبارات قرب موقع مفاعل «بوشهر» الايراني من دول الخليج، وهو ما يمثل خطرا في حال اساءة استخدام التقنية النووية من قبل طهران. كما اعرب عن تطلعات دول الخليج لان تكون الخيارات السلمية للأزمة الحالية في المنطقة هي المخرج الآمن. وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح قد اعتبر في تعليق بعد ساعات من إعلان ايران تخصيب اليورانيوم ان البرنامج النووي الايراني يجب ان يخضع لضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتخشى الكويت حدوث «كارثة بيئية» تهدد مواردها المائية. ويرى خبراء ان الكويت التي تعتمد في مواردها المائية على تحلية مياه الخليج ستتعرض لأضرار فادحة في حال تلوث هذه المياه. كما تخشى الكويت من انعكاسات تصعيد الوضع بين ايران والمجتمع الدولي عليها. كما اعربت دول خليجية اخرى عن قلقها ازاء البرنامج النووي لطهران ومخاطر «مفاعل بوشهر» النووي «القريب من الدول الخليجية اكثر منه الى أي من المدن الايرانية الكبيرة». ودعت الدول الخليجية تكرارا الى جعل المنطقة «خالية من اسلحة الدمار الشامل». وقد امهل مجلس الامن ايران حتى 28 ابريل (نيسان) لتعليق انشطتها المرتبطة بتخصيب اليورانيوم.