أميركا: دعوات لإجراء مفاوضات «مباشرة» مع إيران حول الخلاف النووي

طهران تدعو اجتماع موسكو لتجنب لغة التهديد > اليابان وباكستان تطالبان بحل دبلوماسي

TT

في تطور هام، حث رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الاميركي، التي تتمتع بنفوذ كبير في مجلس الشيوخ، ريتشارد لوغار، الولايات المتحدة على إجراء «مفاوضات مباشرة» مع إيران لحل الازمة المستمرة حول برنامجها النووي. ويأتى ذلك عشية اجتماع على جانب كبير من الاهمية في موسكو بين أميركا والاتحاد الاوروبي والصين وروسيا حول الملف النووي الايراني. وقال السناتور الجمهوري لوغار في مقابلة مع تلفزيون «ايه.بي.سي»، ليل أول من أمس، ان إجراء محادثات مع ايران ربما يكون «مفيدا» لكسر الجمود في أزمة الملف النووي الايراني.

وأضاف: «أصبح الايرانيون الآن جزءا من الدول النافذة في مجال الطاقة. ومن الواضح ان علاقاتهم مع الهند والصين وغيرها من الدول، حساسة للغاية». وتابع: «يجب أن نتحدث في هذه المسألة»، مضيفا ان اي محادثات مع ايران حول برنامجها النووي يمكن أن تتم جنبا الى جنب مع أي محادثات مستقبلية حول العراق. وقال لوغار، وهو جمهوري، انه من السابق لأوانه السعي لفرض عقوبات ضد ايران بسبب رفضها وقف أنشطتها النووية. وأضاف ان «الايرانيين جزء من صورة الطاقة»، مشيرا إلى أنه سيكون «من المفيد» لأميركا إجراء محادثات مباشرة معها. ووافقه السناتور الديمقراطي البارز، ايفان بايه، الرأي في حديث في البرنامج نفسه. وقال بايه ان إجراء محادثات مع ايران قد يقود الى انفراج، وأضاف: «لا اعتقد اننا سنخسر شيئا اذا ما فتحنا حوارا معهم». الا انه قال «ولكن يجب الا تكون لدينا كذلك اي اوهام، فالايرانيون مصممون. وقد اتخذوا قرارا استراتيجيا بأنهم يريدون الحصول على اسلحة نووية. ولا اعتقد انهم سيستجيبون للكلام فقط». وأضاف: «اعتقد ان علينا ان نتابعهم بالقدر الممكن لنظهر لهم ان هناك ثمنا يجب ان يدفعوه اذا ما استمروا في ذلك الطريق». وكانت العلاقات بين طهران وواشنطن قد قطعت في اعقاب الثورة الايرانية عام 1979.

إلى ذلك، ذكر التلفزيون الايراني، أن الحكومة الايرانية دعت أمس الدول المشاركة فى اجتماع موسكو إلى أن يكونوا «متعقلين». وقال علي لاريجاني، كبير المفاوضين الايرانيين، لشبكة «خبر» الاخبارية: «نطالب المشاركين في اجتماع موسكو أن يتبنوا منهجا عقلانيا، وأن يتجنبوا تكرار التهديدات».

وكانت روسيا دعت الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبي لمباحثات جديدة حول البرنامج النووي الايراني في موسكو اليوم. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية (إسنا) عن لاريجاني القول «إذا كانت المقترحات عقلانية وتعكس رؤية، فإن إيران قد تقبل بإحداها»، من دون أن يعطي تفاصيل. وقال لاريجاني مشيرا إلى الدعوة التي وجهتها الاسبوع الماضي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس إلى مجلس الامن لفرض «عقوبات» ضد إيران «انتهى عهد التهديدات. إنها لن تغير من الموقف الايراني». وعلى صعيد ذى صلة، شكك زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان للاذاعة الاسرائيلية العامة، في فرص تحرك دولي ضد ايران، داعيا اسرائيل الى «استخلاص العبر من تاريخ الحرب العالمية الثانية والتحرك بمفردها». وقال ان «اوروبا ضعيفة جدا كما كانت في مواجهة النازية في الثلاثينات (من القرن الماضي) والادارة الاميركية تعاني من تراجع شعبية الرئيس جورج (بوش) بسبب مضاعفات الاميركيين في العراق».

من ناحيتها، دعت باكستان إلى إيجاد حل «سلمي» للازمة بين واشنطن وطهران. وقالت تسنيم اسلام، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية في أسلام اباد امس «بغض النظر عما تقوله إيران من أنه باتت لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم، فإن موقف باكستان في هذا الشأن لم يطرأ عليه تغيير.لا بد من تسوية الازمة سلميا عبر الحوار».

وفى طوكيو، ذكر مسؤول ياباني امس ان طوكيو سترسل مبعوثا الى ايران في نهاية الشهر الحالي لحثها على وقف نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم. وذكر مسؤول في وزارة الخارجية ان «اليابان ستبحث مسألة البرنامج النووي الايراني وتؤكد على طلبها وقف برنامج تخصيب اليورانيوم». وسيشارك مسؤول من وزارة الخارجية في المحادثات التي لم يحدد موعدها أو تفاصيلها بعد، بحسب المسؤول.