بيريس: الفلسطينيون ارتكبوا أخطاء فادحة.. لكن الإسرائيليين لم يكونوا أبرياء

في افتتاح أعمال الكنيست الإسرائيلي الجديد

TT

الفلسطينيون أضاعوا الكثير من الفرص للتقدم في مسيرة السلام، وارتكبوا أخطاء فادحة في التعامل مع اسرائيل، خصوصا في تنفيذ العمليات، ولكننا، نحن الاسرائيليين، أيضا لسنا بريئين وارتكبنا أخطاء وحماقات»، بهذه الكلمات افتتح شيمعون بيريس، رئيس الحكومة الاسرائيلية ووزير الدفاع والخارجية الأسبق، جلسة الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الأولى أمس، التي ترأسها بيريس كونه عضو الكنيست الأكبر سنا.

واضاف بيريس، ان العديد من القيم السلبية تسرب الى المجتمع الاسرائيلي خلال العقود الأخيرة، بدءا بالفساد وحتى التعامل العنصري مع العرب والعداء الأعمى للفلسطينيين والعرب. وقال: على اسرائيل أن تدرك أنها ليست مجرد اطار جغرافي سياسي، بل هي مجموعة قيم. فإذا لم تحفظ هذه القيم وتلائم نفسها مع شعوب الأرض المتحضرة، لن تصمد. ودعا الى التمسك بقيم السلام بالذات وعدم الانجرار وراء أوهام اليمين المتطرف وبقية اليائسين من امكانيات السلام. وقال: الانتخابات الأخيرة جلبت الى الحكم في اسرائيل أكثرية ممن يؤيدون العملية السلمية. ولكن الانتخابات الفلسطينية جلبت الى الحكم هناك أكثرية معادية للسلام ولا تعترف بوجود اسرائيل. ومع ذلك فإنه لا يضيع الأمل بالسلام، لأنه واثق من ان الغالبية الساحقة من الفلسطينيين تؤمن بالسلام وتوافق على شروط الرباعية الدولية لتحقيقه (يقصد الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول الاتفاقات الموقعة بين اسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني). وكان الكنيست الجديد قد التأم، أمس، في جلسة احتفالية الغرض منها تأدية قسم الولاء لاسرائيل. وقد ورد اقتراح بالغاء المظاهر الاحتفالية للجلسة بسبب عملية التفجير في تل أبيب، إلا ان الغالبية رفضت هذا التوجه، باعتبار ان «علينا الا نحقق رغبة الارهابيين الفلسطينيين في تشويش حياتنا الديمقراطية». وقد خطب في الجلسة اضافة الى بيريس كل من رئيس الدولة، موشيه قصاب، ورئيس الوزراء، ايهود اولمرت، فتطرقوا جميعا الى تلك العملية فاستنكروها وشدوا على أيدي قوات الجيش، التي سترد عليها وهاجموا الحكومة الفلسطينية برئاسة «حماس»، التي لم تتفوه بكلمة ضد العنف، بل انها توحي للتنظيمات الفلسطينية المسلحة بانها طليقة اليد في تنفيذ المزيد من العمليات. وانتقد قصاب دول العالم، التي اعتبرت الانتخابات الفلسطينية ديمقراطية، فقال ان الانتخابات التي تشارك فيها حركة معادية لاتفاقات اوسلو الدولية ليست انتخابات ديمقراطية، بل هي خطوة نحو الابتعاد عن الديمقراطية وعن السلام. كما انتقد العالم الذي لم يدرك بعد أن الحركات الأصولية الاسلامية في العالم أجمع، عموما، وفي العالم العربي، بشكل خاص، تستغل كل مظاهر التقدم الحضاري أدوات لتقدم مسيرتها الرجعية الارهابية الظلامية. فهي تستغل الديمقراطية لكي تقمع الديمقراطية عند وصولها الى الحكم، كما فعلت في ايران وأفغانستان. وهي تستخدم التكنولوجيا والعلوم من أجل تغذية العمليات الارهابية.