فلسطيني باع منزله لآخر في جبل الزيتون.. فاعتبِرَ خائنا ودفع حياته ثمناً

صفقة عقارية في القدس.. تختتم بالدم

TT

القدس الغربية ـ رويترز: بالنسبة لعائلة ابو الهوا كانت عملية بيع طابقين من منزلها بمنطقة جبل الزيتون في القدس مشروعة تماما. فقد باع محمد ابو الهوا الطابقين لرجل اعمال فلسطيني قبل نحو عام، حسبما يقول شقيقه محمود، وحصل مقابل ذلك على 650 الف دولار. وابتاع محمد بالأموال منزلا آخر في منطقة جبل الزيتون المطلة على الحي القديم في القدس.

لكن قبل نحو اسبوع، عثر على محمد جثة هامدة مصابا بأعيرة نارية الى جانب سيارته المحترقة على طريق قرب اريحا. وقال محمود ان اخاه اعتبر خائنا لبيعه ممتلكاته ليهود، ولذا اطلق عليه النار سبع مرات.

وقال محمود، وهو جالس مع زوجة اخيه وباقي افراد العائلة، حدادا على محمد، «شاهدت الجثة. واضطررت للتعرف عليه». ومن المقرر أن ينتقل اسرائيليون للعيش في طابقي المنزل العلويين. ويقر محمود بأن الطابقين ملك الآن لاسرائيليين، لكنه يقول انه يملك دليلا على أن اخاه باعهما في الاساس لفلسطيني. وبِيعَ الطابقان الى عدد من الأشخاص بهدف الربح وانتهى بهما الأمر في يد منظمة «ايلاد»، وهي مجموعة اسرائيلية لا تهدف للربح، يقول محمود، لأنها دفعت عشرة ملايين دولار للحصول على ذلك.

وعلى مدى أعوام، سعت «إيلاد» ومانحوها الأثرياء الى شراء أملاك في القدس الشرقية وتوطين مستوطنين هناك، مما أدى الى حدوث تغيير في التوازن السكاني. ولطالما كان جبل الزيتون المطل على اقدس المواقع في القدس، وهو الحرم الشريف الذي يطلق عليه اليهود جبل الهيكل، هدفا أساسيا لمطامح «ايلاد».

ولم تكن هذه الصفقة اول مرة يبيع فيها عرب املاكاً ليهود، سواء بشكل مباشر او غير مباشر، لكن سكان جبل الزيتون قالوا انها المرة الاولى التي يحدث فيها ذلك في منطقتهم الأثرية. ونتيجة لذلك، انقلب السكان على عائلة ابو الهوا رغم انها من أعرق العائلات وأكثرها ثراء في المنطقة.

وعندما حاول أقرباء محمد دفنه في مدفن جبل الزيتون يوم الجمعة الماضي منعهم السكان من ذلك. واضطرت العائلة الى دفنه خارج أريحا بدلا من ذلك. وقال محمود «عائلتنا تعيش في جبل الزيتون منذ 350 عاماً. شقيقي الآن يدفن في مكان آخر. سكان هذه القرية لا يفهمون». وعندما سئل محمود عمن يعتقد انه قتل أخاه، أجاب أنه غير متأكد، مضيفا أن مسلحين من حركة فتح ضغطوا على أخيه في الاسابيع الاخيرة، وان أخاه زار قادة فتح في رام الله واريحا محاولة منه لإثبات انه باع لفلسطيني.

واشار محمود الى احتمال أن يكون احد الوسطاء الذين تولوا أمر الصفقة دبر امر مقتله لضمان ألا يُتعرف عليهم. ويضيف أن ثلاثة وسطاء في الاقل بينهم رجل اعمال اردني تولوا أمر هذه الصفقة. وفي ظل الشكوك والحيرة، يبقى أمر واحد فقط واضحا في ذهن محمود، وهو انه ليس من المعقول أن يكون أخوه باع طابقين من المنزل لإسرائيليين ليشتري منزلا آخر في منطقة جبل الزيتون، فهذا يصل الى حد الانتحار.

ويقول «عندما تبيع لاسرائيليين لا تبق هنا.. بل اهرب الى أوروبا أو الولايات المتحدة.. لو اراد محمد لكان باع بعشرة ملايين دولار وفرَّ من البلاد لكنه لم يفعل بل بقي في جبل الزيتون».