تقرير حكومي هولندي عن المهاجرين المغاربة: فشل في التعليم.. وانخراط في عالم الجريمة

أعضاء في الجالية يعتقدون بأن العنصرية وراء كثير من النقاط الواردة فيه

TT

اشرفت السلطات المحلية في امستردام على دراسة نفذها مكتب الاحصاء والابحاث، للتعرف على اوضاع الجالية المغربية في العاصمة الهولندية، واعدت تقريرا عن نتائج تلك الدراسة لعرضها أمام السلطات المعنية في وقت لاحق. وتضمن التقرير الاشارة الى ان عدداً من الاطفال المغاربة يولدون في ظروف صعبة، لعائلات فقيرة تعيش في منازل صغيرة في احياء من المدينة تقطنها غالبية من المغاربة تواجه فرصاً صعبة في التعليم، وصعوبة في الحصول على فرص للعمل.

وتضمن التقرير علامات تشاؤم عدة في شأن مستقبل ابناء الجالية المغربية من الجيل الثالث. ويشير التقرير، الذي نشرت صحيفة «تراو» الهولندية اجزاء منه، الى ان من غير المتوقع ان تشهد اوضاع المغاربة من الجيل الثالث اي تحول الى الافضل، مقارنة باوضاع ابناء الجيل الثاني منهم.

ويتناول احد اعضاء فريق البحث الذي اجرى الدراسة بعض ما جاء في التقرير، ويقول «انه من الصعب الجزم بان الانخراط في عالم الجريمة من جانب عدد من ابناء الجالية المغربية هو مسألة منفصلة عن اختيار عدد من الاشقاء في اسرة واحدة للطريق الخطأ والمضي فيه. ويطالب في هذا الاطار من السلطات المحلية والجهات المختصة ان تهتم اكثر بالاطار العائلي اكثر من الاهتمام بشكل فردي بحالات من المتورطين في عالم الجريمة. ويشير التقرير الى ان المغاربة يمثلون اكثر المجموعات السكانية في البلاد نموا، من حيث عدد المواليد، وان هناك زيادة سنوية في نسبة المواليد بين الاسر المغربية المقيمة في امستردام، مقارنة بمجموعات سكانية اخرى، وان 25% من العائلات المغربية تضم اكثر من اربعة او خمسة اطفال، وفي نفس الوقت تشير الدراسة الى ارتفاع نسبة الطلاق بين ابناء الجالية المغربية. كما اشارت الى ان ربع المغاربة يعتمدون على المعونات الحكومية الشهرية. وفي مجال التعليم رأت الدراسة ان 30% من الاطفال لا يحصلون على الدرجات المناسبة، التي تضمن لهم الاستمرار في العملية التعليمية. كما ان هناك تزايدا في عدد الطلاب الذين يواجهون صعوبة في الدراسة خلال المرحلة الاعدادية. كما ان ما يزيد عن نصف الشبان المغاربة في المرحلة السنية ما بين 17 عاما الى 23 عاما ربما يتركون العملية التعليمية او لا يحصلون على الشهادات النهائية للدورات الدراسية او التدريبية التي تضمن لهم فرصا في سوق العمل. ولكن في الوقت نفسه يشير التقرير الى تزايد اعداد المغاربة الذين وصلوا الى مراحل متقدمة من التعليم، خلال السنوات الماضية بالمقارنة بالفترة الماضية. وحول ما جاء في التقرير استطلعت «الشرق الاوسط» آراء عدد من رموز المغاربة المقيمين في هولندا، ورفض معظمهم عددا من النقاط الواردة فيه. ويقول محمد الشروطي رئيس اتحاد المساجد المغربية في امستردام «غير صحيح ان هناك سياسة لإسكان المغاربة في احياء فقيرة، لانهم موزعون في مختلف انحاء امستردام، ولا توجد احياء خاصة بهم. كما ان هناك البعض الذي يسكن في احياء غنية خارج حدود العاصمة وداخلها، وهناك طبعا عدد من المغاربة يعيشون في بعض الاحياء الاقل مستوى». وعن فرص المغاربة في التعليم والعمل يقول المغربي الشروطي، ان العنصرية تلعب دورأ كبيراً في هذه المسائل. وعن فشل المغاربة في التعليم الابتدائي او الاعدادي يقول «ان الامر في البداية مختلف حيث نسمع من الاساتذة اشادة بمستوى الطفل او التلميذ في المراحل الاولى، ولكن تحدث المشكلة من جانب الموجهين او المعلمين الذين يوجهون هؤلاء الصغار خلال المرحلة الاعدادية، كي يتجهوا الى التعليم الفني او التقني ويفضلون لهم المدارس المهنية، على اعتبار انهم اجانب». اما عن ارتفاع نسبة المواليد في الاسر المغربية قال «هذا الامر كان موجودا قبل 6 سنوات، اما الان فهناك تراجع، وبعد ان كان المغاربة يحتلون المرتبة الاولى قبل الاتراك في نسبة المواليد المرتفعة انخفض العدد وتراجع ذلك». اما عن الربط بين التفكك الاسري وارتفاع نسبة الطلاق وزيادة اعداد الشبان المنخرطين في عالم الجريمة فيقول «هذه كلمة حق يراد بها باطل والتفكك الاسري في كل المجتمعات يؤدي الى مشاكل، وهو من وجهة نظر البعض احد اسباب الانخراط في عالم الجريمة، ولكن هذا الامر لا يقتصر فقط على المغاربة، بل منتشر بين كل الجاليات وبين الهولنديين انفسهم». واخيرا قال انه بالفعل حدثت زيادة في نسبة المغاربة، الذين وصلوا الى مراحل متقدمة من التعليم، وهذا يثبت ان لديهم الاستعداد للنبوغ واحتلال مراكز مرموقة ولعب دور مهم ومفيد في المجتمع الذي يعيشون فيه.