مدير العمليات بوزارة الدفاع: لا أمن ولا سيادة للقانون في العراق

أحداث الأعظمية تزيد المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة

TT

أقر اللواء الركن عبد العزيز محمد، مدير العمليات في وزارة الدفاع العراقية، بغياب سيادة القانون في بلاده، مشيرا الى ان الجثث التي يتم العثور عليها بين فترة وأخرى هي نتيجة عمليات تصفيات سياسية او الاخذ بالثأر او جرائم عادية.

وقال اللواء محمد متحدثا لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس «علينا ان نتوقع الكثير من بلد ماكو (لا توجد) فيه سيادة للقانون ولا استقرار أمني ونحن بحاجة الى مساعدة المواطنين للإخبار عن الجرائم التي تقع او عن شكوكهم بوجود مسلحين إذ لن نستطيع ان نضع حماية لكل بيت او لكل مواطن، لهذا نحن نطلب باستمرار تعاون المواطنين معنا، وفي الحقيقة هناك تعاون مثمر حاليا وافضل بكثير من السابق».

وتحدث اللواء الركن عن احداث منطقة الاعظمية خلال اليومين الماضيين قائلا «في ساعة متأخرة من فجر (اول من) أمس هاجمت مجموعة ارهابية نقطة سيطرة عسكرية في ساحة عنتر في الاعظمية وتصدت قوتنا للمجموعة واجبرتها على الفرار. في الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم (أمس) عاودت المجموعة الارهابية هجومها على نفس النقطة وتمكنت قوتنا من القبض على اربعة ارهابيين احيلو الى التحقيق»، واشار الى ان آمر اللواء المسؤول عن حماية الاعظمية اجتمع امس مع شيوخ المساجد والوجهاء في الاعظمية لطمأنتهم على استقرار الاوضاع وبحث الجوانب الأمنية معهم».

ونفى اللواء محمد ان يكون المسلحون المهاجمون قد ارتدوا ملابس مغاوير الداخلية او انهم كانوا يحملون مذكرات رسمية للقبض على بعض ابناء الاعظمية، وقال «هذه شائعات هدفها زرع الفتنة بين قوات الجيش والشرطة من جهة وتشويه دور الاجهزة الأمنية امام المواطنين من جهة ثانية. ولنفترض ان بعضهم كان مرتديا بدلات مغاوير الداخلية، رغم انه لم يحدث، فان هذه الملابس تباع في السوق المحلية او يمكن خياطتها هنا، وهذه المجاميع التي تتكون من 10 الى 20 مسلحا كان هدفها زرع الرعب واشعال الفتنة في الاعظمية التي نعتبرها منطقة آمنة».

على الصعيد نفسه نقلت وكالة رويترز عن متحدث عسكري أميركي قوله ان 50 مقاتلا هاجموا القوات العراقية عند منتصف الليل في معركة دامت سبع ساعات قتل فيها خمسة مقاتلين وجرح جندي عراقي.

واحتدم القتال الى درجة جلب تعزيزات أميركية للمنطقة الواقعة في شمال المدينة والتي تضم بعضا من المتشددين من المقاتلين السنة ومسجد ابو حنيفة قرب المكان الذي شوهد فيه صدام حسين على الملأ لآخر مرة قبل اختبائه.

وقال محمد ،28 عاما، من سكان الاعظمية للوكالة «هناك ستة من صفوفنا سقطوا بين جريح وقتيل. قبل نصف ساعة فقط قتل علي برصاص قناص».

واعتبرت الوكالة ان ما جري في الاعظمية أكثر اثارة للقلق من حادث تفجير مرقد الامامين في سامراء في فبراير (شباط) الماضي على الرغم من أن عدد القتلى والجرحى أقل هذه المرة. وقالت «يبدو ان هذا هو النموذج الاول لحرب أهلية شاملة في العاصمة ان لم يكن في العراق بأسره».

وجرأة الهجوم تنذر بالفزع الأمني الذي سيواجه الحكومة الجديدة التي تواجه مقاتلين من السنة قتلوا الآلاف من قوات الأمن والمدنيين الشيعة.

وقال مقاتل اخر «اليوم (امس) عند الظهر اقتربت مجموعة من المجندين من مسجد أبو حنيفة وصعد قناص سطح المبنى، تمكنا من قتله بقنبلة يدوية. ودمرت أنا ثلاثة من مركباتهم بقنابل تزرع على جانب الطريق».

وقال مقاتلون يقيمون الحواجز لرويترز انهم شاهدوا مقاتلين شيعة، يطلقون على انفسهم اسم «جيش حيدر»، يتقدمون نحو مسجد ابو حنيفة من ثلاث اتجاهات.

وقال رجل عرف نفسه فقط باسم ابو بكر انه من ضباط الجيش الذين خدموا في عهد صدام «نتوقع ان يعودوا مرة أخرى».

وجاء وصفه لاحداث الليلة قبل الماضية أكثر مأساوية من رواية الجيش الأميركي. وقال اثناء ما كان يتمركز خمسة حراس مسلحين على احد الطرق الرئيسية المؤدية للاعظمية «رأينا ما بين 100 و150 رجلا يحضرون في سيارات مرتدين الزي العسكري واخرين في ملابس مدنية».

ويتهم زعماء السنة الحكومة التي يقودها الشيعة بالتصريح لفرق قتل بالعمل وينفي الشيعة ذلك.

وقال ظافر العاني، العضو في جبهة التوافق العراقية، أكبر ائتلاف سني في العراق، في مؤتمر صحافي ان ما حدث في الاعظمية عمل شرير من جانب ميليشيات شيعية مدعومة بأفراد من الأمن وقوات الحكومة.