الأمير سلطان: السعودية ليست بحاجة لأسلحة نووية

أشار إلى زيادة إنتاج البترول السعودي إلى 12 مليون برميل وإنشاء وزارة تجارة خارجية إذا دعت الحاجة

TT

أكد الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ان المملكة ليست بحاجة للانضمام إلى نادي التسلح النووي، داعيا إيران إلى الركون للعقل والنأي عن المشاكل. وقال ردا على ما يثار من ادعاءات إعلامية من أن المملكة ستنضم إلى نادي التسلح النووي، وما يجري بهذا الخصوص في المنطقة «نحن في المملكة لسنا بحاجة لها وبالنسبة لايران أملنا بالله سبحانه وتعالى أن تتعقل وتبعد بلدها عن أي مشاكل وتسير بالشكل الذي ينفع بلدها. وليس من المصلحة أن نوضع الآن في موقف ضد إيران بينما إسرائيل تمتلك تلك الأسلحة. ونحن لا نوافق على الأسلحة النووية أو انتشارها، ويكفي أن الدول الكبرى عندها هذا الشيء لتحمي العالم وتحمي نفسها هي».

وعما إذا كانت الجولات الأخيرة التي قام بها وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الدول الشرق آسيوية ستجعل علاقة المملكة مع تلك الدول بمثابة موازنة للعلاقات التاريخية مع الغرب، أوضح الأمير سلطان في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف والوفد الإعلامي السعودي الذي رافقه في جولته الأخيرة، أن الزيارات جاءت بعد مواعيد مسبقة، وقال «هناك البعض من الصحف الغربية استغل اقتران هاتين الزيارتين ليوجد نوعا من الخلاف بيننا وبين اميركا، وأميركا دولة عظمى وعلاقتنا معها علاقة قوية جدا، وهي علاقات عسكرية واقتصادية ولا أحد ينكر ذلك». وأضاف «كذلك علاقتنا مع فرنسا علاقات احترام من أيام الملك فيصل بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ والرئيس ديغول، وعلاقاتنا معها في تطور هائل».

كما أشار ولي العهد السعودي إلى العلاقات التي تربط بلاده والصين الشعبية والتي وصفها بـ«القوية»، وقال «هناك مواقف طيبة بين البلدين وتعاون مستمر في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية»، كما أكد أيضا على قوة العلاقات التي تربط السعودية باليابان والهند.

وردا على سؤال عن توجه سعودي أكثر حضورا نحو دول أميركا اللاتينية، قال الأمير سلطان «إن علاقاتنا مع أميركا اللاتينية محدودة، ولكن هذا لا يعني أن لا يكون هناك تحرك باتجاه ابراز قضيتنا».

وعما اذا كان لدى السعودية توجه للوساطة بين الهند وباكستان قال ولي العهد «لقد بدأ خادم الحرمين الشريفين بهذا، وله مسعى مركز نرجو أن ينجح فيه بين الدولتين وكلنا أمل ان شاء الله بالنجاح». وفيما يتعلق بالسياسة البترولية المتوازنة التي تنتهجها السعودية، أكد الأمير سلطان أن المملكة تقوم بدور فعال على المستوى الدولي، وقال «بالنسبة لارتفاع أسعار النفط، فقد رفعت المملكة إنتاجها إلى نحو 12 مليون برميل يوميا، وذلك من أجل المساهمة في تخفيض أسعار النفط العالية».

وعن إيجاد جهاز مستقل يتولى مهام قضايا المملكة الخارجية ويرعى علاقاتها الخارجية خاصة بعد انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، أوضح ولي العهد «أن وزارة التجارة والصناعة تقوم بهذا الجانب الآن بعد دخولنا إلى منظمة التجارة العالمية، وذلك بعد معركة طويلة، وكان دخولنا ولله الحمد أبعد ما يكون عن أي شيء يمس ديننا وثقافة شعبنا. دخلنا بكرامة وإن شاء الله سننشئ وزارة للتجارة الخارجية في المملكة إذا كان هناك حاجة لذلك».

وردا على سؤال حول ميزانية وزارة الدفاع والطيران، وعما إذا كان هناك عزم لشراء أسلحة جديدة أو طائرات للدفاع عن السعودية، قال ولي العهد السعودي «إن التطوير للقوات المسلحة مستمر، ونحن لدينا ميزانية في الوزارة وماضون عليها، ولكن ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين رأى مد القوات المسلحة سواء كانت وزارة الدفاع أو الحرس الوطني بميزانيات خارجة عن الميزانية لمدة خمس سنوات فيها أسلحة وفيها تقنية وغيرها وستبدأ إن شاء الله في العام القادم».

كما أجاب على سؤال حول آخر ما تم التوصل إليه في مجال الإصلاح في المملكة بقوله «أنا منذ ثلاثين سنة في لجنة الإصلاح، وقد بذلنا مجهودا كبيرا في هذا المجال وقمنا بأعمال كثيرة فقد دمجنا وزارات وألغينا أخريات، وأهم من ذلك كله إقرار نظام القضاء الذي يعتبر من أفضل الأنظمة في العالم». وأضاف «لدى وزارة الخدمة المدنية مسؤوليات كبيرة، وهذا يجعل الناس يشعرون أن الوزارة لا تقدم شيئا لهم فقررنا أن نصدر بيانات بالحقائق التي صدرت أو نفذت وأقرها مجلس الشورى ومجلس الوزراء ووافق عليها خادم الحرمين الشريفين، وهناك تعليمات منه بأن نتعامل مع الناس بكل شفافية ونسعى إلى إزالة البيروقراطية والأنظمة المعقدة ونتجه إلى عمل إيجابي وخطط إيجابية».

من جانب آخر ثمن الأمير سلطان موضوعية وسائل الإعلام السعودية في معالجتها للقضايا الداخلية وصحة طرحها، مشيدا بـ«وطنيتها الصادقة» وأكد أهمية الإعلام في متابعة الحدث ومعالجته بالطريقة الصحيحة وبكل موضوعية تخدم الوطن والمواطن على مختلف الصعد، وقال «لا بد من تأهيل رجال أكفاء ينعمون بالعلم والمعرفة والثقافة»، وأضاف «إنني أنظر إلى وسائل الإعلام بأنها الأخ والصديق وهي عيون البلد التي ننظر بها وأن كل صحافي هو سفير لبلاده داخل المملكة وخارجها».

وعن تسهيل مهمة الإعلاميين والمثقفين والأجانب للدخول إلى المملكة من أجل كشف النهضة التنموية لاعطاء صورة حقيقية من داخل المملكة أجاب الأمير سلطان «هناك إجراءات متخذة مع وزارة الخارجية والآن التسهيلات أكثر ويتم التنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام، لكن المؤسف أن بعض رجال الإعلام الذين يزورون المملكة تتاح لهم مقابلة المسؤولين السعوديين ويخرجون مقتنعين من المملكة وبعد أسبوع من مغادرتهم يبدأون بكتابة أشياء ضد المملكة العربية السعودية».

وفي سؤال عن تحديث المناهج والمقررات المدرسية ونتائج ما توصلت إليه فرق العمل المعنية بذلك والمكلفة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قال ولي العهد «إن الإنسان إذا كلف من ولي الأمر يجب عليه أن يبذل كل الجهد، فقد كلفني خادم الحرمين الشريفين مع عدد من الزملاء والمختصين منذ حوالي سنتين أو سنة ونصف وفعلا بدأنا بتعديلات جوهرية في المناهج وطبعت الكتب ووزعت وكان هناك نقاش مع زميلي وزير التربية والتعليم السابق حول ذلك وبذلنا الجهود معهم لعدة شهور وسيعلن بعد شهر من الآن بيان بالكامل عن نتائج عمل هذه الفرق التي تضم رجال علم ودين ودنيا وثقافة وعلم وإدراك وهناك أكثر من خمسين شخصا في اللجان التحضيرية».

وعن افتتاح مكاتب للهيئة العامة للاستثمار في عدد من الدول كما حدث في سنغافورة، أكد أنه يوجد العديد من المكاتب، وقال «الخطوة التي خطوناها جيدة وسنرى نتائجها واذا نجحت سنفتح مكاتب أخرى في باقي الدول». وعما اذا كان هناك توجه لتعزيز الوجه الحضاري الزاهر للمملكة في الخارج، بين أن انتشار مكاتب الثقافة في عدة دول تخدم الدولة وتخدم الصحافة السعودية.

وفيما إذا كان قد تم بحث موضوع إلغاء التأشيرة على دخول رجال الأعمال السعوديين إلى سنغافورة مع المسؤولين السنغافوريين، قال الأمير سلطان «لقد طرقت أنا هذا الموضوع مع كل المسؤولين السنغافوريين وقلت لهم: أنتم دولة نامية تحتاجون الدعم فأنتم تحرمون أنفسكم من الدعم، وعلى أية حال تعقيدات التأشيرات التي تواجه السعوديين في دخول بعض الدول هي من خوفهم من الإرهاب، وقلت لهم إن الإرهاب ليس من عندنا والسعودية ليست مصدرا للإرهاب بل مصدر لمحاربة الإرهاب، ووعدوني ببحث الموضوع بأعلى مستوى».

وعما إذا كانت الجولات التي قام بها ستفتح فرصا وظيفية أخرى للسعوديين، وهل هناك خطط أخرى لتوسيع هذه الدائرة، أوضح أن سياسة الدولة ألا يبقى أي مواطن عاطلا، وقال «هذا مبدأ سواء كان من الرجال والشباب أو من النساء الشابات، ويجب أن يتعاون القطاع الخاص مع الحكومة والشركات لاستقطاب عدد كبير من الشباب»، وأضاف «قبل ثلاث سنوات أقر خادم الحرمين الشريفين عندما كان وليا للعهد أن نعمل أي شيء لاستقطاب أكثر من نصف مليون شاب سعودي، واتخذنا إجراءات سريعة وعملنا مشروعا عن طريق المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وفتحنا نحو 32 معهدا و26 كلية مهنية تخرج منها نحو 30 ألف متدرب بين وزارة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية، ونأمل إن شاء الله أنه سيتم توسيع الكليات والجامعات والسماح لجامعات وكليات أهلية وبعد الخمس سنوات القادمة لن يكون عندنا عاطل بإذن الله».

وحول إيجاد قوانين للحفاظ على الحياة الفطرية وحماية الحياة البيئية قال ولي العهد السعودي «هناك اجتماع قريب سيعقد حول هذا الموضوع، وأعتقد أن حماية الحماية الفطرية أمر مهم وكنت أنا مسؤولا عنها، ولكن بسبب انشغالي وافق خادم الحرمين الشريفين على نقل مهامها إلى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية».