مصادر أصولية مصرية: صفقة بين الزمر والأجهزة الأمنية قد تنتهي بإطلاق سراحه

TT

تنظر محكمة القضاء الإداري بمصر اليوم دعوى أقامها عبود الزمر، زعيم تنظيم الجهاد السابق، ضد وزارة الداخلية ومصلحة السجون يطعن فيها على القرار السلبي بعدم الإفراج عنه رغم قضائه فترة العقوبة المقضي بها ضده وهي الأشغال الشاقة المؤبدة في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981.

من ناحية أخرى كشفت مصادر أصولية مطلعة في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» عن معلومات تفيد بأن صفقة سرية تم إبرامها بين الأمن المصري وبين عبود الزمر زعيم تنظيم الجهاد المصري السابق تقضي بامتناع الزمر عن الإدلاء بتصريحات تهاجم أجهزة الأمن والحكومة مقابل قيامه بإلقاء محاضرات داخل السجون تعزز فكرة المراجعات الفكرية لدى عناصر إسلامية معتقلة لم تلتزم بمراجعات الجماعة الإسلامية التي صدرت عام 2002 وهي المراجعات التي لم يوقع عليها الزمر في حينها.

واعتبرت المصادر أن الأمن يستخدم السطوة الروحية للزمر على بعض العناصر الإسلامية المتطرفة، وقالت إن الصفقة قد تؤدي في نهايتها إلى صدور قرار بإطلاق الزمر على غرار ما حدث مع معظم القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية وعلى رأسهم كرم زهدي وناجح إبراهيم.

وأضافت المصادر أن المحاضرات التي يلقيها الزمر داخل السجون، بدأت بسجن دمنهور وتمت بحضور اثنين من القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية التي يقودها كرم زهدي، وهما عصام دربالة وعاصم عبد الماجد، اللذين لا يزالان مسجونين، وأنها تدور حول حتمية وقف العنف ورؤية الزمر الخاصة بها في هذا الشأن والتي تختلف في أجزاء قليلة منها عن المراجعات التي أطلقها القادة التاريخيون للجماعة منذ أربع سنوات أسفرت عن قيام السلطات الأمنية بإطلاق سراح أغلب القادة التاريخيين للجماعة وعلى رأسهم زعيمها كرم زهدي، ومنظرها الأول ناجح إبراهيم.

وأشارت المصادر إلى أن عبود الزمر قضى فترة طويلة من سجنه في الحبس الانفرادي بسبب علاقته المتأزمة مع الأمن، ولم تستبعد المصادر احتمالات قيام الزمر بإلقاء محاضرات مشابهة على منتمين لتنظيم الجهاد الأصولي الذي كان يتزعمه بعد قبول عدد كبير من قياداته لفكرة المراجعات.

واعتبر المحامي الإسلامي ممدوح إسماعيل، وكيل الزمر، أن هذا الإجراء يعد تحولا هاما في مسيرة موكله زعيم الجهاد، وأنه لم يعرف بهذه التطورات عن طريق المحامين ولكن عرفها عن طريق المعتقلين أنفسهم، وأن هذا يعد مبادرة إيجابية قد تغلق ملف الأزمة بين الزمر والجهات الأمنية، لافتا النظر إلى أن عبود الزمر يعد أحد القيادات الإسلامية الداعية لتوجه الجماعات الإسلامية للعمل العام السياسي وليس الاعتزال.