بوش يتعهد للسنيورة بدعم لبنان في تحقيق استقلاله وحريته

«لقاء منفصل» بين رئيس الحكومة اللبنانية ووزيرة الخارجية الأميركية يسبق اجتماع الرئيس الأميركي بالوفد اللبناني في واشنطن

TT

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في معرض ترحيبه برئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عن التزام الولايات المتحدة في دعم لبنان لتحقيق استقلاله الكامل وحريته وسيادته. وقال الرئيس الأميركي جورج بوش إنه تشرف باستقبال رئيس وزراء لبنان في المكتب البيضاوي، وأجرى معه محادثات قيمة، مؤكدا أنه أبلغ السنيورة أن الولايات المتحدة تدعم بقوة استقلال لبنان وحريته وسيادته.

وأشاد بوش بثورة الأرز في لبنان قائلا «إن خروج مئات الآلاف من اللبنانين إلى الشوارع للتعبير عن رغبتهم في الحرية كان دليلا على الشجاعة»، وهز رأسه السنيورة موافقا. وتابع بوش «إننا ندعم رغبة اللبنانين أن يكون لديهم حكومة تستجيب لحاجاتهم وتكون هذه الحكومة حرة بشكل كامل». وأضاف الرئيس الأميركي «لقد تحدثنا عن التقاليد اللبنانية العظيمة وكيف كان لبنان نموذجا للرفاه في المنطقة‏، كما أن بيروت كانت من أعظم المدن الدولية، وأنا مقتنع أن لبنان عندما يكون حرا بشكل كامل ومستقل وديمقراطي فإن بيروت ستعود مرة أخرى لوضعها الطبيعي كمركز للنشاط الاقتصادي والثقافي والفني في الشرق الأوسط».

ومن جانبه أعرب رئيس الحكومة اللبنانية عن شكره الجزيل للرئيس بوش على إتاحة الفرصة له لزيارة البيت الأبيض ومناقشة القضايا الثنائية بين البلدين إضافة إلى التطورات في لبنان والمنطقة.

وأشار السنيورة إلى أن لبنان مر خلال الـ18 شهرا الأخيرة بتغييرات كبيرة وما زال لبنان ملتزما بإحداث التغيير المطلوب بشكل ديمقراطي وسلمي لتحقيق تطلعات الشعب اللبناني. وشكر السنيورة الولايات المتحدة على دعمها لبلاده منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، معربا عن أمله في أن يستمر الرئيس بوش والولايات المتحدة في وقوفهما إلى جانب اللبنانيين. وأجرى السنيورة امس، محادثات رسمية مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك لـ«الشرق الأوسط» إن الوزيرة رايس انفردت بالسنيورة في فندق «فور سيزون» حيث يقيم رئيس الحكومة اللبنانية بعد لقاء استمر حوالي نصف ساعة مع كامل الوفد اللبناني. في غضون ذلك قالت مسؤولة في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس بوش ومستشاريه التقوا بالوفد اللبناني كاملا وشارك جميع الوزراء المرافقين للسنيورة في المباحثات كما حضروا المأدبة التي أقامها البيت الأبيض للوفد الزائر. واللافت أن رايس هي التي توجهت إلى مقر إقامة السنيورة قبل أن ترافقه إلى البيت الأبيض في حين جرت العادة أن تستقبل رايس في مكتبها بالخارجية معظم رؤساء الدول والحكومات الزائرين. واعتبر مراقبون تصرف رايس الاستثنائي تكريما لرئيس الحكومة اللبنانية.

وعقب اللقاء بين رايس والسنيورة قال المتحدث باسم الخارجية إن المحادثات بين الجانبين كانت إيجابية وبناءة وتناولت قضايا اقتصادية وسياسية متعددة‏‏، كما تطرقت المباحثات إلى أهمية تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. وأكد المتحدث أن جلسة قصيرة مغلقة جمعت بين رايس والسنيورة على انفراد.

يشار إلى أن وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ الذي يرافق السنيورة كان قد قال، اول من امس، إن رئيس الحكومة اللبنانية «لن يقوم بلقاءات منفصلة» عن بقية افراد الوفد وبينهم وزيران قريبان من كل من رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مشدداً على ان الوفد «سيتحدث بلغة واحدة تعبّر عن ثوابت لبنان».

وفيما أكد مصدر مقرب في الوفد اللبناني لـ«الشرق الأوسط» أن الوزراء اللبنانيين شاركوا، جميعا، في لقاءات السنيورة في واشنطن لكن المصدر رفض الإفصاح عما إذا جرت «لقاءات جانبية» على هامش الزيارة.

الى ذلك اعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وهو في الطريق الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش، أول من امس، انه سيطرح «ما يمكن ان تقدمه الولايات المتحدة من دعم للبنان واستقلاله وسيادته وتعزيز نظامه الديمقراطي، وتمكين الدولة اللبنانية من بسط سلطتها على كل الاراضي التي تحتلها اسرائيل الان». وأكد «اننا مستمرون في سلك كل طريق يؤدي الى تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة»، واصفا اسرائيل بأنها «الجلاد والمعتدي».

السنيورة الذي كان يرد على سؤال لإذاعة «صوت لبنان» الخاصة عن مصادفة لقائه بوش مع ذكرى المجزرة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية عام 1996 في بلدة قانا وذهب ضحيتها 106 لبنانيين من المدنيين، قال: «انها ذكرى أليمة على جميع اللبنانيين، فهي ذكرى الاعتداء الغاشم الذي قامت به اسرائيل على لبنان وهجرت فيه مئات الآلاف ودمرت وقتلت واستشهد الكثير... يذكره اللبنانيون وهم يعاهدون ارواح الشهداء بأنهم مصممون على متابعة المسيرة وصولا الى تحرير كل الاراضي اللبنانية المحتلة... نذكر هذه الحادثة الاليمة ونترحم على ارواح الشهداء ونترحم على الذين سقطوا بعد ذلك في الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة. ونحن مستمرون في سلك كل طريق يؤدي بنا الى تحرير الاراضي التي لا تزال محتلة لدينا في لبنان من قبل العدو الاسرائيلي».

سئل: هناك بعض الفرقاء في لبنان ينتقدون توقيت زيارتك للولايات المتحدة في هذا التاريخ، والرئيس بوش حدد موعد الزيارة في 18 ابريل (نيسان)، فما هو ردك على ذلك؟ اجاب: «اعتقد انه في 18 نيسان وقعت احداث عدة، وتعيين الزيارة ليس له اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بموضوع يوم الاعتداء الاسرائيلي على قانا، ولكن لنأخذ وجهة نظر المنتقدين ونقول انه بذلك ستكون لنا فرصة لكي نعبر ايضا لكل المجتمعات بان هذا هو اليوم الذي تعرض فيه لبنان لاعتداءات اسرائيلية غاشمة اودت بأرواح عديد من اللبنانيين الابرياء الذين لجأوا الى اماكن يفترض انها في مأمن من الاعتداءات الاسرائيلية واماكن تحت سلطة الامم المتحدة، وبالتالي هذا مثال ودليل على ان اسرائيل لا تتورع على الاطلاق عن الاعتداء حتى على الاماكن التي هي في عهدة الامم المتحدة». واضاف: «لن ينسى العالم على الاطلاق اننا اصحاب حق واننا سنستمر في العمل لاحقاق الحق حتى تحقيق مطالبنا في تحرير الاراضي التي لا تزال اسرائيل تحتلها في لبنان».

وأكد السنيورة ان «هناك العديد من المسائل التي سأحاول ان اطرحها مع الرئيس بوش ومع المسؤولين في الولايات المتحدة وهي تتعلق من جهة بما حققه لبنان في الفترة الماضية اضافة الى تثمين ما قدمته الولايات المتحدة من دعم للبنان، خصوصاً في المحافل الدولية وفي القرارات التي صدرت في ما خص المحاكمة والتحقيق الدولي، وكذلك في ما يمكن ان تقوم به الولايات المتحدة من دعم لسيادة لبنان واستقلاله وتعزيز نظامه الديمقراطي وتمكين الدولة اللبنانية من بسط سلطتها على كل الاراضي التي تحتلها اسرائيل الآن وتعزيز قدرات السلطة اللبنانية الأمنية وتمكين الدولة اللبنانية من تعزيز قدراتها الاقتصادية بالمشاركة والدعم الذي يمكن ان تقدمه الولايات المتحدة الى لبنان لجهة المشاركة في مؤتمر بيروت – 1».