لبنان يحيي ذكرى شهداء مجزرة قانا عام 1996 وإسرائيل تضع قواتها في حالة تأهب على الحدود

TT

أحيا لبنان أمس الذكرى العاشرة لمجزرة قانا التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد عشرات المدنيين من أطفال ونساء ومسنين كانوا يحتمون في مقر قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان. وعلى الصعيد الميداني أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن القوات الإسرائيلية وُضعت في حال استعداد وترقب على امتداد الحدود مع لبنان عقب العملية الاستشهادية التي نفذت أمس في تل ابيب. وقد أبعدت دورياتها المحمولة آليا الى الطرق البعيدة الى حد ما عن هذه الحدود وشوهد العديد من المدرعات خارج مخابئها ومعها أفراد طواقمها. وكان قد سجل هروب عشرات الجنود من مواقعهم القريبة من الحدود مع لبنان خلال الأيام القليلة الماضية بحيث اتخذت إجراءات أمنية وعسكرية صارمة في مواجهة الأراضي اللبنانية. وقد زادت قوات الطوارئ الدولية حركتها الميدانية ومراقبتها لكل ما يحصل تحسباً لأي طارئ.

وفي الجنوب اللبناني أقيم أمس احتفال عند مقبرة شهداء قانا ألقيت خلاله كلمات لكل من رئيس لجنة تخليد شهداء مجزرة قانا النائب عبد المجيد صالح، ورئيس بلدية قانا صلاح سلامة، وأمين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان أبو العينين، والتيار الوطني الحر.

وأجمعت الكلمات على إدانة «العمل البربري والوحشي الإسرائيلي الذي أوقع 106 شهداء و350 جريحاً»، وعلى أن مجزرة قانا «ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية».

وفي إطار ردود الفعل أدلى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ بتصريح من واشنطن عن ذكرى مجزرة قانا، قال فيه: «ستبقى هذه المجزرة وصمة عار على ضمير آلة الحرب الإسرائيلية، وستبقى قانا بالنسبة إلينا مثالا صارخا وداميا على أن إسرائيل لا تفهم غير لغة الحزم والجهوز ما دامت لم تسلك درب السلام العادل والشامل الكفيل وحده بإتاحة الطمأنينة للجميع».

من جهتها قالت النائبة بهية الحريري إن «لبنان مر منذ عام 1975 حتى اليوم بأربعة اجتياحات إسرائيلية كان آخرها عدوان عناقيد الغضب في ابريل (نيسان) من عام 1996 الذي نحيي اليوم ذكرى مجازره ولا سيما مجزرة قانا التي ستبقى في كل ضمير حي. ونحن اليوم نلتقي في هذه الذكرى كي نقول جميعاً لن ننسى ولكن لن نسمح بتكرار مأساة الحرب، وأعتقد ان الجيل الجديد قال كلمته وخاصة بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري ان لا عودة الى الوراء، وأكد إرادته ببناء لبنان المستقبل والوحدة الوطنية والعيش المشترك».

وقال عضو كتلة نواب «حزب الله» النائب حسن حب الله في تصريح أدلى به أمس في المجلس النيابي «ان إسرائيل كيان غاصب وعنصري ومجرم وإرهابي يرتكب المجازر ويقتل النساء والأطفال ويعتدي على الأرض والزرع والمياه. هذا العدو لا تنفع معه إلا لغة المقاومة المسلحة وهي قوة لبنان في مواجهة العدوان». وأضاف: «في هذه الذكرى نستذكر السجل الحافل للصهاينة ضد الإنسانية وجرائمهم المتتالية ونستذكر «الفيتو» الأميركي في مجلس الأمن الذي حال من دون إدانة إسرائيل لارتكابها مجزرة قانا وبعلم الأمم المتحدة وفي واحد من مقراتها». وأسف لكون «الولايات المتحدة الأميركية منحازة تماما الى العدو الصهيوني وتعمل في جميع المواقع لحماية إسرائيل وهي لا يمكنها أن تؤدي دور الراعي للسلام في المنطقة»، وأكد «التمسك بالمقاومة وسلاحها أكثر من أي وقت مضى لأننا أمام عدو متوحش».

الى ذلك، اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، ان مجزرة قانا حلقة في مسلسل الإجرام الإسرائيلي المستمر، وجدد إدانته واستنكاره لكل عمل إرهابي، داعيا إلى استحضار أرواح شهداء قانا وأخواتها «لتبقى شاهدة على الإرهاب الصهيوني وخالدة في أذهان العرب والمسلمين».