أفريقيا الوسطى تقيل سفيرها في الخرطوم لاتهامه بإقامة علاقات مع المتمردين

الرئيس التشادي يحذر من حرب أهلية إذا لم تجر انتخابات في موعدها

TT

أقال رئيس افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه سفيره في السودان بيار بانجمان نغريغاي الذي يشتبه في انه يقيم علاقات مع سلفه المخلوع آنج فيليكس باتاسيه ومع المتمردين الذين يسعون الى الاطاحة بالنظام في تشاد المجاورة، على ما افادت الاذاعة الوطنية امس.

وقال وزير خارجية افريقيا الوسطى جان بول نغوبانديه لوكالة الصحافة الفرنسية ان «بعض السفراء المعينين من (الرئيس السابق) باتاسي يعربون عن وفائهم له، وهذا غير سليم في الظروف التي نعيشها، ولا تزال هناك اتصالات بين الملتحي (لقب باتاسيه) والسفير».

وآنج فيليكس باتاسيه الذي اطاحت به حركة تمرد بقيادة الجنرال فرانسوا بوزيزيه في مارس (آذار) 2003، والمنفي في توغو، تتهمه سلطات بانغي بتشجيع حركات تمرد صغيرة هاجمت في الآونة الاخيرة بعض المناطق شمال شرقي البلاد. وينفي الرئيس السابق والمقربون منه هذه الاتهامات.

واضاف وزير الخارجية ان سفير بلاده في السودان متهم ايضا، الى جانب مقربين آخرين من باتاسيه، باقامة «علاقات» مع متمردي الجبهة الموحدة للتغيير في تشاد الذين نفذوا الخميس هجوما عند ابواب نجمينا قام الرئيس التشادي ادريس ديبي بصده.

ومن جهة اخرى، قال الرئيس التشادي ادريس ديبي ان بلاده مهددة بحرب اهلية اذا لم تعقد انتخابات الرئاسة المرشح فيها في موعدها في الثالث من مايو (ايار). وذكر ديبي لرويترز في مقابلة «اذا لم تحدث انتخابات في الثالث من مايو... سيكون هناك فراغ دستوري ولا يستطيع المرء أن يستبعد نشوب حرب اهلية شاملة بتشجيع من حكومة الخرطوم».

وأدان ديبي امس «سياسة التغافل» التي ينتهجها الاتحاد الافريقي في النزاع القائم بين تشاد والسودان وانتقد عدم إدانته «العداون» الذي تتعرض له بلاده من قبل الخرطوم.

واستقبل ديبي صباحا موفد الاتحاد الافريقي عبد القادر توريه الذي سلمه رسالة من رئيس مفوضية الاتحاد الفا عمر كوناري.

ومن جانب اخر، اعلن ديبي ان الجيش التشادي يسيطر على «كامل اراضي» تشاد بعد الهزيمة التي مني بها الخميس متمردو الجبهة الموحدة للتغيير ووعد بعودة «الهدوء» الى البلاد. وقال الرئيس التشادي ان «الوضع بات تحت السيطرة على كامل اراضي تشاد».

وفي نفس الوقت، حذر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان من ان القتال في تشاد حيث يحاول متمردون الاطاحة بالحكومة قد تكون له آثار على المنطقة.

وقال عنان عن الصراعات في وسط افريقيا «اذا حدث تصعيد آخر في تشاد فان ذلك قد يزعزع المنطقة كلها ليس تشاد وحدها ولكن جمهورية افريقيا الوسطى ايضا. انه نوع من الاثار المتعاقبة التي شهدناها في منطقة البحيرات العظمى». واضاف عنان قوله للصحافيين بعد غدائه الشهري مع سفراء مجلس الأمن «ينبغي حقا ان نفعل كل ما في وسعنا للحيلولة دون انتشاره».

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة استفاني دوجاريتش ان شحنات الامم المتحدة من الاغذية تعرقلت في خمسة مخيمات تشادية لكنها اكتملت بنجاح في خمسة مخيمات اخرى. واضاف انان انه اثار في غداء مجلس الأمن موضوع تورط السودان في الصراع في تشاد. وقال «اذا اتضح حقا وجود ادلة على ان قوات اتت من الجانب الاخر لحدود بلد اخر فان المجلس لا يمكنه الوقوف ساكنا».

وفي الخرطوم، حصل عبد السلام التريكي مبعوث الزعيم الليبي، بعد جولة مكوكية بين العاصمتين السودانية الخرطوم والتشادية انجمينا، على موافقة مع الرئيسين عمر البشير وإدريس ديبي على تفعيل عمل لجنة مشتركة كونت في وقت سابق لانهاء التوتر بين البلدين الى حد قطع العلاقت الدبلوماسية بينهما الأسبوع الماضي.

وأنهى التريكي مباحثات مع الرئيس عمر البشير حول وساطة ليبية لاحتواء التوتر بين السودان وتشاد، وسلم التريكي للرئيس البشير رسالة من القذافي لتهدئة الأوضاع بين السودان وتشاد، وقال التريكي انه تناول في مباحثاته مع الرئيس البشير تهدئة الأوضاع واشار الى انه اجرى لقاء مماثلاً مع الرئيس التشادي إدريس ديبي في انجمينا أول من امس. وأوضح المبعوث الليبي انه تم الاتفاق مع الرئيسين البشير وديبي على أن تستمر لجنة المتابعة التي كونتها قمة طرابلس في الثامن من فبراير (شباط) الماضي في عملها بجانب مواصلة المراقبين الذين يوجدون الآن على الحدود السودانية ـ التشادية لعملهم.

من ناحية اخرى، قال الدكتور لام أكول اجاوين، وزير الخارجية السوداني، إن السودان لم يتخذ أية خطوة ضد تشاد. وجدد ترحيب السودان بالمبادرة الليبية لإزالة التوتر بين الخرطوم وإنجمينا، وأضاف أن اللجنة العسكرية التي تم تكوينها عقب اتفاق طرابلس يفترض أن تتحرك لمعرفة ما يجري ميدانياً.

من ناحيته، كرر مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني، الدكتور نافع علي نافع، تمسك السودان بالمبادرة الليبية وما تقوده الجماهيرية من وساطة لإصلاح العلاقات مع تشاد.