متحدث رئاسي فرنسي: شيراك يعول على مبارك في دفع «حماس» للمشاركة بالمسار السياسي

القمة المصرية ـ الفرنسية ستناقش الملف النووي الإيراني

TT

يصل الى القاهرة في الخامسة بعد ظهر اليوم الرئيس الفرنسي جاك شيراك في زيارة لمصر تستمر 24 ساعة وهي زيارة سياسية ثقافية اقتصادية حسب وصف سفير فرنسا بالقاهرة، الذي قال إنها تتم في إطار العلاقات بين البلدين حيث المشاورات والتنسيق الدائم والمستمر بين الجانبين سواء بالنسبة لقضايا المنطقة أو أفريقيا أو العالم كما أن الاهتمام مشترك والاتصالات دائمة بالنسبة للأحداث الإقليمية والدولية.

وهناك أربعة ملفات إقليمية «ساخنة» ستتركز عليها محادثات الرئيس شيراك مع نظيره المصري مبارك في زيارته الرسمية السابعة الى القاهرة التي سيبقى فيها ليومين (الأربعاء والخميس). وبحسب الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون، فإن شيراك ومبارك سيتناولان الى جانب العلاقات الثنائية الفرنسية ـ المصرية التي توصف بشكل عام بأنها ممتازة، الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي والملف النووي الإيراني والملف اللبناني ـ السوري وأخيرا الملف العراقي. ويرافق الرئيس الفرنسي وزراء الخارجية والتعليم والتجارة الخارجية ووفد كبير (27 شخصا) من الشخصيات الثقافية والجامعية والصحافية والاقتصادية الموزعة على قطاعات الصناعة والمال والخدمات. وسيقوم الرئيسان بتدشين الجامعة الفرنسية في مصر التي بدأت العمل قبل ثلاث سنوات وكذلك بإطلاق منتدى الأعمال الرئاسي الفرنسي ـ المصري لغرض تشجيع الشراكة الاقتصادية والمبادلات التجارية في الوقت الذي تشهد فيه علاقات البلدين في هذا المجال نموا مضطردا.

وتم تخصيص برنامج منفصل لعقيلة الرئيس الفرنسي التي ستستضيفها عقيلة الرئيس المصري الى حفل غداء. وستقوم زوجتا مبارك وشيراك معا بتدشين متحف أمنحوتيب في سقارة وزيارة أعمال الحفر والتنقيب في منطقة الأهرام.

وقال جيروم بونافون الناطق الرئاسي الفرنسي أمس في معرض تقديمه للزيارة إن شيراك يعول على مبارك لدفع الحكومة الفلسطينية المنبثقة عن حركة «حماس» الى المشاركة في المسار السياسي والإستجابة للمطالب الثلاثة المقدمة لها من المجموعة الدولية بما فيها الاتحاد الأوروبي وهي الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن العنف والاعتراف بما تحقق منذ أوسلو وحتى اليوم.. وقال بونافون إن فرنسا « لديها القناعة بأن لمصر دورا خاصا يمكن أن تلعبه من أجل إقناع «حماس» بإعادة النظر في مواقفها». ووصف بونافون الرئيس المصري بأنه «محاور مسموع ومحترم» في المنطقة والعالم مؤكدا أن شيراك ومبارك «تربطهما علاقات شخصية قوية جدا»، كما أن لهما «رؤية متقاربة حول غالبية المواضيع بما فيها التعددية والحرب على الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وغيرها». وجاء على موقع الإنترنت للقصر الرئاسي، في الملف الخاص بالزيارة أن مصر وفرنسا «تشكل كل منهما للبلد الآخر عمقا مفيدا ومهما في المجموعتين الإقليميتين اللتين هما العالم العربي وأوروبا». وترى فرنسا أن، علاقتها مع القاهرة «لا تنافس الشراكة الإستراتيجية القائمة بين مصر والولايات المتحدة الأميركية وإنما تكملها».

ويشكل الملف النووي الإيراني المتأزم الموضوع الثاني الذي سيتناوله شيراك ومبارك. وقال بونافون إن الملف المذكور «يجتاز مرحلة صعبة»، معربا عن أمل فرنسا بأن «تفهم إيران أن عليها أن تستوعب رسالة المجموعة الدولية التي تطلب منها وقف عمليات التخصيب واحترام تعهداتها» الدولية. ويتوقع أن تكون محادثات شيراك ومبارك حول الملف اللبناني ـ السوري غنية حيث تشكل مصر والسعودية دعامتي ما يسمى «الوساطة العربية» لتطبيع العلاقات اللبنانية ـ السورية. ولم تعد باريس وفق ما تقوله مصادرها تعارض هذا التطبيع لكنها ترهن تحقيقه باحترام دمشق الكامل للسيادة اللبنانية والامتناع عن التدخل في الشؤون اللبنانية واحترام القرار 1559 بكافة فقراته. وقال الناطق الرئاسي إن مبارك وشيراك سيتناولان الملف اللبناني ـ السوري من زاوية احترام سورية للقرارات الدولية ذات الصلة. وسيسعى الرئيس الفرنسي لدفع العلاقات الاقتصادية الى الأمام عبر إطلاق منتدى الأعمال الفرنسي ـ المصري الموضوع تحت رعاية الرئيسين. وتمسك فرنسا بحصة 7 بالمائة من السوق المصرية بعد الولايات المتحدة الأميركية (23 بالمائة) وألمانيا (8.5 بالمائة) وبالتساوي مع إيطاليا فيما تعد المستثمر الرابع المباشر في الاقتصاد المصري. وزادت المبيعات الفرنسية لمصر العام الماضي على 1.4 مليار يورو بينما تقل المبيعات المصرية الى فرنسا عن نصف مليار يورو.

ويقيم الرئيس مبارك حفل عشاء تكريما للرئيس الفرنسي والوفد المرافق له يعقبه مؤتمر صحافي مشترك، يعلن فيه شيراك ومبارك نتائج محادثاتهما.

وفي إطار رغبة فرنسا في تطوير الدور التربوي الفرنسي في مصر يفتتح الرئيسان المصري والفرنسي الخميس الجامعة الفرنسية ويزور شيراك القرية الذكية ويلتقي بالجالية الفرنسية في مصر كما يلتقي مع رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف ليتوجه بعدها في الخامسة والربع إلى مطار القاهرة مختتما زيارته لمصر.