فلوريدا : العريان يعترف بذنبه في قضية «الجهاد» ويقبل ترحيله

زوجة الأكاديمي الفلسطيني لـالشرق الأوسط» : سنغادر في مايو المقبل ونبحث عن بلد عربي يقبلنا

TT

قال مسؤولون أميركيون امس ان الاستاذ الجامعي السابق بفلوريدا سامي العريان اعترف بذنبه في مساعدة جماعة «الجهاد الاسلامي» في فلسطين وانه وافق على ترحيله.

واتهم العريان وثلاثة آخرون عام 2003 بمساعدة الجماعة على تنفيذ هجمات ضد اسرائيل. وفي ديسمبر (كانون الاول) قالت هيئة محلفين اتحادية في تامبا ان العريان غير مذنب في ثمانية من الاتهامات الموجهة اليه ولم تصدر حكما في تسعة اتهامات أخرى بعد محاكمة استمرت ستة أشهر.

وأشاد ممثلو الادعاء بالاتفاق الذي اعلن العريان بمقتضاه انه مذنب باعتباره نصرا لهم. وكان فشلهم في ادانة العريان قد اعتبر بمثابة صفعة قوية لجهود الحكومة الأميركية لمحاكمة المشتبه في تورطهم في الارهاب.

وقالت اليس فيشر، مساعدة وزير العدل الأميركي، في بيان مكتوب :«العريان اعترف الان بتقديم المساعدة لجماعة الجهاد الاسلامي في فلسطين كما قالت الحكومة من البداية».

وتعتبر الولايات المتحدة جماعة الجهاد منظمة ارهابية. وعندما اعلنت الاتهامات الموجهة ضد العريان وثلاثة اخرين قبل ثلاث سنوات قال وزير العدل الأميركي في ذلك الوقت، جون اشكروفت، ان الجماعة كانت مسؤولة عن مقتل أكثر من مائة في اسرائيل منهم أميركيان.

وأعلنت الجهاد مسؤوليتها عن هجوم انتحاري قتل فيه تسعة وأصيب 60 خارج مطعم في تل أبيب اول من امس.

وقال مسؤولون أميركيون ان العريان أقر بأنه مذنب في جلسة مغلقة أمام محكمة في تامبا يوم الجمعة الماضي. وهذا الاتفاق يجنبه محاكمة اخرى بشأن الاتهامات التي لم يفصل فيها.

واعترف الاستاذ السابق في جامعة ساوث فلوريدا بانه «تآمر لتقديم وتلقي تبرعات من اموال وسلع وخدمات الى، أو لصالح، جهات صنفت على أنها ارهابية». وستشطب الاتهامات الثمانية الاخرى الموجهة ضده.

ويدخل إقرار العريان في إطار اتفاق مع الحكومة الأميركية يقضي بإطلاق سراحه وترحيله خارج البلاد، مقابل إقراره بتقديم تسهيلات على الأراضي الأميركية إلى منتسبين لحركة الجهاد الإسلامي. وقد أعربت محكمة في فلوريدا عن استعدادها لإطلاق العريان المسجون منذ عام 2003 بتهمة تمويل جماعات توصف بالإرهابية، وذلك ضمن هذا الاتفاق.

وقبل القاضي الأميركي، جيمس مودي، اعترافه اول من أمس وحدد يوم الاول من مايو (ايار) لإصدار الحكم. ويقضي الاتفاق بأن يسجن لمدة من 46 الى 57 شهرا لكن من المرجح ان تحسب له السنوات الثلاث التي قضاها بالفعل في الحبس منذ اعتقاله. ولم يتضح متى سيتم ترحيل العريان، 48 عاما، أو الى أين؟ وولد العريان في الكويت لوالدين فلسطينيين ونشأ في مصر قبل أن يأتي الى الولايات المتحدة. وهو متزوج وله خمسة أطفال ولدوا جميعا في الولايات المتحدة مما يجعلهم مواطنين أميركيين. ومن جهتها قالت السيدة نهلة العريان، زوجة الاكاديمي الفلسطيني، في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط» :«سيخرجونا من الاراضي الاميركية الى احدى الدول العربية مايو المقبل» حتى يتم الانتهاء بصدد اعداد وثيقة سفر زوجها اولا. واضافت:«اخيرا سيلتئم شمل العائلة بعد ثلاث سنوات». واكدت انها لا تعرف اسم البلد العربي التي ستذهب اليه مع زوجها وابنها علي الطالب في المرحلة الثانوية حتى الان. واشارت الى ان الاميركيين طلبوا منهم البحث عن بلد يستطيع قبولهم. واوضحت ان الاتفاقية متبادلة من الجانبين، مشيرة الى انها تشعر بفخر، لان المحلفين برأوا زوجها، والاتفاقية جاءت لما وصفته بـ«حفظ ماء وجه الاميركيين». واشارت الى ان ابناءها عبد الله، 25 عاما، الذي يعد رسالة دكتوراة، وليلي، 24 عاما، التي تمتهن الصحافة، ولينا، 21 عاما، التي تحضر ماجستير في الدراسات شرق اوسطية بجامعة شيكاغو، سيبقون في اميركا لمتابعة دراساتهم. واستندت القضية ضد العريان والاخرين في معظمها إلى تسجيلات هاتفية ورسائل بالبريد الإلكتروني وبالفاكس وسجلات مصرفية جمعت على مدى عشر سنوات.

والمتهمان الاخران، سميح حمودة وغسان بلوط، برئا في ديسمبر (كانون الاول) من جميع الاتهامات الموجهة اليهما. وتمت تبرئة حاتم فارس من 25 اتهاما من بين 33 اتهاما وجهت اليه. وينتظر حمودة ترحيله في اتهامات بالاحتيال، أما بلوط فقد عاد الى شيكاغو. ومن المقرر ان يحاكم فارس في أغسطس فيما يتعلق ببقية الاتهامات. وأثناء عمله في الجامعة أسس العريان مشروع الدراسات العالمية والاسلامية في تامبا وهي جماعة موالية للفلسطينيين، وفصلته الجامعة بعد اعتقاله.

وكان العريان مدرسا في إحدى جامعات ولاية كاليفورنيا منذ عام 1986 قبل أن يلقى عليه القبض. ولد العريان في الكويت وترعرع في مصر ولهذا يجهل البلد التي سينقل إليه في حال تقرر ترحيله خارج الولايات المتحدة.