الزيارة الأولى للرئيس الصيني الحالي للولايات المتحدة تبدأ اليوم

غداء عمل في البيت الأبيض لبحث علاقات مفصلية بين واشنطن وبكين.. واللقاء الأهم مع بيل غيتس

TT

تبدي الإدارة الاميركية اهتماماً استثنائياً بالزيارة التي يبدأها اليوم الرئيس الصيني هو جنتاو لواشنطن وتستمر يومين، يلتقي خلالها بالرئيس الاميركي جورج بوش. على الرغم من أن برنامج زيارة الرئيس الصيني للبيت الابيض، يشتمل على محادثات ومأدبة غداء وليس مأدبة عشاء، التي عادة ما تعطي الزيارات الرسمية للبيت الابيض طابعاً خاصاً.

وهذه أول زيارة يقوم بها الرئيس الصيني الحالي الى الولايات المتحدة، التي أصبحت بلاده من أكبر عملائها التجاريين، حيث تغرق الصين الاسواق الاميركية بالسلع، خاصة الملابس والادوات المنزلية. واصبحت الصين قوة اقتصادية تلعب دوراً مؤثراً عالمياً. واشترت اميركا ما قيمته 202 مليار دولار من السلع، أكثر مما اشترت الصين. وقالت وسائل الاعلام الاميركية إن أهم لقاء سيعقده الرئيس الصيني خلال زيارته لاميركا بعد لقاء الرئيس بوش، سيكون مع بيل غيتس رئيس مجموعة «ميكروسوفت»، اكبر منتج لاجهزة وبرامج الكومبيوتر في العالم.

وقالت المصادر الاميركية إن أهمية الزيارة مردها الى أهمية المواضيع التي ستبحث خلال الزيارة، ومن بينها الوضع الأمني العالمي، وقضايا مثل التسلح النووي الايراني، وكذلك سياسة كوريا الشمالية النووية، والوضع في تايوان وحركة التجارة العالمية. وترى واشنطن أن امتلاك كل من ايران وكوريا الشمالية للاسلحة النووية يحتم على الصين ان تتعاون مع الولايات المتحدة، للحد من اخطار تهديد محتمل لحلفائها في منطقة الشرق الاوسط. مشيرة الى ان الزيارة ستكون «فرصة للرئيس بوش لوضع علاقات البلدين في مسار ثابت، بهدف حماية المصالح الأمنية والاقتصادية الاميركية».

وسبقت زيارة الرئيس الصيني، جولة قام بها وا يا، نائب رئيس الوزراء، على رأس وفد يضم 100 من رجال الاعمال الصينيين في 13 ولاية اميركية، حيث تم التفاوض على صفقات تصل قيمتها الى مليارات الدولارات. وقالت المصادر إن الرئيس الصيني سيسعي للحصول على علاقات تجارية جيدة مع الولايات المتحدة، وهي الشريك الاول لبلاده.

ويواجه الرئيس بوش ضغوطاً داخلية لفرض قيود على التجارة مع الصين، بسبب الاوضاع الداخلية هناك. وفي هذا السياق تنشط جماعات صينية معارضة في حشد التأييد «لادانة سياسة الحزب الشيوعي في الصين»، واعلنت بعض هذه المنظمات انها ستنظم مظاهرة قرب البيت الابيض، كما ستعقد ندوة صحافية في نادي الصحافة، وحملت احدى جماعات المعارضة الشموع لمدة ساعتين امس احتجاجاً على الزيارة، في حين تساءلت وسائل اعلام اميركية حول قدرة الصين المحافظة على نسبة نمو تتراوح ما بين 8 الى 10 بالمائة، واعتماد سياسة الانفتاح الاقتصادي وصيانة حقوق الانسان.

لكن بموازاة ذلك شهدت العاصمة الاميركية لقاءات تؤشر الى الأهمية التي توليها الإدارة الاميركية لزيارة الرئيس الصيني، وفي هذا الإطار حضر روبرت زوليك نائب وزير الخارجية الاميركي لقاء خاصاً في معهد الاقتصاد العالمي، قدم خلاله كتابا انجزه المعهد بعنوان «الصين.. ماذا يحتاج العالم ان يعرف عن انبثاق قوة كبرى». وفي السياق نفسه تحدث امس وزير التجارة الاميركي كالوس غيتيرز، في نادي الصحافة في واشنطن حول علاقات الصين التجارية وزيارة الرئيس الصيني.

صحيفة «يو إس توداي»، قالت إن لقاء الغداء بين الرئيس جورج بوش والرئيس الصيني يماثل اللقاء الذي تم بين الرئيس الاميركي الأسبق ريتشارد نيكسون والزعيم الصيني شوان لاي في بكين قبل 34 سنة، مع فارق بسيط هو ان لقاء نيكسون شوان لاي عرف اهتماماً استثنائياً، في حين سيكون لقاء يوم غد بين بوش وجنتاو على مائدة غداء متواضعة في البيت الابيض.