بداية «لعبة الكراسي» في إدارة بوش ورامسفيلد يلتصق بكرسيه

الناطق باسم البيت الأبيض يستقيل «لأسباب عراقية» ويتبعه كارل روف

TT

بلغت شعبية الرئيس الاميركي جورج بوش أدنى مستوى لها مع تواصل مسلسل الاستقالات في إدارته والتي كان آخرها استقالة سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الابيض. كما يتوقع ان يستقيل كارل روف، نائب كبير موظفي البيت الابيض، ويلحق بهم آخرون في الادارة، في ذات الوقت الذي يتمسك فيه دونالد رمسفيلد، وزير الدفاع، بمنصبه قائلاً انه لن يستقيل، وانه «طوع بنان» الرئيس جورج بوش.

ومن المتوقع ان يتفرغ روف، المشهور بدهائه السياسي، لرفع شعبية بوش. وكان روف قد ظل مستشارا مقربا من بوش لأكثر من ست سنوات، وسيساعده لاحقاً في مواجهة الحملة التي يتعرض لها الحزب الجمهوري مع اقتراب موعد انتخابات الكونغرس، في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، لمنع فقدان الحزب سيطرته على الكونغرس.

ويبدو ان طاقم البيت الابيض كله سيتغير خلال فترة قصيرة، فقد استقال، قبل ثلاثة اسابيع، اندرو كارد، كبير موظفي البيت الابيض، وخلفه جوشوا بولتون، الذي كان مديرا لمكتب الميزانية. واعلن بوش امس تعيين الممثل التجاري الاميركي روبرت بوتمان مديرا لمكتب الميزانية. وتعيين مساعدة بوش، سوزان شوب، في منصب الممثل التجاري. ويتوقع ان يعلن بوش تعيين نائب مدير مكتب الميزانية، جول كابلان، في وظيفة كارل روف، نائبا لكبير موظفي البيت الابيض. واعترف بوش بأن هذه التغييرات تبدو معقدة، وتندر امس امام الصحافيين، وقال لهم «أتصور انكم ستصورون الموضوع على انه لعبة كراسي موسيقية»، وفاجأ ماكليلان الصحافيين صباح امس عندما خرج مع بوش من البيت الابيض نحو طائرة هليكوبتر تنتظرهما للسفر الى ولاية الاباما، واعلن استقالته وبوش الى جانبه. وقال مخاطبا بوش: «اعطيت هذه الوظيفة كل ما عندي يا سيدي، وأعطيتك كل ما عندي يا سيدي، وسأظل افعل ذلك خلال الفترة الانتقالية حتى تعيين متحدث صحافي جديد.» ورد بوش بأن وظيفة ماكليلان كانت «صعبة» وان ماكليلان «ادى واجبه بصورة راقية ونزيهة». واضاف: «سيكون صعبا استبدال سكوت، لكنه قرر، وانا قبلت قراره». وكانت العلاقة بين ماكليلان والصحافيين توترت خلال الاسابيع القليلة الماضية، وخاصة في الاسبوع الماضي عندما اكتشف بأن بوش هو الذي امر بتسريب اسم فاليري بليم، جاسوسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) انتقاما من نقد زوجها لقرار بوش بغزو العراق. وواجه ماكليلان نقدا عنيفا من صحافيين اتهموه بأنه كان يعرف دور بوش، لكنه كذب عليهم.

استقال ماكليلان قبل مرور ثلاث سنوات تقريبا على توليه المنصب الذي شغله لثلاث سنوات اري فلايشر. وكان ماكليلان مساعده خلال تلك الفترة. وقبل ذلك كان ماكليلان مسؤولا عن الاتصالات الصحافية لبوش عندما خاض بوش الانتخابات الرئاسية الاولى سنة 2000. وقبل ذلك، ومنذ سنة 1997، كان ماكليلان مساعدا صحافيا لبوش عندما كان بوش حاكما لولاية تكساس.

وينتمي ماكليلان، مثل بوش، الى ولاية تكساس، ولهذا تندر بوش امس عندما قبل استقالة ماكليلان وقال له: «يوما ما، انت وانا سوف نكبر في السن، ونقضي المعاش في تكساس، ونجلس على كرسيين هزازين، ونتذكر الايام الخوالي». وبينما لا يعرف من سيختار بوش متحدثا باسم البيت الابيض، مكان صديقه ماكليلان، لا يتوقع ان يغير ذلك من ميزان القوى في البيت الابيض لأن المتحدث الصحافي لا يشترك في وضع السياسة. لكن مراقبين وصحافيين في واشنطن لاحظوا ان تعيين بورتمان مديرا لمكتب الميزانية يشير الى تنازل نحو جمهوريين في الكونغرس عبروا علنا عن غضبهم من مساعدي ومستشاري بوش. وكان بورتمان الجمهوري عضوا في مجلس النواب قبل ان يصبح ممثلا تجاريا، وهو مقرب من قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس. ويتوقع ان يستفيد منه بوش لتحسين علاقته مع هؤلاء القادة، وخاصة لأنهم ظلوا ينتقدون مشروعات الميزانية التي قدمها بوش خلال السنوات القليلة الماضية. لكن قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس اعتبروا هذه التغييرات «صورية»، كما قال السناتور هاري ريد، زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ. واضاف ساخرا: «من عجز تجاري قياسي الى عجز قياسي في الميزانية، سيكون الممثل التجاري بورتمان الرجل المناسب لمكتب الميزانية».

* سكوت مكليلان

* السن: 38 سنة (من مواليد 14 فبراير 1968) التعليم: جامعة تكساس في أوستن التاريخ الوظيفي: > المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض > نائب المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض > مسؤولا عن الاتصالات الصحافية لبوش في الانتخابات الرئاسية سنة 2000. > مساعدا صحافيا لبوش عندما كان حاكما لولاية تكساس.