تقرير بريطاني: فشل الغرب بالتعامل مع طهران ناتج عن الجهل

TT

خلص تقرير بريطاني أمس، عن الفشل الغربي في التعامل مع ايران وحل الأزمة المتعلقة بملفها النووي، الى فشل الدول الغربية في معرفة ايران والآلية السياسية والاجتماعية القائمة فيها. وصرح هيو بارنز أحد واضعي تقرير «محاولة فهم ايران» أمس، بأنه من الضروري معرفة دوائر السلطة في طهران واتخاذ خطوات لـ«التعايش مع ايران، فإدارة بوش الحالية ليست لها سياسة في التعامل الدبلوماسي مع ايران، ولكن من المستحيل عدم التعامل معها».

ويطالب التقرير من «مركز السياسة الخارجية»، القريب من وزارة الخارجية البريطانية، السياسيين البريطانيين بـ«التحاور مع جميع الجهات في ايران، خاصة الاصلاحيين داخل البلاد وخارجها». ودعماً لهذه السياسة، اطلقت المؤسسة «برنامج ايران» امس، تزامناً مع التقرير الذي تعدى 50 صفحة عن الآلية السياسية الايرانية وابرز العوامل في المجتمع الايراني. كما ان بارنز اعلن عن زيارة مرتقبة له، مع اليكس بيغهام، الذي شارك بكتابة التقرير، الى ايران. وشرح بارنز أن الاولوية في التقرير هي «تزويد المعلومات، التي يفتقرها صناع القرار احياناً في التعامل مع طهران، ما يعتبر في غاية الخطورة». وأضاف: «علينا ان نتذكر بأن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لا يتمتع بالسلطة الكاملة في ايران وان المرشد الاعلى علي خامنئي له دور كبير». وشارك مارك فيتزباتريك الباحث في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية»، الذي امضى سنتين في وزارة الخارجية الاميركية، في محاضرة لاطلاق التقرير أمس، وقد شغل منصب نائب مساعد لوزيرة الخارجية لمنع انتشار الاسلحة النووية. وقال فيتزباتريك إنه من المحتمل ان تحصل ايران على سلاح نووي خلال فترة بين 3 و5 سنوات. وأضاف ان «وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي أي اي) اعلنت انها تتوقع ذلك خلال 10 سنوات، الا انها تتخذ الحذر في التكهن حول البرنامج النووي الايراني، بعد الاخطاء التي ارتكبتها بالنسبة الى التكهن بامتلاك النظام العراقي السابق للاسلحة النووية». ونبه فيتزباتريك المجتمع الدولي الى «التقليل من قدرات ايران التي استطاعت ان تبدأ عملية تخصيب اليورانيوم وتستطيع ان تطورها في مواقع سرية تخفى عن انظارنا، فايران تتحرك بأسرع وقت ممكن للحصول على السلاح النووي». وكرر القائم بالاعمال الايراني في بريطانيا حميد عارفي، موقف بلاده من الطاقة النووية، مذكراً الحضور بأن «المخزون الايراني من النفط والغاز سينفد خلال عقود قليلة، وليس لدينا خيار الا ان نطور مصادر اخرى للطاقة». وأضاف: «الضغط على طهران ليس الحل المناسب للأزمة الحالية، وانما التفاوض». الا ان فيتزباتريك أجاب عارفي بأن «العالم يعترف بحق ايران في الطاقة النووية المدنية، الا اننا نواجه مشكلة ثقة مع النظام الايراني».