حركة العدل والمساواة تحتل السفارة السودانية في تشاد وتدمر منزل الملحق العسكري

البعثة الدبلوماسية في نجامينا تصل إلى الخرطوم

TT

عاد الى الخرطوم ظهر أمس أعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية في نجامينا العاصمة التشادية تنفيذا لقرار الحكومة التشادية التي أعلنت الأسبوع الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في اعقاب الهجوم الذي تعرضت له العاصمة التشادية من قبل قوات تتبع للمعارضة التي تسعى لإسقاط حكم الرئيس ادريس ديبي.

وكانت مجموعة مسلحة من حركة العدل والمساواة في اقليم دارفور والتي لها وجود في العاصمة نجامينا يتقدمها رئيس الحركة الدكتور خليل إبراهيم شنت هجوماً على مقر السفارة السودانية، وقامت بالاعتداء على العاملين في السفارة.

وقالت مصادر حكومية مطلعة في الخرطوم ان المجموعة استولت على بعض الأجهزة التابعة للسفارة في حين تم إجلاء العاملين إلى مبنى السفارة الليبية بنجامينا. وفي وقت متزامن مع الإعتداء على السفارة قامت مجموعة بالاعتداء على منزل الملحق العسكري السوداني ودمرته تدميراً كاملاً بعد ان نهبت كافة محتوياته.

وقالت المصادر الحكومية من أبوجا ان رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور خليل إبراهيم خاطب العاملين في السفارة، وقال «إننا نستولي على السفارة لإدارتها لمصلحة الشعب السوداني». وأكدت المصادر أن المسؤولين في السفارة الليبية بنجامينا تدخلوا وقاموا برفع العلم الليبي على مبنى السفارة السودانية باعتبار أن ليبيا ترعى مصالح السودان عقب قطع العلاقات من جانب تشاد، وذكرت أن قوات الأمن التشادية أجلت المعتدين عن مبنى السفارة بينما أبلغت الخارجية التشادية المسؤولين السودانيين في السفارة أنها لا تضمن سلامتهم والجالية السودانية بنجامينا.

وقال شهود عيان ان المسلحين دخلوا الى المبنى بقيادة رئيس الحركة الدكتور خليل ابراهيم وعقد خليل اجتماعاً داخل مكتب القائم بالاعمال بعد ان احتجز كل من وجده في المبنى معلناً الاستيلاء على السفارة، وقالوا انه سيديرها لمصلحة الشعب السوداني، غير ان قوة من الأمن التشادي يقودها مدير الأمن العام موسى هارون وصلت إلى مقر السفارة واكتفت باخلاء خليل ومعاونيه من المبنى واغلاقه بعد انزال العلم السوداني ورفع الليبي بدلاً عنه. وفي الخرطوم، استنكرت وزارة الخارجية على لسان ناطقها الرسمي السفير جمال محمد إبراهيم الاعتداء الذي تم على سفارة السودان بنجامينا من قبل حركة العدل والمساواة، وقال الناطق الرسمي إن حركة العدل والمساواة قامت باحتلال السفارة السودانية واحتجاز الدبلوماسيين السودانيين ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد تدخل الجماهيرية الليبية التي قامت برفع العلم الليبي على السفارة السودانية هناك باعتبار أنها مكلفة من قبل الحكومة السودانية بحماية مصالحها هناك.

وأكد السفير إبراهيم أن السفارة تعرضت إلى حالات سلب ونهب قبل تدخل السفير الليبي الذي أجرى اتصالا بوزير الخارجية التشادي أحمد علامي وحملت الحكومة السودانية تشاد مسؤولية حماية دبلوماسييها.

وأكدت الوزارة انها اتخذت الإجراءات التي تضمن حماية الدبلوماسيين وكل الموظفين السودانيين وأشادت بما قامت به الحكومة الليبية.

من ناحيته استنكر السماني الوسيلة وزير الدولة بالخارجية ما قامت به حركة العدل والمساواة، وقال كان من الاجدر ان يكون خليل إبراهيم موجوداً بأبوجا حتى يتم التوصل إلى سلام. وكشف السماني عن اجتماع نائب الرئيس علي عثمان مع قيادات من حركة العدل والمساواة وصفه بالايجابي، وقال السماني إن وزارته قامت بإتخاذ الإجراءات والترتيبات لإجلاء العاملين في السفارة واسرهم وافراد الجالية بمن فيهم المعلمون بالمدرسة السودانية في نجامينا وإعادتهم سالمين إلى الوطن.

وفي نفس الوقت، وصفت الامم المتحدة تعامل السودان مع الازمة التشادية بـ«الحكيم» واعربت عن املها في ان ترد نجامينا على الموقف السوداني بمثله معتبرة في الوقت ذاته تراجع الرئيس ادريس ديبي عن قراره طرد اللاجئين السودانيين بـ«الموضوعي».

وقال الناطق باسم بعثتها في الخرطوم خالد الهبتي ان المنظمة الدولية تثمن تصريحات المسؤولين السودانيين ازاء التصعيد التشادي والتي عمدت إلى اخماد النيران ونزع فتيل الازمة، واضاف نأمل ان تتعامل في قراراتها وتصريحاتها المقبلة بذات الروح التي دفعت بها الحكومة السودانية، واضاف ان الحكومة بهذا الموقف اجبرت تشاد على التراجع عن قرارها بطرد اللاجئين الموجودين على اراضيها، معتبراً تراجع نجامينا «موضوعيا»، لافتاً الى ان اللاجئين «لا ناقة لهم ولا جمل في النزاعات بين البلدين».

ومن جهتها، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان برنامج الوزير فيليب دوست بلازيه «لا يتضمن» استقبال ممثلين عن حركات المتمردين التشاديين الذين يسعون الى «الاستيلاء على السلطة بالقوة» والذين كانوا طلبوا لقاءه.

وقال المتحدث باسم الوزارة جان باتيست ماتيي ان «جدول اعمال الوزير لا يتضمن استقبال ممثلين عن حركات تسعى الى الاستيلاء على السلطة بالقوة».

وكانت فرنسا اشارت أول من امس الى انها «تدرس» طلب لقاء مع دوست بلازي تقدمت به المعارضة التشادية التي حاولت الاسبوع الماضي الاستيلاء على العاصمة نجامينا.

وكانت «المقاومة الموحدة» التي تضم «الحركة من اجل الديمقراطية والعدالة في تشاد» و«الجبهة الموحدة للتغيير» اعلنت الاحد رغبتها في لقاء الوزير الفرنسي.

واشارت في بيان ان هدف اللقاء هو «معرفة الدور الحقيقي للجيش الفرنسي في نجامينا» و«الحصول على معلومات حول القصف الذي تعرضت له مجموعاتنا الخميس الماضي من طائرات ميراج فرنسية» و«اتخاذ اجراءات مشتركة لتفادي حصول مواجهة بين المقاومة الشعبية والقوات الفرنسية». وفرنسا هي ابرز جهة داعمة للرئيس التشادي الذي تسعى المعارضة الى الاطاحة به.