المجموعة الأفريقية بمجلس الأمن تدعو السودان وتشاد لوقف أعمال التوتر

TT

قدمت المجموعة الأفريقية لدى الأمم المتحدة مسودة بيان رئاسي إلى مجلس الأمن يدعو قادتي السودان وتشاد إلى وقف كل الأعمال التي من شأنها أن تؤثر في استقرار البلدين. وتؤكد المسودة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها أنه من غير المقبول في القرن الواحد والعشرين استخدام القوة للسيطرة على السلطة. وأوضح السفير الفرنسي، جان مارك دي سابليير، «إن الأمر غير مقبول القيام بانقلابات عسكرية كما كان يحدث قبل 15 أو 20 عاما وأن استخدام أراض بلد آخر لهدف زعزعة الاستقرار هو أمر ثان لم يعد مقبولا».

وعبر الأمين العام كوفي انان عن قلقه الشديد من توتر الوضع على الحدود السودانية ـ التشادية، خصوصا بعد التطور الأخير الذي صاحبته هجمات عسكرية. وقد اطلع أعضاء مجلس الأمن على آخر التطورات. وتشير المعلومات إلى أنه تم نشر 125 شاحنة محملة بالمتمردين والمسلحين جيدا على مسافة من الحدود السودانية ـ التشادية تبلغ مساحتها حوالي ألف كيلومتر. وأعب السفير الفرنسي عن قناعته بأن مصدر تمويل وإعداد هذه الشاحنات هم المتمردون والمتورطون في النزاع الدائر بدارفور. وفي الوقت ذاته قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على أربعة مسؤولين سودانيين وتتمثل في تجميد الأرصدة المالية وبفرض حظر على سفرهم. وتؤكد واشنطن أن هؤلاء مسؤولون عن إدامة النزاع الدموي في دارفور. ومن الملاحظ أن المشروع الأميركي رغم معارضة روسيا والصين له لم يدرج أسماء المسؤولين الأربعة الذين هم جزء القائمة التي تضم 51 شخصا المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور التي أعدتها العام الماضي لجنة دولية أوفدها مجلس الأمن إلى دارفور للتحقق من النزاع الدائر هناك. وترى الصين وروسيا أن تقديم مشروع القرار غير مناسب في الوقت الراهن نظرا لاستمرار محادثات السلام في أبوجا، وأن قرارا من هذا النوع قد يعرقل مباحثات السلام المستمرة. وفي وقت سابق، أعرب أمين عام الاتحاد الأفريقي سليم أحمد سليم عن قناعته بأن أفضل فرصة للوصول إلى اتفاق للسلام هو يوم 30 أبريل (نيسان) الجاري. وناشد سليم في مداخلة قدمها في مجلس الأمن الحكومة السودانية والمتمردين إلى تقديم تنازلات أساسية وأبلغ أعضاء المجلس بأن الاتحاد الأفريقي سيقدم في محادثات أبوجا بنيجريا مقترحات جديدة تشكل حلا وسطا. وأعرب أحمد سليم عن قناعته بان المحادثات المقبلة تشكل فرصة مناسبة لمشاركة مسؤولين كبار من قبل الطرفين في المفاوضات، وفي الوقت ذاته تعامل أمين عام الاتحاد الأفريقي بحذر مع العقوبات التي تدعو إليها واشنطن ولندن.