مصادر عمان: إخوان الأردن حملوا ملف تجاوزات «حماس» إلى التنظيم الدولي

علاقة حماس مع الأردن.. من توتر إلى توتر

TT

امتازت علاقة حماس مع الاردن بالتوتر منذ بدء العلاقة في بداية التسعينات حيث اختلطت الكثير من الاوراق العسكرية والتنظيمية والمالية في عمل حماس على الساحة الاردنية مما دعا الاردن الى التدخل من خلال جماعة الاخوان المسلمين لوقف هذه النشاطات وأسفرت تلك الاتصالات عن تعهد حماس للاردن بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الاردنية بحسب المراقب العام للاخوان سالم الفلاحات.

رئيس الوزراء الاردني خرج امس امام كتلة نواب الحركة الاسلامية التي يبلغ عددها 17 نائبا معظمهم من المحسوبين والمتعاطفين مع حماس ليخبرهم ان هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها اكتشاف محاولات لعمليات عسكرية لحماس على الساحة الاردنية.

وحسب المصادر الاردنية فقد كانت اول محاولة لحماس للقيام بعملية عسكرية من خلال الساحة الاردنية ضد اسرائيل عام 1991 وكان ابرز ابطالها عضو مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي حاليا نمر العساف اضافة الى عدد من الاسلاميين الا ان المخابرات الاردنية احبطت العملية حيث تم وقتها ضبط اسلحة في شرق العاصمة عمان وفي منطقة الاغوار القريبة والمحاذية لفلسطين لدعم الانتفاضة بالسلاح وليس لتوجيهها للساحة الاردنية وكادت ان تصل القضية الى القضاء لولا تدخل رئيس مجلس النواب آنذاك عبد اللطيف عربيات الذي كان يحظى بعلاقة احترام من العاهل الاردني الراحل الملك حسين فطلب عربيات من الراحل خلال زيارته له بعد عودته من رحلة العلاج في عام 1992 العفو عنهم فأصدر الملك حسين حينها عفوا عنهم وانتهت القضية.

الا ان حماس بقيت شهيتها مفتوحة لاستثمار الساحة الاردنية من خلال العمل التنظيمي والمالي والعسكري والإعلامي حيث انشأت مجلة فلسطين المسلمة اضافة الى العمل التنظيمي حيث اكتشفت المخابرات الاردنية العديد من الخيوط التنظيمية التي كان هدفها شق الحركة الاسلامية الاردنية لصالح حماس من خلال استثمار شبكة العلاقات الطيبة التي بنتها حماس مع الاحزاب خاصة جماعة الاخوان المسلمين ممثلة بحزبها جبهة العمل الاسلامي والنقابات التي كانت تسيطر عليها القوى الاسلامية والقوى المتعاطفة مع حماس اضافة الى بعض مؤسسات المجتمع المدني.

وعزز التعاطف السياسي والمالي مع حماس ه وجود الاردنيين من اصول فلسطينية سواء في المخيمات او العاصمة عمان ومدينتي الزرقاء واربد والرصيفة.

وزاد التدخل الحماسي بامور تنظيم جماعة الاخوان المسلمين بشكل ملحوظ في سنوات 1997/1998/1999 حيث ادى ذلك لامتعاض قيادة الجماعة من خلال التصريح والتلميح لقيادتها آنذاك من قبل الحمائمي عبد المجيد ذنيبات الذي اقصي من زعامة الجماعة قبل شهر ونصف اثر تدخل من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وعضو المكتب السياسي محمد نزال في انتخابات الاخوان الامر الذي نجحت فيه حماس وادى الى ابعاد الذنيبات على خلفية الورقة التي كتبها الاخير لرئيس الوزراء الاردني الاسبق عبد الرؤوف الروابده عام 1999 يشكو فيها تدخل حماس بالاخوان حيث اكد وقتها الذنيبات انه مع تحجيم عمل حماس في الاردن لصالح جماعة الاخوان فالتقى موقف الجماعة مع موقف الحكومة انذاك. وحمل المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين السابق عبد المجيد ذنيبات وقتها ملف تجاوزات حماس على الساحة الاردنية الى التنظيم الدولي للاخوان المسلمين الا ان التنظيم الدولي حفظ الملف ووضعه في ادراجه ولم يناقشة بسبب العلاقة المتميزة والتعاطف للمرشد العام آنذاك مع حماس الامر الذي اثار استياء اخوان الاردن لعدم التعاطي بجدية مع تقرير التجاوزات المالية والتنظيمية والأمنية لحماس في الاردن على حساب الاخوان وتعكير العلاقة مع النظام السياسي واستخدام كوادر الاخوان لتنفيذ برامج وخطط حماس على الساحة الاردنية.

وكان ابرز المواقف التي اثارت حفيظة الاخوان على حماس عندما اعتقلت الاجهزة الأمنية الاردنية عضو المكتب التنفيذي للاخوان احمد ابو سعدة قبل عدة سنوات الامر الذي ازعج المراقب العام السابق الذنيبات.

الا ان الاجهزة الأمنية كشفت له ان احمد متورط بقضية لحماس على الساحة الاردنية دون علم الاخوان حيث اعترف بنشاطة التنظيمي الذي عده المراقب وقتها اختراقا لا يمكن السكوت عليه حيث ظهرت قيادة الاخوان بأنها مستغفلة من قبل حماس هذا بالإضافة الى امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي الحالي زكي بني ارشيد الذي اعترف غير مرة تنظيميا لدى الاجهزة الأمنية بانضمامه لحماس واستطاعت حماس أخيرا من ايصاله الى سدة اكبر الاحزاب الاردنية.

ويقول قيادي اخواني ان موقف الحكومة الاردنية قوي عند الحديث عن العلاقة بين حماس والإخوان لان معظم المعتقلين من الاخوان لأسباب لها علاقة بنشاط حماس في الاردن اعترفوا بجميع اعمالهم.

وكان اخر النشاطات التي قامت بها حماس قبل هذه العملية الاخيرة في عام 1999 وكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير عندما تم توجيه اتهامات لحماس بامتلاك اسلحة في مختلف المناطق في الاردن والتدريب عليها مما كان له اثر كبير في التسريع برحيل قادة حماس من الاردن.