جدة: الزهار وأوغلي يختلفان علنا على شرعية تفجير مطعم تل أبيب

وزير الخارجية الفلسطيني ينفي الاتهامات الأردنية

TT

تضاربت التصريحات في المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة أمس، لأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين احسان أوغلي ومحمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني، حول أول عملية انتحارية شهدتها إسرائيل أول من امس بعد تولي حركة حماس السلطة، حيث أدان البروفسور احسان أوغلي العملية وأكد على أن المنظمة لا يمكن أن تقر بأي عمل إرهابي، وانها ستقف ضد كل أشكال الإرهاب سواء المنظم منها على المستوى الحكومي او الفردي، فيما أوضح الزهار بأن العملية تأتي ضمن حق الدفاع عن النفس، واعتبرها حقا مشروعا للفلسطينيين، مستدلاً بما ذكره بعض علماء المسلمين، وأضاف الزهار «هذه العمليات يعتز بها كل شخص يريد أن يحرر أرضه من الاحتلال، أما الإرهاب المدان، فهو ما يمارس ضد شعبنا وأرضنا بشكل مستمر ودائم». وحول ردة فعل حماس على قرار الحكومة الأردنية تأجيل زيارته والاتهامات لحماس بالاعداد لمخطط ارهابي في الاردن اكتفى الزهار بقوله «لا تعليق على هذا الكلام، وما أحب التنويه به أن حماس لا تخزن السلاح في أي دولة عربية، وتاريخها معروف عند جميع الأطراف، كما ان الحركة لم تكن طرفاً في اللعب بأمن أحد من الدول الأخرى».

وبعد سؤال لـ «الشرق الأوسط» حول شكل السياسة الخارجية لحكومته، ومسألة محاربة الفساد التي تنتهجها حماس، أوضح الزهار بأن السياسة الخارجية المتبعة هي سياسة الحياد، سواء على مستوى العلاقات الفلسطينية العربية، أو العلاقات الفلسطينية الدولية، مؤكداً في الوقت نفسه بأن حماس لن تدخل في لعبة المحاور، وأنها إذا لم تكن عامل صلح فلن تقبل بأن تكون عامل اضطراب، بالإضافة إلى أنها لن تكون عبئاً على أحد أو أن تكون محوراً للصراع، وفيما يتعلق بمسألة محاربة الفساد أوضح الزهار بأن ما يجب أن ترسخه الحكومة الفلسطينية الآن هو القانون، بمعنى أن المبدأ المتبع في محاربة الفساد لن يكون بالانتقام أو الإحلال، فمن يثبت كفاءته سيبقى على رأس عمله، ومن يثبت تورطه ستتم محاسبته واسترداد ما تم أخذه حتى لو لم يكن لديه عمل، وذلك من خلال سياسة الشفافية التي ننتهجها في هذا الجانب لمعرفة تحركات تلك الأموال. وكان البروفسور أكمل الدين أحسان أوغلي جدد مطالبته للدول الإسلامية والمجتمعات المدنية في بداية المؤتمر، بتقديم الدعم المالي عبر الحساب الذي تم فتحه في الجامعة العربية، كما جدد أوغلي مطالبته للحكومات العربية والإسلامية بالالتزام بتقديم الدعم المادي وفق الآلية المتبعة عن طريق البنك الإسلامي، في الوقت الذي أكد فيه الزهار بأن بلاده تلقت دعماً من عدد من الدول كالسعودية والجزائر، إلا أنه أوضح بأن حواره مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل تمحور حول بعض الالتزامات المالية والتي هي عبارة عن مبلغ 93.4 مليون دولار تعهدت بها السعودية خلال قمة الخرطوم، وحول حجب المعونات اليابانية تحدث الزهار بقوله «اليابان تسير في فلك سياسي معين، ونحن نحترم سياسة كل دولة، ونحن نؤكد دائماً بأن من يقوم بدعمنا فأهلاً وسهلاً، ومن يمتنع عن تقديم الدعم فذلك يعود له، ولكن احب أن أؤكد بأن هناك الكثير من الاتصالات السرية التي تحدث بين بعض الدول الغربية والحكومة الفلسطينية، بهدف الخروج من المظلة الأميركية البريطانية، وحتماً سيكون هناك الكثير من الأحداث والمفاجآت خلال الـ 6 أشهر القادمة بإذن الله».

وحول تقييم البعض لأداء الحكومة وما إذا كانت الفترة المقبلة ستشهد ولادة حكومة وحدة وطنية أوضح الزهار بأن فترة الـ 17 يوماً لا تعتبر وقتاً كافياً للحكم على حكومة ما، خاصة إذا اخذنا بالاعتبار وضع الحصار، والمنع من السفر إلى خارج الضفة، ولذلك يمكننا ان نقول بأن الحكومة تعيش في دولة ناقصة المستحقات.