الوفد اللبناني طلب «ضمانات» حول انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا.. «قبل» البحث في نزع سلاح حزب الله

بوش لم يضع «شروطاً سياسية» لإنجاح مؤتمر بيروت المقترح

TT

أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان موضوع سلاح حزب الله يحل عبر «عدة مسارات متوازية أحدها يتعلق بالاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها اسرائيل»، رافضاً وصف الحزب بانه «مجموعة محاربين» قائلاً: إنه «حزب ممثل بقوة في البرلمان ونحن نتعامل معه على هذا الاساس». وأعلن وزيران مرافقان للسنيورة ان الوفد اللبناني طلب «ضمانات اميركية حول الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا» قبل البحث في نزع سلاح حزب الله وان الولايات المتحدة لم تطلب أية شروط سياسية لإنجاح مؤتمر «بيروت ـ1».

وقال السنيورة الذي يواصل زيارته للولايات المتحدة الاميركية في حديث أدلى به لشبكة «بلومبرغ» التلفزيونية: «عقدت مع الرئيس بوش اجتماعا جيدا جدا حول الشرق الاوسط بعد الاجتماع مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي انضمت بعد ذلك الى الاجتماع الاخير. وتطرقنا الى مواضيع عديدة تخص العلاقات الثنائية اضافة الى ما يشهده لبنان منذ خمسة عشر شهرا والتطورات التي حصلت منذ اغتيال دولة الرئيس رفيق الحريري وكيف نزل ثلث الشعب اللبناني إلى الشارع للتعبير عن التزامه لأن يكون لديه بلد حر ديمقراطي وسيد ، علماً ان لدينا قيما مشتركة تؤمن بها فعلا الولايات المتحدة».

وقال رداً على سؤال آخر حول قلق واشنطن من نجاح الإخوان المسلمين (الانتخابي) في مصر و«حماس» في الاراضي الفلسطينية وحتى «حزب الله» في لبنان: «أنا أؤمن بقوة أنه علينا دائما سلوك طريق الديمقراطية لكي يتمكن الجميع من المشاركة، بحيث يكون صنع القرار لمصلحة الجميع. إنه مسار سياسي وعلينا أن نقبل ونفهم أن الناس الذين ربحوا الانتخابات ربحوها ولم يكونوا مهيئين ليكونوا في الحكم، ومثال على ذلك حماس. ولذا يجب أن نعطيهم الوقت حتى يتكيفوا مع الوضع الجديد».

وسئل عما اذا حدد بوش مدى المساهمات الاميركية في مؤتمر بيروت ـ1، أو ما اذا كانت هناك اية شروط؟ فأجاب: «كانت لدي محادثات مطولة في هذا الشأن منذ تولي رئاسة الحكومة بهدف مواجهة كل المسائل التي تواجهنا في الوقت الحاضر بما في ذلك الجزء المتعلق بالسياسة والأمن والاقتصاد. ولبنان حتى العام 1975 لم يعرف عجزا في الميزانية، ولكن بسبب الحرب الأهلية والاجتياحات والاحتلالات الإسرائيلية وكذلك الوجود السوري في ما بعد عرف لبنان عجزا في الميزانية ودينا عاما متصاعدا. ونحن نحاول أن نضع سلسلة من الإصلاحات لتطوير لبنان والتسويق لها عبر الحوار المستمر مع مختلف المجموعات في لبنان حتى تكون هذه الإصلاحات ملكا للبنانيين... وما نطلبه اليوم من الولايات المتحدة هو أن تشارك في هذا المؤتمر لدعم لبنان. ومساهمة الولايات المتحدة مهمة جدا في هذا المجال. ما نطلبه هو مساعدة لبنان على إعادة هيكلة ديونه بطريقة تسمح لنا بالاستمرار في الإيفاء بالتزاماتنا وتحويل جزء لا بأس به من ديننا لدين بفوائد مخفضة». وأشار الى انه لم يتطرق مع بوش الى «أرقام محددة».

ورفض السنيورة توجيه اتهام لسورية باغتيال الحريري قبل انتهاء التحقيق، وقال: «لا أريد أن أستعجل الأمور وأوجه اتهامات غير مثبتة غير مبنية على أسس. علينا أن ننتظر حتى نرى نتائج التحقيق ولهذا نحضر للمحكمة الدولية حتى تكون قائمة في أقرب وقت ممكن وتسهيل العملية». وأضاف: «لبنان وسورية دولتان متجاورتان ونحن حريصون جداً على انشاء علاقات جيدة قائمة على الاحترام المتبادل والندية... هناك مشاكل متعلقة بالحدود، وعلينا إجراء تحديد للحدود، وعلينا أن نقيم علاقات دبلوماسية بين البلدين وأن نحمي الحدود من أي تسلل. كل هذه المسائل مهمة جدا فليس من الممكن لأي دولتين متجاورتين ألا تكون لديهما علاقات حسنة، ولكن هذه العلاقات يجب أن تكون مبنية على مبدأ أن لبنان لا يحكم ضد سورية ولكنه لا يمكن أن يحكم من سورية». سئل: هل ما زالت هناك مخابرات لسورية في لبنان؟ أجاب: «الجيش النظامي انسحب منذ سنة تقريبا ولكن تبقى هناك بعض المجموعات من المخابرات السورية». سئل: كم عددهم تقريبا؟ أجاب: «من الصعب معرفة ذلك لأن للبنان وسورية حدودا مشتركة وهناك عشرات الآلاف من السوريين يعملون في لبنان، ولكن هذا لا يعني بالتأكيد أن كل عامل سوري هو رجل مخابرات. لا أحد يمكنه أن يحدد العدد ولكننا نعلم أن هناك عناصر مخابرات لا يزالون في لبنان وهم يستفيدون من الجو العام من الحرية والانفتاح لتنفيذ مهامهم».

قيل له: ان الحكومة الاميركية تعبر احيانا عن قلقها في ما يتعلق بلبنان ولا سيما ان حزب الله الذي هو حزب كبير في لبنان وهو ممثل بالبرلمان وجزء من حكومتكم، تصفه واشنطن بالمنظمة الارهابية؟ فاجاب: «هذا جزء من القرار 1559. ونحن في لبنان نقول ان حزب الله لعب دورا اساسيا في تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في العام 2000. ما زالت هناك اراض لبنانية محتلة من اسرائيل وهي مزارع شبعا. وحزب الله ممثل في البرلمان كما هو ممثل في الحكومة. حزب الله لا يمكن ان نصفه بمجموعة محاربين بل هو ممثل بقوة وعلينا ان نتعامل معه على هذا الاساس وفي ضوء المسائل المندرجة ضمن القرار 1559 من خلال الحوار. والامر المهم الذي حصل في الفترة السابقة هو ان اللبنانيين الذين ينتمون الى مجموعات مختلفة جلسوا معا وبحثوا في قضايا حساسة وصعبة جدا وتوصلنا الى اتفاق بشأنها وما تبقى هو سلاح حزب الله، واعتقد ان هذا الامر يحل عبر عدة مسارات متوازية احدها يتعلق بالاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة وهي مزارع شبعا، فعلينا تثبيت لبنانية هذه الاراضي عبر اللجوء الى الامم المتحدة بعدما اصبح الامر شائكا وكان من غير الواضح ان كانت هذه الاراضي لبنانية ام سورية. لبنان يؤمن ولديه كل الوثائق بان المزارع لبنانية والسوريون يقولون انها لبنانية. علينا ان نناقش الامر مع الامم المتحدة والامين العام حول كيفية تثبيت لبنانية الاراضي في الامم المتحدة وما هي الشروط لذلك، ما هو الدور الذي يجب ان تلعبه سورية وماذا يجب على لبنان ان يفعل. ومن جهة اخرى هناك امر اخر يجب القيام به عند اثبات لبنانية المزارع وهو العودة الى قرار مجلس الأمن رقم 425 بما يعني ان على اسرائيل الانسحاب من هذه المزارع، وبالتزامن مع ذلك علينا التحدث عن اتفاق حول استراتيجية لحماية لبنان. عند ذلك وبعد معالجة هذه الامور وحدها الحكومة اللبنانية يكون لديها السيادة الكاملة على كل الاراضي اللبنانية ولا سلاح الا بيد السلطة اللبنانية».

سئل: الا يقلقك تحالف بعض قادة «حزب الله» مع ايران؟ اجاب: «في النهاية اعتقد ان على حزب الله ان يتصرف كمنظمة لبنانية، فهم يقولون انهم يتلقون دعما من ايران وهذا الدعم يأخذ اشكالا متعددة. وما يعنينا ان حزب الله يقول ويؤكد انه حزب لبناني ولديه فقط اهداف لبنانية وهذا الامر يجب اثباته عبر الممارسة وسنتعامل معه كحزب لبناني. أما اذا اثبت عكس ذلك عندها سنتحدث مع حزب الله في هذا الشأن».

الى ذلك، اعلن وزير العدل اللبناني شارل رزق الذي يرافق السنيورة ان الوفد اللبناني في واشنطن طلب من الرئيس الاميركي «ضمانات للضغط على اسرائيل حتى تنسحب من المزارع قبل البحث في سلاح حزب الله». وعن موقف بوش من مسألة الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا، اوضح ان «الاجواء في شكل عام ايجابية بالنسبة الى لبنان، اما الجواب في هذا الخصوص فامر طويل يتطلب مزيدا من الجهد».

أما وزير الخارجية فوزي صلوخ فاكد ان «الرئيس بوش لم يتحدث عن اي شروط لمساعدة لبنان، وان الرئيس السنيورة طلب من الرئيس الاميركي المساعدة مع المؤسسات الدولية».