إيران والنفط والمصالح التجارية أهم نقاط المباحثات الأميركية - الصينية

الرئيس الصيني يلتقي اليوم بالرئيس بوش في واشنطن

TT

التقى الرئيس الصيني هو جينتاو مساء الثلاثاء مع رئيس شركة ميكروسوفت بيل غيتس في اليوم الاول لزيارته التي تحظى باهتمام كبير في الولايات المتحدة. وتتزامن زيارة الرئيس الصيني مع توتر كبير خلف الكواليس يتعلق بالقوة الاقتصادية للصين والخلافات بشأن الازمة النووية الايرانية. ولن تخلو مباحثات الرئيس الصيني في واشنطن من التطرق إلى موضوع النفط الذي بات يشكل هاجساً لدى الولايات المتحدة بعد النمو الكبير في الاستهلاك الصيني للنفط نتيجة النمو الاقتصادي، والذي قال عنه بوش في وقت سابق إنه أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط العالمية.

ويشكل موضوع النفط منطقة تصادم مصالح بين الدولتين على المدى المتوسط والبعيد بالنظر لكميات النفط المنتجة حول العالم وكميات الاستهلاك حيث أن الصين تخطت اليابان منذ فترة لتصبح ثاني أكبر مستهلك للنفط بعد الولايات المتحدة. ودخول الصين بالتالي على خط استقطاب مزيد من النفط للإيفاء باحتياجاتها من الطاقة سوف يدخلها بالضرورة إلى جيو سياسية النفط في كل من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. والموضوع الأكثر شداً في هذه المسألة حالياً هو موضوع إيران التي تستثمر فيها الصين بشكل كبير وتهتم واشنطن بإقناعها (الصين)، كعضو دائم في مجلس الأمن، بأن تتخذ موقفا أكثر وضوحاً فيما يخص العقوبات الاقتصادية التي قد تفرض على إيران.

وكان الرئيس جينتاو قد وصل في وقت سابق يوم الثلاثاء للولايات المتحدة في زيارة تستمر أربعة أيام تهدف لتعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجال الاقتصادي. وكان عدد من كبار الشخصيات المحلية في استقبال الرئيس الصيني لدى وصوله لمطار ايفريت بواشنطن بالقرب من سياتل. وفي تصريحات مقتضبة، قال الرئيس هو إن العلاقات الاميركية ـ الصينية تحظى «بدفعة نمو ثابتة»، وإن البلدين يتحملان مسؤولية مشتركة من أجل دفع السلام والتنمية. وقد زار جينتاو أيضا مصنع طائرات بوينغ العملاق ثم التقى حاكمة ولاية واشنطن كريستين جريجوار على مأدبة عشاء. وغادر الرئيس الصيني أمس في طريقه للعاصمة الاميركية واشنطن حيث من المقرر ان يجري مباحثات مع نظيره الاميركي جورج بوش في البيت الابيض اليوم. ومن المتوقع أن يلقي هو كلمة في جامعة ييل يوم الجمعة حول الخطوط العريضة للتنمية السلمية في الصين. وكانت الصين والولايات المتحدة قد وقعتا صفقة تبلغ حوالي 16 مليار دولار بالاضافة لاتخاذ السلطات الصينية إجراءات صارمة ضد القرصنة المتزايدة في صناعة البرمجيات. بيد أن خلافا قد يطفو على السطح بين الدولتين بسبب البطء في تعامل الصين مع مسألة البرنامج النووي الايراني والاختلافات في التعامل مع كوريا الشمالية ومعدل صرف العملة الصينية، والتي تقول واشنطن إن الصين تحافظ على معدلها منخفضا عن قصد بغرض زيادة صادراتها للاسواق الخارجية.

وتلقي الولايات المتحدة باللوم على تلك السياسة في الفجوة الكبيرة في الميزان التجاري بين الدولتين، والتي بلغت 200 مليار دولار لصالح بكين. وعقب ختام زيارته للولايات المتحدة يوم الجمعة من المقرر أن يستكمل الرئيس الصيني جولته التي تشمل أيضا زيارة السعودية والمغرب ونيجيريا وكينيا.