اسطنبول: قيادي «القاعدة» السقا أصدر حكم ذبح الرهينة البريطاني بيغلي

TT

قال محام يمثل اصوليا متهما بالانتماء لـ«القاعدة» ويحاكم حاليا في تركيا امس، ان موكله شارك في المحاكمة الصورية التي افضت الى الحكم على المهندس البريطاني كينيث بيغلي بقطع رأسه في العراق عام 2004.

وكان كينيث بيغلي ، 62 عاما، قد خطف في سبتمبر (ايلول) 2004 مع اميركيين، ثم قطع رأسه بعد ثلاثة اسابيع من ذلك، ولم يعثر على جثته حتى الآن. اما الاميركيان فقد قتلا في الايام الاولى لأسرهما.

واكد المحامي عثمان كاراهان، ان «موكلي كان مقاتلا للاسلام في السنوات العشر الاخيرة». واضاف «انه احد الرجال الذين استجوبوا بيغلي وقال انه احاله الى القضاء وأدانه وأعدمه».

وقال المحامي عثمان كاراهان في مقابلة مع تلفزيون رويترز، ان موكله لؤي السقا يعرف ايضا مكان جثة بيغلي ويريد الكشف عنها لعائلته.

والسقا سوري الجنسية وهو متهم بالحصول على التمويل والتدبير للهجمات التي شنت بالقنابل على اهداف يهودية وبريطانية في اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003 وأسفرت عن مقتل اكثر من 60 شخصا. ويعتقد انه هرب الى العراق بعد هذه التفجيرات.

وقال كاراهان «السقا كان هناك خلال عملية المحاكمة برمتها والحكم على بيغلي».

ورفض القول عما اذا كان السقا قد شارك في عملية الاعدام التي نفذت في السابع من اكتوبر (تشرين الاول) 2004 او ما اذا كان السقا هو الذي أقدم بنفسه على إعدام بيغلي. لكنه قال ان ابو مصعب الزرقاوي، زعيم «القاعدة» في العراق كان قد أوكل الى السقا قضية بيغلي. ولم يقدم كاراهان اي دليل يدعم ادعاءه ، لكنه اضاف ان «السقا يريد ان يرشد عائلة بيغلي الى مكان جثته».

وناشدت عائلة بيغلي مرات كثيرة قاتليه لاعادة الجثة لإقامة مراسم دفن رسمية.

وتقول مصادر أمنية ان السقا وهو خبير في صنع المتفجرات يعد اكبر شخصية لتنظيم القاعدة في تركيا. وألقي القبض عليه في مدينة ديار بكر الواقعة في جنوب شرقي تركيا في اغسطس (اب) 2005 اثناء محاولته صعود طائرة متجهة الى اسطنبول تحت اسم مستعار. وكانت قد اجريت له عملية تجميل.

ونقلت وسائل الاعلام التركية عنه قوله انه خطط لتنفيذ هجوم على سفينة رحلات اسرائيلية اثناء زيارتها لتركيا. ونقل كاراهان عن السقا قوله انه يريد من عائلة بيغلي تفهم الاسباب التي أفضت الى اعدامه، وان «هذه الاحداث وقعت بسبب حالة الحرب وبسبب الموقف البريطاني من احتلال العراق». وان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير كتب عدة مرات الى خاطفي بيغلي لكنه رفض تلبية مطالبهم من اجل اطلاق سراحه. واضاف «إعدام المدنيين من وجهة نظري ليس شيئا مستحبا ولكننا نعلم ان الجنود الأميركيين والبريطانيين يقتلون مئات العراقيين في الشوارع كل يوم دون أي محاكمة ملائمة او محامين للدفاع عنهم».

وقال دبلوماسيون بريطانيون في العاصمة التركية انقرة وفي لندن انهم يتحرون ادعاءات كاراهان. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في لندن «يجرى فحص المعلومات التي قالها المحامي. علينا البحث عن معلومات اضافية.. ما هي الادلة الاخرى غير ما قاله المحامي.. ومن اين استقى تلك المعلومات». واضاف «نتابع المعلومات ونتحرى بشأنها ولكن في ما يتعلق بالوصول الى الرجل نفسه فهذا امر يبدو صعبا الى حد ما في ضوء حقيقة انه يحاكم حاليا.. علينا احترام تلك العملية». وقال ان بريطانيا ستنتظر لحين الانتهاء من المحاكمة قبل السعي للوصول اليه بشأن المزاعم». وبدأت المحاكمة الشهر الماضي في اسطنبول. وحاولت المحكمة منع كاراهان من تمثيل السقا لانه هو نفسه متهم بمساعدة وتشجيع «القاعدة»، لكن كاراهان قال انه طعن في هذا المنع وتمكن من الحصول على حكم قضائي.

وذكرت صحيفة «الغارديان» في مقابلة امس مع المحامي كاراهان ان الجرائم التي «ادين» المهندس البريطاني بارتكابها، ليست واضحة، مشيرة الى ان السقا لم يتمكن حتى الآن من كشف مكان جثته مع انه على علم به على ما يبدو.

من جهة اخرى، اكد المعتقل السوري ان الزرقاوي امر باعدام بيغلي بعد ان ادرك ان بريطانيا لن تلبي طلبه الافراج عن النساء المعتقلات في العراق لدى قوات التحالف بقيادة الاميركيين.